وسط حالة من الترقب الدولي, جذبت التطورات المتلاحقة علي الساحة السياسية المصرية اهتمام الصحف ووسائل الإعلام العالمية أمس.
مؤيدو مرسى سعداء بعودة مجلس الشعب
فقد وصفت وكالة رويترز للأنباء قرار الرئيس محمد مرسي بدعوة مجلس الشعب ذي الأغلبية الإسلامية للانعقاد بعد أسابيع من حله بأنه باغت المجلس العسكري بهذا التحدي المفاجئ لسلطاته, حيث نقلت عن أحد أعضاء المجلس رفض الكشف عن هويته- تأكيده أن المجلس العسكري لم يتلق إخطارا مسبقا بقرار رئيس الجمهورية.
وحذرت الوكالة في تقريرها من أن هذا القرار يهدد بتعميق الخلافات السياسية, وتساءلت عما إذا كان من سلطة رئيس الجمهورية إبطال حكم أصدرته المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان, الأمر الذي يزيد من حالة عدم اليقين, وذلك في الوقت الذي تتفاقم فيه المتاعب الاقتصادية في مصر التي عانت علي مدي أكثر من17 شهرا من الاضطرابات السياسية.
كما حرصت الوكالة علي الربط بين قرار الرئيس المفاجئ واجتماعه في وقت سابق مع ويليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأمريكي في أول زيارة لمبعوث رسمي أمريكي للقاهرة بعد تولي الدكتور مرسي السلطة.
وقال بيرنز بعد الاجتماع وقبل صدور القرار( في مصر) عملية موسعة لكتابة دستور جديد يضمن حقوقا كاملة( للمواطنين).
ونقلت رويترز عن شادي حامد مدير الأبحاث بمركز بروكينجز بالدوحة قوله إن الجيش كان يرغب في حل البرلمان وهو ما لا يريده الإخوان, وأضاف أنه كان يتعين أن يلتقي الطرفان عند نقطة في المنتصف أو تحدث مواجهة مفتوحة, وسيكون لزاما عليهما التوصل إلي تسوية.
ورجح أن هذا القرار ربما يكون مقدمة لتسوية علي المدي القصير, يحصل الجيش بمقتضاها علي جزء مما يريد, وهو برلمان جديد في الأشهر المقبلة, ويكون بوسع الإسلاميين تجنب وضع يهيمن فيه المجلس العسكري علي السلطة التشريعية.
وقالت هبة مورايف من منظمة هيومان رايتس ووتش التي تراقب حقوق الإنسان لست متأكدة من أن صراعات السلطة التي ظهرت في المجال القضائي والتي تضيف لغموض الوضع القانوني الذي اتسمت به فترة العام ونصف العام الماضية يمكن أن تكون صحية لنا( كمنظمة حقوقية) أو لحكم القانون.
ومن جانبها, اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قرار الرئيس المصري محاولة لاقتناص صلاحيات لمنصب الرئاسة الذي يشغله منذ عشرة أيام, الأمر الذي يمهد لمواجهة حتمية بين الرئيس الجديد وجماعة الإخوان من جهة والمجلس العسكري من الجهة الأخري.
أما صحيفة الجارديان البريطانية, فنقلت عن إليجاه زاروان كبير مسئولي السياسات في مجلس العلاقات الخارجية التابع للاتحاد الأوروبي إشارته إلي أن جماعة الإخوان المسلمين اكتسبت المزيد من القوة بعد فوز مرشحها في الانتخابات الرئاسية.
وأكد أن هذا القرار يأتي ضمن سلسلة من الخطوات الحادة من جانب الجماعة, وأشار إلي أنه دليل علي أن مرسي لن يقبل بسهولة أن يكون مجرد قطعة عسكري ذات دور محدود في لعبة الشطرنج.
منقول