عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15-07-2012, 10:28 PM
الصورة الرمزية AbOnOrA
AbOnOrA AbOnOrA غير متواجد حالياً
Aِِbo(Nora&Islam&Judy)
Wael Magdy Salah
من انا؟: ابو نورا واسلام
التخصص العملى: IT Consultant
هواياتي: Computers, Automotives
 
تاريخ التسجيل: May 2008
الموقع: ام الدنيا مصر
المشاركات: 17,066
AbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond repute
رأى هل نكرر خطأ السنهوري ..؟!.علاء الأسواني



...هل نكرر خطأ السنهوري ..؟!..

علاء الأسواني

الدكتور عبد الرزاق السنهوري ( 1895 ـ 1971 ) من أهم فقهاء القانون في تاريخ مصر والعالم العربي ، هو الذى وضع الدستور والقانون المدنى لبلاد عربية كثيرة منها ليبيا والعراق والسودان والكويت وسوريا والامارات العربية المتحدة . هذا الرجل العظيم ارتكب منذ ستين عاما خطأ جسيما لازلنا ندفع ثمنه حتى اليوم ،

فقد اشتهر السنهوري بخصومته الشديدة للوفد حزب الأغلبية آنذاك . في عام 1952 قام الضباط الاحرار بانقلاب عسكري ( تحول فيما بعد الى ثورة عندما أيدها الشعب ) و أجبر الضباط الملك فاروق على التنازل عن العرش لابنه الامير الطفل احمد فؤاد مما استوجب تشكيل مجلس الوصاية وطبقا لدستور 1923 كان يتوجب على مجلس الوصاية أن يؤدي القسم أمام البرلمان ذى الاغلبية الوفدية . .

كان عبد الناصر في رأيي زعيما مخلصا عظيما لكنه أيضا أول من أسس للحكم العسكري في مصر ولأنه كان يدرك شعبية الوفد الطاغية ويخشاها فقد لجأ الى السنهوري الذى كان رئيسا لمجلس الدولة ليستشيره ،

كان السنهوري يكره الوفد لدرجة أعمته عن أى اعتبار آخر ولذلك فقد وجد مخرجا قانونيا تمكن به عبد الناصر من استبعاد الوفد ثم سرعان ما أصدر عبد الناصر قرارا بحل الاحزاب جميعا والغاء النظام النيابي نفسه..

عندئذ أدرك السنهوري خطأه : أنه عندما استبعد حزب الوفد ساهم بغير قصد في تقويض النظام الديمقراطي ذاته . حاول السنهوري استدراك الخطأ وراح يعارض عبد الناصر ويدافع عن الديمقراطية ويطالب بعودة الجيش الى الثكنات لكن وقت اصلاح الخطأ كان قد فات . فقد ضاق الضباط الأحرار بمعارضة السنهوري لهم فأرسلوا اليه متظاهرين مأجورين قاموا بالاعتداء عليه بالضرب المبرح في مكتبه ثم اتخذ مجلس قيادة الثورة قرارا بالغاء مجلس الدولة من أساسه ..


وقد أثرت هذه المعاملة المهينة في السنهوري وعاش حزينا حتى وفاته عام 1971 .. هذه الواقعة لها مغزى : ان خصومتنا السياسية مع أى حزب أو جماعة لايجب أبدا أن تعمينا عن الحقيقة . يجب أن ندافع عن مبادئنا حتى لو استفاد من تحقيقها ألد خصومنا السياسيين .


في مصر الآن صراع على أشده بين نظام مبارك الذى لازال مسيطرا على الدولة والدكتور محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب .

المشكلة أن هذا الرئيس ينتمى الى جماعة الاخوان المسلمين مما يجعل الكثيرين يناصبونه العداء قبل أن يفعل أى شيء ويعترضون على كلامه قبل أن ينطق ... كنت ولازلت أعارض الاخوان المسلمين نظريا وعمليا . . نظريا لأنهم يؤمنون بالخلافة الاسلامية وأنا أعتبرها نظاما استبداديا فاشيا أدى الى سقوط مصر في قبضة الاحتلال العثماني كما أعارضهم لأنهم يعتقدون أن الاسلام دين ودولة بينما أعتقد أن الاسلام لم يقدم نظاما محددا للحكم وانما قدم مباديء عامة وترك للمسلمين اختيار النظام السياسي الذى يحققها ,


وعلى المستوي العملي أعارض سياسة الاخوان التى لاترى الفرق بين مصلحة الجماعة ومصلحة الوطن مما أوقعهم في مواقف انتهازية كثيرة تحالفوا فيها مع السلطة المستبدة ضد ارادة الشعب وأقرب مثال على ذلك تخلي الاخوان عن الثورة وتحالفهم مع المجلس العسكري الأمر الذى ضيع على مصر فرصة كتابة الدستور أولا وأوقعنا في هذا المأزق الذى نعيشه ..


أما السلفيون فأنا أعارضهم لأنهم يحملون القراءة الوهابية السعودية للاسلام المناقضة للقراءة المصرية المعتدلة كما أرفض تشدد بعض السلفيين وضيق أفقهم ومواقفهم المعادية للحريات وحقوق المرأة والفن والأدب ..

علاقتى مع الاخوان والسلفيين ، اذن ، لم تكن قط على مايرام بل ان بعض المنتسبين للتيار السلفى هاجموا عيادتي الخاصة مرتين وحاولوا الاعتداء على عقابا لي على آرائي فتقدمت ببلاغات ضدهم وأحيلوا الى المحاكمة والقضية لازالت منظورة .. هذه الخصومة العنيفة مع تيار الاسلام السياسي لا يجوز أبدا أن تمنعنى من تأييدهم اذا أصابوا أو من مساندتهم اذا خاضوا معركة مشروعة وطنية .

ان الصراع الآن بين طرفين : رئيس منتخب بارادة الشعب ومجلس عسكري يفرض ارادته علينا بقوة الدبابة . هذا الصراع يشكل جوهر الثورة المصرية التى قامت بالأساس من أجل انهاء الحكم العسكري واعادة السلطة الى الشعب صاحبها الشرعي .


ان شعارات الثورة العظيمة " عيش..حرية..عدالة اجتماعية " يستحيل أن تتحقق الا اذا استرد الشعب سيادته على بلاده . . ان الرئيس مرسي يواجه الآن نظام مبارك بكل قدراته وطاقاته . هذا النظام له مؤسسات رسمية معلنة وله تنظيم سري بمعنى الكلمة متغلغل في كل مفاصل الدولة المصرية .


هذا التنظيم السري ( الذى يسمى أحيانا بالدولة العميقة ) هو المحرك الرئيس للأحداث في مصر منذ سقوط مبارك . ان نظام مبارك يعمل وفقا للمعادلة الآتية :

" لقد ثار المصريون ضد أوضاع ظالمة فلو أنهم وجدوا أنفسهم في أوضاع أسوأ بكثير من التى ثاروا ضدها ، يمكن عندئذ اعادة النظام القديم في شكل جديد ". . هذه المعادلة تم تحقيقها بعشرات الوقائع التى دبرها نظام مبارك ، بدءا من القبطى الذى أذاعوا ان السلفيين قطعوا أذنه الى احراق الكنائس بواسطة بلطجية مأجورين بعد انسحاب أفراد الشرطة المدنية والعسكرية الى تشويه سمعة الثوريين بكل وسيلة الى اصطناع أزمات مستمرة في كل مواد المعيشة ..

هدف الخطة أن يكفر المصريون بالثورة ويعانون من تدهور أوضاع المعيشة ثم يتم تقديم مرشح النظام القديم باعتباره البطل المخلص الذى سيستعيد الامن ويرفع المعاناة عن المصريين . حاول نظام مبارك ترشيح عمر سليمان لأداء هذا الدور لكن المعارضة الشعبية كانت من القوة بحيث اضطروا الى سحبه بعد أيام ثم تقدموا بأحمد شفيق وسانده نظام مبارك بكل قوته : انفتحت خزائن رجال الأعمال الموالين لمبارك وأغدقوا الملايين واحتشد حول شفيق لواءات الداخلية وأقطاب الحزب الوطنى وضباط أمن الدولة واعلاميون مخبرون تربوا في أروقة وزارة الداخلية بالاضافة الى أربعة ملايين اسم تم اضافتهم الى الكشوف الانتخابية صوتوا جميعا لشفيق .


أضف الى ذلك مثقفين انتهازيين تأكدوا ان شفيق قادم فقفزوا بسرعة من مركب الثورة وأعلنوا تأييدهم له . على أن ملايين المصريين نزلوا وصوتوا لمرسي ليس حبا فيه وانما من أجل اسقاط شفيق ممثل النظام القديم . وبالرغم من ان فوز مرسي تأكد من البداية فقد تأجل اعلان النتيجة لمدة أسبوع وهناك مؤشرات على أن النية كانت متجهة لتغيير النتيجة لصالح شفيق ( تعرض قناة الفراعين وثيقة صادرة من اللجنة العليا للانتخابات تفيد فوز شفيق على مرسي والغريب أن القضاة الموقعين عليها لم يتقدموا ببلاغ ضد القناة ) ..


تراجع نظام مبارك عن تغيير النتيجة وانسحب مؤقتا أمام الرئيس المنتخب وفي نفس الوقت أصدر المجلس العسكري اعلانا دستوريا غير شرعي اغتصب به صلاحيات رئيس الجمهورية ثم دارت الماكينة الجبارة لنظام مبارك من أجل افشال الرئيس المنتخب وتشويه سمعته حتى قبل أن يبدأ ولايته .


نفس الطريقة القديمة : انفلات أمنى متزايد يحدث أمام أعين رجال الشرطة وجنود الشرطة العسكرية فلا يتدخلون أبدا لحماية الأبرياء . ثم تتابعت وقائع الاعتداء على المواطنين من متطرفين اسلاميين ، بعض هذه الوقائع حقيقية وبعضها أصابع الامن واضحة فيه لكنها في كل الاحوال تجرى أمام أعين رجال الامن فلا يتدخلون أبدا لحماية الناس ثم يتم تضخيمها في وسائل الاعلام من أجل ترويع المواطنين ...


لا يجب هنا أن ننسى علاقة أمن الدولة ببعض الجماعات المتطرفة التى اعترف بها الاسلاميون أنفسهم ( ذكر المتحدث باسم حزب النور نادر بكار أربعة مشايخ مشهورين بالاسم وأكد انهم عملاء لأمن الدولة ) ..ما حقيقة جماعة الامر المعروف والنهي عن المنكر التى تبرأت منها كل الاحزاب والجماعات الدينية ولماذا تظهر وتختفى دائما وفقا للظروف السياسية ؟!.


ان قراءة بيانات هذه الجماعة الغامضة تكشف ان غرضها الأول الترويع فهى تتحدث عن دوريات راكبة ليلية ونهارية وعصي خيرزانية وصواعق كهربائية وأسلحة نارية .. لماذا لايتابع المسئولون في الداخلية موقع هذه الجماعة على الانترنت فيتم القبض على أعضائها خلال ساعات .؟!.

الاجابة ان نظام مبارك مستمر في ترويع المصريين حتى تحين الخطوة التالية : .... بالأمس صرحت مستشارة مقربة من المجلس العسكري أن الرئيس مرسي يجب أن يستقيل بمجرد كتابة الدستور .. هكذا يتضح المخطط . سوف تستمر عمليات الترويع للمواطنين ويستمر تشويه الرئيس المنتخب حتى يجبره المجلس العسكري على الاستقالة بعد كتابة الدستور فيحس المواطنون عندئذ براحة عميقة لأن شر الاخوان قد زال عنهم ثم تعاد الانتخابات ويحتشد نظام مبارك وراء مرشح قد يكون شفيق أو عمر سليمان أو أى عضو في المؤسسة العسكرية ..


هنا يجب أن نرتب أولوياتنا بطريقة صحيحة . بعض المصريين تحولت خصومتهم السياسية للاخوان الى عداء شديد يعميهم عن الحقيقة ويدفع بهم الى الموافقة على الحكم العسكري نكاية في الاخوان تماما كما وقف السنهوري مع الضباط الأحرار ضد الوفد ثم ندم بشدة عندما سقط النظام الديمقراطي كله...


من ناحية أخرى فان بعض المتشددين الاسلاميين عاجزون عن فهم مايحدث وهم يسعون لفرض أفكارهم المتزمتة عنوة فيساعدون بغير قصد نظام مبارك في صراعه الباطل ضد الرئيس المنتخب .

يجب أن ندافع عن مباديء الديمقراطية وأهداف الثورة بغض النظر عمن يستفيد منها . عندما نرفض سيطرة المجلس العسكري على الحكم ونطالب بصلاحيات كاملة لرئيس الجمهورية فنحن لا نفعل ذلك من أجل محمد مرسي ولا من أجل الاخوان ولكن من أجل الثورة ومن أجل مصر ....


ان معركتنا الرئيسية الآن مع نظام مبارك الذى يكافح باستماتة من اجل اجهاض الثورة واستعادة الحكم كاملا .. اذا كان الاختيار بين سلطة العسكر وسلطة الشعب فان واجبنا قطعا أن نساند الرئيس المنتخب حتى ولو كنا من أشد المعارضين له سياسيا .. على أن دعمنا للرئيس ليس مطلقا وانما محدد بشروط:


اذا أثبت انه فعلا رئيس للمصريين جميعا واذا نفذ وعوده وخاض معركة من أجل القضاء على نظام مبارك واعادة السلطة للشعب فان واجبنا مساندته بقوة اما اذا تغلب انتماؤه للاخوان على اخلاصه للشعب ودخل في صفقات رخيصة من أجل مصالح الاخوان فسوف نتخلى عنه كما تخلى عن الثورة ..


عندئذ سيكون قدر الثورة ان تواجه العسكر والاخوان جميعا .

وفي كل الأحوال سوف تنتصر الثورة حتما باذن الله وتحقق أهدافها لتبدأ مصر المستقبل الذى تستحقه . . . الديمقراطية هي الحل
__________________



اخر موضوعاتى
قريباً تقرير وتجربة اداء دايهاتسو تريوس * تويوتا راش

رد مع اقتباس