
15-07-2012, 06:36 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
لماذا يلمع أمراء الطوائف؟
وائل عبد الفتاح
عندما أرى هجمة المشايخ على الواجهات أسأل: كيف تصنع أمير طائفة؟ جزء كبير من أزمتنا فى هذا السؤال، ليس فقط فى الكوميديا الدستورية أو ما شابهها. إنهم يتصرفون كما لو كانوا أمراء طوائف منتصرين، وعليهم إعلان النصر فى كل مكان.
هذه مشاعر تصنع دائرة لا يستطيع الفرد الخروج منها ببساطة.. إنها تحدد موقفه من العالم ونظرته إلى المستقبل.
يتصور الفرد مثلا أنه متسامح لأنه يقبل بوجود الآخر أو يبتسم فى وجهه.
وربما فى هذه البسمة شعور خَفِىّ بالاستعلاء لأنه فقد كل ما يتعلق بالعالم إلا ما تبثه الطائفة من نرجسية قاتلة.
سحر الطائفة حزب فى لحظات الضعف.
لماذا إذن يلمع هذه الأيام وبعد انتصار الثورة؟
لماذا يتكلم الجميع من فيهم أصحاب خطاب التسامح ليسوا كبشر عاديين لهم مصلحة فى المساواة والعدل والحرية.. ولكن كموزعى أنصبة على أسرى ومهزومين؟
هذه مشاعر عجز تنتفخ بقوة وهمية.
مشاعر لم تتخلص من ماضيها فى حرب «المظلومية».
المسلمون صارعوا المسيحيين على موقع: مَن المظلوم؟، ودخل كتاب وصحفيون وقورون المزاد لإثبات أن طائفتهم هى الأكثر ظلما.
لماذا أصبحت الهوية الدينية حاضرة بقوة هذه الأيام؟
هل لأن المسلمين أصبحوا مسلمين أكثر؟
هل لأن هناك خطرا على الإسلام؟
هل لأن هناك خطرا على المسيحية؟
لماذا أصبحت الطائفة أهم، وأقوى، والتعامل بمنطق الجماعات الصغيرة هو السائد؟
الاستبداد فى مصر يوحِّد الأديان، ينشر اليأس ويزيد أعداد المستضعفين فى البلاد، وهذا سر النزعة العنيفة باتجاه الطائفة أو العائلة أو كل جماعة صغيرة.
الدين هنا ليس أكثر من لافتة تتجمع عندها عصبية، تتوهم حربًا دينية، لتغطى عجزها عن الحرب الأساسية ضد الاستبداد والفساد.
الكنيسة فى مصر ليست عدوة المسلمين.. إنها مؤسسة سياسية تلعب بالسياسة لتحقيق سلطة أوسع على المسيحيين، سلطة سياسية ومالية، وتلعب بها السلطة الكبيرة لتسيطر على المسيحيين.
الكنيسة لا تخوض حربا ضد الإسلام، لكنها تخوض حربا بالمسيحيين لصالح موقعها فى السلطة.
كما أن الإسلام ليس فى خطر، المسلمون مثل المسيحيين كانوا يشعرون بالضعف فى مواجهة سلطة غاشمة، جبروتها مفرط، وبدلا من البحث عن الخصم الحقيقى، من السهل تصنيع عدو، وبدلا من الصراع حول وضع قواعد ديمقراطية تضمن الاحترام للجميع، يبحث المصرى عن ميزة، أو ريشة تُوضَع على رأسه ليهرب من مصير الضحايا.
مناخ يعلى الطائفة ويغوى كل من يجد فى نفسه ميول زعامة سهلة.
زعامة طائفة أكثر سهولة من زعامة سياسية تتصادم مع السلطة.
الزعامة الطائفية لها وجاهتها الأخلاقية أيضا، فأنت مدافع عن أعداء الدين، وهؤلاء لا يمكن تحديدهم بشكل دقيق، إنهم حسب الأهواء، لأن العقيدة فى القلب أساسًا.
وهكذا فإن الحزازات الصغيرة التى هرب ملك الكريب من مرارتها تحولت إلى قاعدة متينة يركب عليها كل طلاب الزعامة فى الطائفة.
الشيخ يتحول إلى زعيم باسم الدفاع عن الإسلام رغم أنه ليس سياسيا ولا يفهم فى السياسة..
ورجال الدين فى الكنيسة ما زالوا هم نواب المسيحيين فى الدفاع عن موقعهم الذين يشعرون الآن أنه مهدد أكثر من أى وقت مضى.
إنها غواية الدفاع عن الطائفة..
غواية سهلة.
سهلة جدا.
تصنع شعبية، لكنها تشعل الحرائق بعيدا عن صانع الاستبداد أو مهندسى القمع قبل الثورة وبعدها.
هل هناك مَن يسمع؟
هل هناك من يقرأ تاريخ الطوائف فى أى بلد فى العالم، من أمريكا إلى لبنان، ومن الأندلس إلى العراق؟
ماذا فعلت الطوائف بكل بلد لمع فيه سحر الدفاع عن الطائفة؟
للطائفة سحر قاتل.. يقتل سعادتنا جميعا
__________________
|