
05-09-2012, 05:30 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: التحايل "الاخوانى"!!
لماذا يلجأ الإخوان إلى الكذب وتكفير الآخرين؟..
ثروت الخرباوى
صوت واهن ضعيف تتماوج فيه الأنفاس المتقطعة التى تدل على أن صاحبها شيخ كبير.
- آلو السلام عليكم.
ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ـ أنا أخ لك فى الله أكلمك من الكويت، ولعلك لا تعرفنى، ولكننى بحثت عن هاتفك فترة طويلة حتى أخذته من الأخ الدكتور كمال حبيب، وقد حاولت الاتصال بك كثيرا، لكننى كنت أجد هاتفك مغلقا.
ـ يا مرحبا بك، لكن هلا تعارفنا؟
ـ أبى كان يحب الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك أطلق علىّ اسم محمد فأنا محمد، وكان أبى عليه رحمة الله يحب الخلفاء العباسيين ولذلك قصة، فأنا المأمون، واسمى من الأسماء المركبة لذلك فأنا «محمد المأمون»، أما لقب العائلة فهو المحرزى، فأنا محمد المأمون المحرزى، وأنا من أهل محافظة قنا، ولقد حصلت على الدكتوراه فى التربية، وأعيش فى الكويت منذ سنين طويلة.
ـ يا مرحبا بك يا دكتور أعرفك طبعا، فأنت من جيل الرواد فى الإخوان.
ـ قرأت لك كثيرا، وأحب أن أجلس معك عندما تسمح لنا الأقدار.
مترقبا ومستفسرا: على الرحب والسعة يا سيدى، لكن هلا أخبرتنى عن الموضوع الذى تريدنى لأجله.
صديق السنانيرى: عندما فرض الحاج مصطفى مشهور سيطرته على الجماعة تغيّرت وانقلبت إلى وجه قبيح لا نعرفه
المحرزى: إدارة الجماعة كاذبة مخادعة فاشلة تكفيرية.. تشكل فى ما بينها جماعة «الإخوان الكذابون»
الدكتور المحرزى: أنا يا بنى عشت عمرى كله مع الإخوان، آمنت بدعوتهم ونافحت عنهم وتوليت العديد من المسؤوليات الخطيرة فى التنظيم، كان كمال السنانيرى، رحمه الله، من المقربين لقلبى، وكذا عصام الشربينى عليه رحمة الله، فريد عبد الخالق هو أستاذى وكمال الهلباوى من أكرم من عرفت من الإخوان، لكن عندما فرض الحاج مصطفى مشهور سيطرته على الجماعة تغيرت وانقلبت إلى وجه آخر، وجه قبيح لا نعرفه، الجماعة الموجودة الآن ليست هى جماعة الإخوان المسلمين، والحقيقة يا أخ ثروت أنا لا أعرف كيف يصبر الإخوان على الإدارة التى تديرهم، إنها إدارة كاذبة مخادعة فاشلة تكفيرية، أضاعت الإخوان يوم أن ولغت فى السياسة، جريمة أن تستمر هذه الإدارة فى مكانها، لقد رأيتهم وهم يتحدثون فى التليفزيون فرأيت الكذب يقفز منهم قفزا، إى وربى إنهم يكذبون كما يتنفسون، والمأساة يا أخى أنهم يعرفون أننا نعرف كذبهم، لكنهم لا يأبهون، هذه الإدارة تشكل فى ما بينها جماعة «الإخوان الكذابون».
طالت المكالمة الهاتفية، ثم تواعدنا على لقاء، واتفقنا على ندوة يكون موضوعها «ضرورة أن يتحول التنظيم إلى تيار»، لكن ذهنى سرح مع حديث الأخ الكبير محمد المأمون المحرزى، لماذا يكذب الإخوان؟ لماذا يقولون ما لا يفعلون؟ تخرج من أفواههم الوعود ثم تتلاشى وعودهم وتتبدد كما يتبدد الظلام أمام ضوء النهار، ثم تخرج ماكينة التبريرات بالمبررات التى دعتهم إلى النكول عن وعودهم! هل هم جماعة من المنافقين؟ أم أنهم ينظرون لنا نظرة أخرى لا ندرك معانيها؟ ما الأحوال التى يجوز الكذب فيها، والتى أيضا يجوز فيها النكول عن تنفيذ الوعود؟ أبحث فى الفقه فأجد إجابات تكشف جزءًا من الحقيقة، لا يجوز أن يكذب المسلم إلا فى ثلاث حالات، منها «الكذب فى الحرب»، بل إن الكذب على الكفار لا يجوز إلا إذا كنا نحاربهم، آن ذلك يجوز والحرب خدعة، فإذا كانت هذه هى إجابة الفقه فأين إجابة الإخوان؟
أتنقل بين الأزمنة لكشف الحقيقة المستترة، أبحث عن ذلك الشيطان الكامن فى نفوس الناس يبحث عن طريقة لغوايتهم، والشيطان كالكلب ما أن يرى إناءً حتى يلغ فيه، فإذا لم تُطهر إناءك من النجاسة يحرم عليك الوضوء منه، هل ولغ الشيطان فى إناء الجماعة فأفقدها طهرها؟! يخيل إلىَّ أحيانا أن بينى وبين الحقيقة آمادا، وأظن أحيانا أخرى أن الحقيقة شاخصة أمامى، تحتاج فقط أن أستبصرها.
أزمنة الحقيقة كثيرة، لكنها تجمعت فى جعبتى، وأنا جالس فى زمنى هذا، وفى مكتبى المزدحم بالأوراق والكتب والوقائع التى تنتظرنى أن أكتبها، أذهب إلى عام 1992 وأحداثه، ثم أغادره إلى عامى 1995، 1996 بأيامهم الرهيبة ومحاكمهم العسكرية، ثم عام 1999 المزعج المؤلم وما بعده، ثم أنطلق فى أزمنة ما بعد عام 2003 حتى وقت جلوسى وحدى فى مكتبى أراجع أوراقى وأخط كلماتى، وفجأة أجدنى عدت إلى بداية إنشاء الجماعة فأصطحب حسن البنا وهو ينشأ جماعته، ثم آخذ نفسى لعام 1965 ومأساته، تلك المأساة التى أخرجت لنا من جوف أنفاق مظلمة موغلة فى التطرف فكرا يشبه دراكولا مصاص الدماء، فكرا لا يعيش إلا فى الظلام، فإذا خرج عليه الصبح اختفى فنظن أنه ذهب وانقضى فإذا به قد اختبأ فى كهوف معتمة ينتظر لحظة سانحة يجن فيها الليل ليغرس أنيابه فى قلوب غضة طرية فيحولها إلى قطعة حجر لا تتغذى إلا بالدماء، ويا لهول تلك الأنياب المتعطشة للدماء، فكل من غرس دراكولا أنيابه فى قلبه يتحول هو الآخر إلى دراكولا، ولا ينهزم دراكولا الظلام إلا بالتوحيد، نهزمه بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «قل لا إله إلا الله ثم استقم».
وكما أتنقل بين الأزمنة أتنقل بين الأمكنة، فأذهب إلى الجزيرة العربية، فأشاهد الحلم الذى تحول إلى واقع، حلم دولة آل سعود، وكيف فكر رجل من أهل مصر فى استنساخ هذا الحلم، ليكون هو الخليفة المنتظر وإمام المسلمين، ومن السعودية أذهب لليمن، تلك الدولة التى كان لها أكبر الأثر فى التوجه الجديد لجماعة الإخوان، اليمن هى الحلم، اليمن هى المبتغى.
وأعود إلى زمن عام 2003 محمولا على البساط السحرى، فأجدنى جالسا مع الأستاذ أحمد أبو غالى فى بيته بمصر الجديدة نتحدث، أسأله فيستفيض أحيانا ويوجز أحيانا، يستخدم عبارات صريحة معظم الوقت إلا أنه يستخدم الرموز فى أوقات أخرى، ها هو الشيخ يجلس متكئا على أريكة عريضة مربعا قدميه ناظرا إلى كوب الشاى الذى بيده:
جدى طنطاوى جوهرى رحمه الله كان لا يحب المشكلات، ويكره العنف، إلا أنه كان جريئا فى الحق الذى يعتقده، يمارس ما يعتقده بكل قوة، ورغم ذلك كانت له اهتمامات جرَّت عليه العديد من المشكلات ومنها اهتمامه بتحضير الأرواح، وكان حسن البنا يناقشه فى هذا الأمر منكرا عليه ذلك، وقد سجل جدى فى مذكراته أنه قال للبنا حينما جادله فى تحضير الأرواح: «قل الروح من أمر ربى»، ثم قال له «وما أوتيتم من العلم إلا قليلا»، فيقول له البنا هذه عليك لا لك، فالروح من أمر الله فكيف تعلمها والله يقول وما أوتيتم من العلم إلا قليلا، فرد جدى: لم ينف الله عنا العلم بالكلية، لكنه قال وما أوتيتم من العلم إلا قليلا.
ثم استطرد الأستاذ: كان الشيخ طنطاوى جوهرى مهتما بعلم الأرواح، وكان مشهورا فى هذا الأمر، وأيضا التنويم المغناطيسى، وقد كتب كتابا عن الروح، وتجده فى تفسيره لسورة الإسراء أطال كثيرا فى شرح أحوال الروح.
ـ وهل أنت معه فى أفكاره؟
ـ لا أظن أننى أتفق معه فى كل ما كتبه فأنا أحمل رأيا عن الروح، ومعنى أن الروح من أمر ربى، وقد لا يتفق قولى مع كثير من المفسرين، لكننى أقول: إن هذا رأيى، ولا أقول إن هذا هو الحق.
ـ زدنى علما يا أستاذ.
ـ إذن انتبه واسمع بقلبك قبل أن تسمع بأذنك، فهذا العلم من العلوم التى يجب أن تتهيأ القلوب والأفئدة لسماعها، فإذا شردت فإن ذنبك على جنبك، لقد جعل الله سبحانه وتعالى الكون كله يا بُنى محصورا فى عالمين اثنين وهما الخلق والأمر كما (ألا له الخلق والأمر) فعبَّر الله سبحانه عن عالم الدنيا أو عن ذلك العالم الذى يُدرك بالحواس الظاهرة بقوله «الخلق» وعبَّر عن «عالم الآخرة» وهو ما يدرك بالحواس الباطنة بقوله «الأمر»، فعالم الخلق الذى هو الحياة الدنيا خُلق ليفنى، فالجبال (ينسفها ربى نسفا)، والأرض والجبال كذلك (فَدُكتا دَكة واحدة)، و(كلا إِذا دُكتِ الأرضُ دكا دكا)، (وإذا النجوم طمست)، وصولا إلى (يوم نطوى السماء كطى السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين)، هذا هو عالم الخلق، عالم الفناء، أما عالم الأمر فهو عالم الأمور العظيمة فى الكون، تلك الأمور التى خلقها الله تعالى للبقاء لا للفناء، ومنها الروح والقلم واللوح والعرش والكرسى والجنة والنار، ويُسمى عالم الأمر أمرا لأن الله سبحانه وتعالى أوجده بأمر «كن» من لا شىء بلا واسطة شىء، كقوله (خلقتك من قبل ولم تك شيئا)، وسمى عالم الخلق خلقا، لأن الله الخالق أوجده بالوسائط من شىء كقوله (أولم ينظروا فى ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شىء)، هذه الوسائط كلها خلقها الله من «شىء» مخلوق، لذلك فإنه سماها خلقا، فهو مثلا (خلق الإنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار)، وقال سبحانه (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين)، وقال (سبحان الذى خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون)، وكذلك نحن نخلق أشياءً فى حياتنا الدنيا لنسخرها لمصلحتنا، ونحن لا نـَخلِق من العدم، لكن نـَخلِق من شىء مخلوق، لذلك يقول الله سبحانه وتعالى (تبارك الله أحسن الخالقين)، ولما كانت الوسائط التى أوجدها الله فى الكون مخلوقة من شىء مخلوق لذلك هى مخلوقة للفناء.
ثم أكمل الأستاذ: وما (قل الروح من أمر ربى) إلا ليخبرنا الله سبحانه أن الروح من عالم الأمر والخلود والبقاء أبدعها الله من غير مادة فهى بهذه المثابة ليست من عالم الخلق والفناء، ولذلك فإن «من أمر ربى»، ليست لرفع العلم عنا، أو إخبارنا أن علم الروح مبهم علينا، وأنه ليس لنا أن نعرف الروح أو نعرف حقيقتها وكنهها وكيفيتها، حتى أن البعض تمادى فى فهمه هذا ووقع فى خطأ حين قال إن الرسول لم يكن عالما أو عارفا بعلم الروح وذلك ظنا منهم أن قوله (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) عائدة على الرسول وعلى كل البشر، ذلك أنها كانت فى هذه الجزئية فقط عائدة على جماعة اليهود الذين سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الروح.
استمتعت بحديث الشيخ أيما استمتاع خصوصا أنه كان مسترسلا منطلقا، وكأن الذى ينطق هو قلبه، وليس لسانه.
سألته: يقولون إن البنا استكمل تفسير القرآن الكريم الذى كان الشيخ رشيد رضا قد كتبه، ولم يستكمله، فهل كان البنا عالما من علماء التفسير؟
قال الشيخ بابتسامته السمحاء: كون أن الأستاذ البنا استكمل تفسير المنار فهذا أمر لا أعرفه، لكن الذى أعلمه أن الشيخ رشيد رضا كان يكتب تفسير المنار من واقع دروس التفسير التى كان يلقيها الشيخ محمد عبده، أما مسألة أن البنا كان من علماء التفسير فهذا أمر لا يقدم ولا يؤخر، لأن كل علومنا ناقصة، كما أنه لا يوجد شىء اسمه تفسير القرآن الكريم، فلو كان هناك تفسير لكان من الرسول صلى الله عليه وسلم، وما كتبه المفسرون هو مجرد فهمهم لآيات القرآن، وفهمهم هذا يرد عليه الخطأ والصواب، القرآن يا ثروت لا تنفد عجائبه، وطالما أن الله جعله لكل الأجيال إلى أن تقوم الساعة لذلك لا ينبغى أن يقول أحد إننى أنا فقط الذى فهمته وفسرته على النحو الذى أراده رب العالمين، لكنها فقط مجرد خواطر ورؤى حول آيات القرآن الكريم ومعرفة لمعانى الكلمات وصولا إلى بحث الأفهام عن المعانى، ولأن الأفهام نسبية فإن ما ستراه سيكون نسبيا بدوره.
ـ ولكن هل لمحت فى فكر البنا نوازع للتكفير؟
ـ أصدقك القول، ما تسمى الحركة الإسلامية تحتاج إلى إعادة صياغة من جديد، محتاجة أن تبدأ، وكأنها لم تكن من قبل، لكن عليها أن تجعل من رصيدها القديم وسيلة لتطويرها، فكل من أنشؤوا حركات أطلقوا عليها حركات إسلامية هم من التكفيريين بقدر أو بآخر، يضيق التكفير عند البعض ويتسع عند البعض الآخر، وحسن البنا لديه نوازع للتكفير لا ريب فى هذا حتى ولو قال غير ذلك فى أدبياته، لكن التكفير يقفز فى وجوهنا من رسائله فى أحيان كثيرة.
ـ كيف هذا؟
ـ ألم تقرأ رسالة التعاليم؟
ـ قرأتها.
ـ إذن تعرف أنه قال فى البند الخامس والعشرين من الرسالة وهو يوجه تعليماته للإخوان وما يجب أن يفعلوه فى حياتهم «أن تقاطع المحاكم الأهلية وكل قضاء غير إسلامى، والأندية والصحف والجماعات والمدارس والهيئات التى تناهض فكرتك الإسلامية مقاطعة تامة».
العجيب أننى قرأتها ولم أنتبه لمعانيها!
ـ لم يكن إذن سيد قطب هو أول من ابتدع جاهلية المجتمع والانعزال عنه، ولم يكن شكرى مصطفى منتجا لأفكار خاصة به وهو يدعو إلى هجرة المجتمع الكافر الذى يحكم بغير ما أنزل الله، لكنه استمد بعض أفكاره من رسالة التعاليم هذه، وستجد فى التعليمة رقم 37 أيضا «أن تتخلى عن صلتك بأى هيئة أو جماعة لا يكون الاتصال بها فى مصلحة فكرتك خصوصا إذا أمرت بذلك»، هذه يا بُنى لمحات تكفيرية واضحة الدلالة وستجد فى فكر البنا أشياءً كثيرة لن تجد لها إلا تفسيرا واحدا.
- هى أن فكر التكفير كان مختبئا فى ضمير البنا لم تظهر منه إلا بعض فلتات.
- لذلك كانت للاغتيالات التى قام بها النظام الخاص تبريرات شرعية عند الإخوان.
- يا لها من مفاجأة، داخل حسن البنا الداعية الوسطى المعتدل حسن بنا آخر لا نعرفه، هو حسن البنا التكفيرى الصغير.
__________________
|