[silverlite]

إعذار «2»


نوارة نجم


كما ذكرنا أمس، فاجأ الإخوان الناس بطرح مرشح للرئاسة بعد تعهداتهم المغلّظة بعدم ترشيح رئيس. قشطات كده؟
بالطبع هاجت الدنيا وماجت، وصُدم الناس، كالعادة، فى كذبات الإخوان التى لا تنتهى، حتى إنك ما عدت تأمن على أصابعك بعد مصافحة إخوانى، ولو قال لك: صباح الخير، فعليك أن تفتح النافذة للتأكد من أنه صباح فعلا، ثم عليك أن تنتظر بقية النهار للتأكد من أنه خير إن شاء الله، وصاحبك الإخوانى مش عامل فيك مقلب ولا حاجة. نكت الناس شعورهم، وصرخوا: إنتو مش قلتو مش حترشّحوا رئيس؟ كده المجلس العسكرى حيسنّ سنانه.. حرااااام علييييكوووووووو. فردّ الإخوان مبررين بأنهم مضطرون إلى ذلك، لأن الظرف تغير.
طيب ما هو تغير الظرف؟ حكومة الجنزورى! يا راااااجل، طب ده حكومة الجنزورى من أيام الملك دوكهة. قالت جماعة الإخوان المسلمين فى يوم 18 مارس سنة 2012 التالى فى بيانها:
«إن وزارة الدكتور الجنزورى أثبتت فشلا ذريعا فى إدارة البلاد، حيث وقعت كوارث فادحة لو حدث ما هو أقل منها بكثير فى أى بلد ديمقراطى لاستقالت الوزارة على الفور، منها كارثة استاد بورسعيد ومصيبة سفر المتهمين الأجانب فى قضية التمويل الخارجى، الأمر الذى مرَّغ الكرامة الوطنية فى الوحل وأساء إلى استقلال القضاء، والتفريط فى السيادة بالسماح للأجانب بالتدخل فى الشؤون الداخلية».
ونود أن ننوه هنا بشكل سريع إلى أن الواقعة التى وصفها بيان الإخوان بـ«مصيبة سفر المتهمين الأجانب» قد شارك فيها الإخوان، كما أن السيناتور ماكين كان قد شكر جماعة الإخوان المسلمين على تعاونها فى إطلاق سراح المتهمين الأمريكيين، بس مش ده موضوعنا. المهم يا سيدى لما أنت، وبناء عليه، وبما أن المجلس العسكرى كان قد أصدر بيانًا يهدد ويندد، أشار الإخوان أيضا إلى أنهم كلما طالبوا بحل حكومة الجنزورى هددهم المجلس العسكرى بحل البرلمان، كما أكد بيان الإخوان أن الإعلان الدستورى لا يسمح للبرلمان بسحب الثقة من الحكومة، فلهذا ولكل هاتيك المجالى قررت الجماعة إحالة أوراق الوطن إلى فضيلة المفتى وترشيح خيرت الشاطر رئيسًا للجمهورية.
ثم حدثت تمثيلية غريبة عجيبة مريبة أريبة، فقد رشح المجلس العسكرى عمر سليمان فى مواجهة خيرت الشاطر، ثم تم استبعاد خيرت الشاطر لأسباب قانونية، واستبعاد عمر سليمان لأسباب إدارية، واستبعاد حازم أبو إسماعيل لأسباب باسبورية. ولا داخل فى دماغى أن الشاطر بمحاميه جميعًا لا يمكنه التنبؤ بوضعه القانونى بدلا من طرح نفسه ثم استبعاده، ولا داخل دماغى أن عمر سليمان يمكن أن يخطئ فى جمع التوكيلات، ولا داخل دماغى أن حازم ماكانش يعرف أن أمه أمريكية. ماذا حدث فى هذه اللقطة من التاريخ؟ الله أعلم، ربما يُعلِم اللهُ أولادنا أو أحفادنا بالحقيقة.
تم استبعاد الثلاثة وشعرنا بأن جبلا وقد انزاح، فإذا بمحمد مرسى يترشح، وبالطبع يعلم جميعنا أن لقب المرشح السابق الرئيس الحالى كان «الاستبن». نرجو من السيد مفتاح سر التاريخ أن يوثق هذا اللقب فى كتب التأريخ للثورة. بدأ سباق الرئاسة، وحين سأل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عن كذبات الجماعة المتتالية، وعما إذا كانوا لا يخجلون من أنفسهم، أو كيف يتوقعون من الناس أن تثق بهم بعد سلسلة كذباتهم، ودأبهم على الخداع، أجاب السيد الدكتور محمد مرسى، التَّقى النَّقى الورع، الذى لا يكف عن موافاتنا بأخبار صلاته، وبكائه، بأن ما تقوم به «الإخوان» ليس كذبًا وإنما هو اتباع لنهج الفقه الإسلامى الذى يتغير بتغير الزمان والمكان! ولو أننا نحاكم الناس كما يحكم عليهم الإخوان لاستتبناك يا دوك.
نعيد لنذكر، كل الهيصة والظمبليطة فى الصالون، وهذا الكذب المؤدى للكذب المؤدى للتبرير الكاذب الذى أوشك أن يُخرج الجماعة من مِلة الإسلام، ما سببه؟ رغبة الجماعة فى إقالة حكومة الجنزورى… مين؟ حكومة الجنزورى… بتقولوا مين يا اولاد؟ حكومة الجنزووووورييييى.
طيب نعيد لنذكر: نحن كنا قد اعتصمنا ضد حكومة الجنزورى عقب فوز الإخوان بأغلبية البرلمان، وقبل انعقاد الجلسة الأولى لمجلس الشعب، وبدلا من أن تتضامن معنا الجماعة فى مطلبنا لتشكيل حكومة ثورية لتعبّر عن الشعب، عزت ما يحدث إلى التآمر على عرس الديمقراطية، بس الشهادة لله، وعشان الواحد يقول اللى له واللى عليه، فقد أصدرت الجماعة بيانا تعبر فيه عن أسفها لاستخدام العنف معنا، وتطلب من المجلس العسكرى الاعتذار لنا! طيب لماذا لم تنضم إلينا الجماعة ضد حكومة الجنزورى ولو عبر البرلمان؟
مش مهم الإجابة، واحنا بقينا عارفين حاجة فى البلد دى؟