
07-09-2012, 10:54 AM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
لماذا يستمرّ الغضب؟
وائل عبد الفتاح
لم تكن ثورتنا من أجل تغيير أشخاص فسدوا بعدما كانوا طيبين فى بداية حكمهم بأشخاص طيبين لا نعرف مدى قابليتهم للفساد.
مبارك لم يفسد لأنه ليس من الإخوان أو لأنه لا يسير على نهج حسن البنا أو لا يذهب إلى الجامع خمس مرات أو لأنه لم يحصل على بركة المرشد أو يقبّل يديه أو يعلن له البيعة ويُبدِ له السمع والطاعة.
مبارك فسد لأن نظام الدولة سمح له بالتحول من رئيس أو موظف يدير المؤسسات إلى ديكتاتور يملك كل المفاتيح ويستطيع التكويش على كل شىء لصالحه ولصالح حاشية يمنحها مقابل الولاء تراخيص بالثروات.
ولهذا لم يكن المزعج فى تعيينات المرسى وجود اسم مثل صفوت حجازى فى مجلس حقوق الإنسان أو ترشيح نادر بكار لعضوية المجلس الأعلى للصحافة أو تصعيد حاشية من مكتب الإرشاد فى مواقع المحافظين.
ليس المهم أسماء بعينها رغم أن بعضها كان كوميديا سوداء وأخرى ملونة وبعضها فاقع.. كما لم يكن مهمًّا بالنسبة إلىّ ظهور أول مذيعة محجبة فى نشرات الأخبار… ولكن المهم استمرار العقل الذى يريد احتلال المواقع القديمة بنفس هياكلها وقوانينها القديمة.
كأن مصر قامت بثورة تمثل خيالها الجديد من أجل دولة ديمقراطية حديثة والإخوان قاموا بثورة موازية خيالها خيال كومبارس يريدون احتلال مقاعد النجوم.
ليس المهم أن يكون الرئيس إخوانيا، فهذه طبيعة أنظمة تداوُل السلطة، لن يأتى كل مرة رئيس على مزاج أو هوى الجميع.
لكن المهم أن الرئيس يسير على خطى النظام القديم مع استبدال أشخاص بأشخاص.
ربما يكون نادر بكار لديه بعض الذكاء ليعرف أن وجوده فى مجلس الصحافة سيفسد صورته العامة التى يبنيها، وهو ما لم يكن مثلا لدى أسماء أخرى تفتقر إلى الذكاء السياسى.. لكن العقل الذى اختار منحها موقعا فى تركيبة سياسية جديدة لم تفعل سوى أنها منحت الجماعة زهوة الانتصار التى كانت لديها عندما هبط الكتاتنى من الـ«بى إم دبليو» أمام أحد مقرات الجماعة وهتفوا له «يُعِزّ مَن يشاء ويُذِلّ مَن يشاء».
هذا هو الخيال الذى ينشر القلق واليأس الآن.
لم يشعر أغلب الثوار والمتحمسين للثورة من قطاعات كانت صامتة بالفرح، ليس لأن لديهم كراهية للإخوان، ولا لأنهم يشعرون بالغيرة من وصولهم إلى مقاعد الحكم، ولكن لأنهم عاشوا المسرحية نفسها من قبل ورأوا ما ثاروا ضده يتكرر ويُعاد نسخة قريبا إلى الأصل.
لماذا لم يفكر أحد من أهل الحكم فى إعادة تصور المجلس القومى لحقوق الإنسان وفك ارتباطه بالسلطة بدلا من تغيير النخبة المختارة؟
لماذا الحفاظ على مجلس قهر الصحافة واستمرار قبضته المهيمنة بدلا من تحرير الصحافة وتفكيك خطوط تبعيتها للدولة؟
هل المشكلة هى استبدال قطع شطرنج تُرضِى الجماعة الساكنة فى المقطم أو مدينة نصر.. بقطع شطرنج موجودة الآن فى طرة؟
هل المهم أن يعلن وزير الإعلام عن وجوده بأول مذيعة محجبة… فى نشرات الأخبار… مع الاحترام للمذيعة والاستياء من اختزالها فى كونها تضع قطعة قماش على رأسها؟
تحولت المذيعة إلى إعلان عن وجود الإخوان فى ماسبيرو، واستمر إعلان الوجود بلجنة رقابة على الفضائيات… وهذا كل ما لدى وزير تربى فى أحضان الإعلام الموجَّه من مكتب الإرشاد إلى جمهوره.
ليس لدى الوزير ما يطور به الإعلام ويحرره من ماكينات التضليل إلا نقل تبعته من الحزب الوطنى إلى مكتب الإرشاد؟
إنه خيال قصير المدى..
خيال ضد الجماعة نفسها..
يضعها فى مرمى نيران قطاعات فى المجتمع قدّمت شهداء لكى تتحرر مصر من استعمارها الوطنى.
لا نريد استبدال مستعمر بمستعمر.
لدينا ما يجعلنا دولة حديثة… لا دولة فى أسر محدودى الخيال والباحثين عن غنيمة فى الصناديق.
وهذا سر استمرار الغضب
__________________
|