
12-07-2012, 07:09 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
عندما يستهلكنا الانحطاط
وائل عبد الفتاح
كيف أنسى موعد افتتاح مؤسسة نصر أبو زيد؟
حدث هذا لأن الرأس مزدحم بكوميديا ودراما وعبث وسيريالية فى إيقاع لاهث… مستهلك بعدما كان الإيقاع ينافس السلحفاة وربما هو أقل سرعة.
هذا ليس مبررًا.. لكنه طرح سؤال كيف نفكر فى هذه اللحظة؟ هل نفكر فيها كأنها معزولة عما سبقها كله وما سيليها كله.. وهو ما يقترب من الانحطاط، حيث تتحرك الغرائز وتفرض سطوتها… أم نوسع التفكير لنرى فعلا موقعنا فى مسار طويل.
هل نترك أنفسنا تستهلكنا لحظة عبثية؟ كما استهلكتنا 30 سنة من عمر مبارك كان الانحطاط فيها ملك المشاعر والأفكار… وما زال يفرض ملكه علينا؟
أم نخرج قليلا ونوسع المشهد لنرى جيدًا؟
وهذا ما جعلنى أحوِّل تحقيق هدفين فى مقال واحد.
أعتذر عن نسيان الموعد… وفى نفس الوقت أنشط ذاكرة من يريد أن يفهم ويفكر…. ويخرج من دائرة الانحطاط القاتلة.
انشغلت قبل فترة قليلة بما تفعله ثقافة السمع.. وقلت إنها تصنع سلطة حاملى توكيل الفتاوى. هؤلاء هم الذين يبنون الجدران العالية بين الفرد والحياة.. بين العقل والواقع.. كأن مهمة العقل الوحيدة هى تثبيت سلطتهم.
هذا ما يحب أن لا يسمعه فتوات يقتحمون الحياة الآن بفتاوى تكفير تحمل فى طياتها اتهاما بأن كل ما عشناه لم يكن سوى «خروج عن شرع الله».
الناس تصدق، أو تشعر بالذنب وتفسر خراب حياتها بالابتعاد عن الله، لا فى سيطرة رأسمال فاسد وسياسات تصنع الفقر وتصيب الأغنياء بالتخمة.
هل الاعتراض على سلطة هؤلاء الفتوات ضد الدين؟
هل لا أكون متدينًا إلا إذا رضخت وسمعت لشخص مثل شومان أو الشحات أو يعقوب أو البرهامى أو غيرهم؟
وهنا عثرت فى أوراقى على كلام مهم لنصر أبو زيد قاله فى ندوة الجمعية الفلسفية (الإسكندرية ٢٠٠٤). (هذه أيضا صياغات وليست نصوصا).. وأستعيده هنا للذاكرة وليس لتحويله إلى شعارات دون تفكير:
١- الدين عنصر مؤسس من عناصر النهضة. لكنه ليس شرط النهضة. ولا يمكن لأى مشروع نهضة أن يتجاهل الدين.
٢- لكن يظل السؤال: أى دين؟ بمعنى أى فهم للدين؟ هل هو الدين الذى صنعته المؤسسات وتطور من الإيمان إلى العقائد إلى الدوجما أو الدائرة المغلقة التى لا تحتمل التفكير؟!
٣- هل هو الدين الرسمى أم الدين الشعبى؟ هل الدين الشعبى كفر؟ محمد عبده ورشيد رضا قالا إن الفلاحين الذين يتبركون بالأولياء ويزورون الأضرحة هم عبدة أوثان.. هل هم كذلك فعلا أم أننا أمام تأويل اجتماعى للدين؟ ففى العصر الذى لم يكن الفلاح يستطيع فيه الكلام مع العمدة مباشرة ويحتاج إلى وسيط بالتأكيد فإنه يحتاج إلى وسيط بينه وبين الله؟
٤- نحن مهمتنا ليست الحكم على عقيدة أحد. بل الفهم. أو السؤال عن كيف تطور إنتاج المعنى؟
٥- نحن جميعا نتصارع حول المعنى.
٦- المعرفة مشاركة وحوار ونقد. لكن هناك من يدعى سلطة معرفية ويتصورون أننا نصارعهم عليها. وهذا ليس صحيحًا فنحن لسنا طلاب سلطة. نحن طلاب معرفة.
٧- المؤسسات تختزل الدين فى الحلال والحرام. لكن الدين معطى ثقافى حى وفاعل.
٨- التراث عنصر أصيل من عناصر النهضة. لا أحصر التراث الدينى فى الإسلام وحده. هناك تراث من المسيحية واليهودية دخل فى تراث الإسلام.
٩- المرعب هو استخدام الدولة للفكر فى مشروعها، فتكون الدولة علمانية وهى تحارب الإرهاب، ودينية وهى تحارب المعارضة العلمانية، وإرهابية وهى تحجب الحركات الإسلامية.
قبل هذه النقطة الأخيرة حكى نصر أبو زيد عن إعلان استوقفه فى محطات المترو فى باريس. فى مركز الإعلان غلاف كبير لكتاب «نقد العقل المحض» أشهر كتب الفيلسوف الفرنسى كانط. الإعلان كان عن لبن أطفال والإشارة إلى أنه إذا شرب طفلك هذا النوع من اللبن سيستطيع أن يقرأ فلسفة كانط. يقول نصر:.. المعلن عن السلعة يعمل دائما على الأشياء المعروفة… وهذا معناه أن الفيلسوف كانط معروف عند غالبية الفرنسيين.. وهذا يفسر أيضا أن كل إعلاناتنا تعتمد على راقصات باعتبار أن هذا ما نعرفه.. سأسأل هنا كم شخصًا يعرف طه حسين فى مصر؟
__________________
|