
15-07-2012, 07:01 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
والغنوة دى سلاحى
نوارة نجم
حبسوا محمود سعيد.. وكان قبل أن يحكم عليه القضاء العسكرى بالسجن ستة أشهر مع النفاذ يغنى فى زنزانته: ونحنى قلب الأم، أم الشهيد غنوة، والغنوة دى سلاحى، والغنوة دى كفاحى، ومدفعى صاحى.
عدت لتوى من بلاد الغريب. مدينة السويس مرة، وحزينة، وفيها حاجة بتكحت فى القلب.. مش بتوجعه، لا، بتكحته، وتخليك تضرس. تكحت السويس قلبك وهى تغنى، وهى ترقص، وهى تفرح، وهى تغضب، وهى تحزن، وهى تصفق للغربان التى تغطى سماءها، وهى تذيب رأسك بشمسها الحارقة.
أضرب المعتقلون بالسويس عن الطعام نظرا إلى تأجيل قضيتهم المرة تلو المرة، لا يتم استدعاء المعتقلين عند النظر فى قضيتهم، ثم أخبرهم المحامون أنه ليس هناك أى قضية، وأنهم يمنعون أيضا من الاطلاع على الملف. قبل النظر فى قضيتهم فى يوم 9 يوليو، قرر المعتقلون الانقطاع عن السوائل بما فى ذلك الماء، وتم نقل خالد حمزة إلى المستشفى. من بين المعتقلين محمد سامى، قاصر يبلغ من العمر 16 عاما، قبل أن يعتقل لم يكن يعلم أن فى البلاد ما يسمى بثورة، لكنه سمع عن الثورة فى قسم عتاقة، وعلم بأنه مقبوض عليه بسببها.
اعتصم بعض الشباب أمام المحافظة تضامنا مع المعتقلين، ومن بينهم محمد غريب، أحد أبطال مسيرة «الزحف الثورى»، التى سافر فيها الشباب من السويس وحتى ميدان التحرير بالقاهرة سيرا على الأقدام لمدة ثلاثة أيام متواصلة. هكذا، نصر أهل السويس بالرعب. لكننى لم أكن أعلم أن غناء أهل السويس من أدوات الرعب.
وصلت إلى اعتصام الشباب أمام مبنى محافظة السويس، وما إن شرع الشباب فى الغناء: عضم ولادنا نلمه نلمه، نسنه نسنه، ونعمل منه مدافع، وندااااافع.. ونجيب النصر.. هدية لمصر، نجيب النصر…
فإذا بحالة تأهب غير عادية بين صفوف قوات الجيش التى تؤمن مبنى المحافظة. مالكم يا جيش مصر؟ الشباب منهك ومضرب عن الطعام، ويغنى… فما الداعى للتأهب والاستعداد ولا كأن إسرائيل بتضرب المجندين على الحدود وتموتهم لا سمح الله، ولا انتو مش بتتأهبوا لإسرائيل؟
انتشى الشباب بحالة الرعب التى أحدثوها فى صفوف القوات المؤمنة، فازدادوا حماسا: أنا صاحى يا مصر أنا صاااااحى، سهران وفى حضنى سلاااااحى، واللى يكسر عزيمتى، واللى يقلل من قيمتى، يحرم عليه صباحى، هيلا هيلا هيلا هيلا، هيلا هيلا يالا بينا، شباب السويس تلاقينا، بالبنااااادق، فى الخناااادق… يرفعون أصواتهم وهم ينطقون نهايات الكلمات، ويراقبون وجوه عناصر القوات المؤمنة التى ترتعش وجلا ثم يتبادلون الابتسامات الساخرة.
فى اليوم التالى ذهبنا لزيارة الشباب المحتجز فى قسم عتاقة ينتظر النظر فى قضيته التى لا يعلمها ولا يعلم عن ملفها أى من محاميهم. لسبب ما قام مأمور القسم باستدعائنا، ورحب بنا بابتسامة وحفاوة. انتظرنا فترة من الوقت حتى شعرنا أنه سيتم احتجازنا مع الشباب، وبدأنا نتبادل الحوار على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»: هو مقعدنا كل ده ليه؟ حاجزنا ولّا إيه؟ حتى وصل السيد مدير أمن السويس، الذى رحب بنا بدوره، وروى لنا قصة الشيخ وليد والشيخ عنتر والشيخ إسلام الذين قتلوا أحد شباب السويس على أثر وقوفه مع خطيبته فى الطريق العام «دون اعتذار»، كما أوضح السيد وزير الداخلية. ملحوظة: هذه ليست المرة الأولى التى يصطحبنى فيها الناشط محمد حسن لزيارة معتقلى السويس، لكنها المرة الأولى التى ألقى فيها هذا الترحاب المقلق. كأن وزارة الداخلية تنأى بنفسها عما تعلم أنه سيحدث.
بعد برهة، دخل الشباب المحتجز: خالد حمزة، محمود سعيد، خالد سالم، محمد سامى، وجلسوا فى غرفة المأمور، حيث خاطبهم مدير الأمن بحنان بالغ، وطلب منهم «الثبات»! إيه يا جدعان الجو ده فى إيه؟ وجه السيد مدير أمن السويس خطابه محدثا والد خالد حمزة وطالبا منه أن يذهب لمقابلة قائد الجيش الثالث «لاستعطافه» حتى يخرج الشباب، الذين لا نعرف تهمهم حتى الآن. يتميز وجه والد خالد حمزة بأن عليه ما يقرب من ربع ابتسامة مرة لا تفارقه أبدا، أجاب بذات الابتسامة، أو ربع الابتسامة: بس إحنا رحنا لقائد الجيش التالت أكتر من مرة، وعملنا اليفط اللى قولتو لنا عليها، وقدمنا فروض الولاء والطاعة، عشان دول يخرجوا.. لحد ما بقى صحاب ولادنا قرفانين منا ومش طايقين يبصوا فى وشنا. كان يقول عباراته بثبات انفعالى، أما أنا فانهمرت الدموع من عينى دون سيطرة منى.
ابتسم الشباب وربتوا على كتفى: إيه يا نوارة؟ إحنا اللى نجمدك ولا انت اللى تثبتينا.. انشفى كده.
للحديث بقية.
__________________
|