
04-07-2012, 05:07 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
صخرة سيزيف
نوارة نجم
تقول الأسطورة الإغريقية إن سيزيف هو أخبث وأمكر مَن على الأرض، كان مخادعا وجشعا، خرق أعراف الشرف والكرامة وقِرى الضيف والأُخوّة، حيث اغتصب عرش أخيه، وقتل الضيوف، وأفشى سر زيوس، وخاض فى عرض ابنة أخيه، وبلغ من فرط خبثه أن احتال على إله الموت، فكانت عقوبته أن يحمل صخرة هائلة على ظهره إلى أعلى الجبل، وما إن يصل إلى قمته حتى تقع الصخرة فيعود ليحملها من السفح إلى القمة، وهكذا إلى أبد الآبدين.
راجل رمة سيزيف ده… يستاهل.
■ ■ ■
يا دكتور مرسى.. وأخاطبك بلقب دكتور، لأنه المعلم الأرفع شأنا على الإطلاق بين أهل الأرض قاطبة، وهو من يعيش فى وجدان المئات وربما الآلاف ممن علّمهم حتى يفارقوا الحياة، وقد يحاسبهم الله بالإثابة أو العقاب عن أقوال وأفعال علمها إياهم ذلك المعلم. أما رئيس الجمهورية فهو حتة رئيس جمهورية لا طلع ولا نزل، سيذهب إما بدعاء الناس له أو عليه، وليس بضارِّهم شيئا، وإنما يضر وينفع نفسه، فإن أراد أن ينفع نفسه عليه أن يسمع من «بيطرقع له» لا من «بيجندل له»، وعليه أن لا «يزاولنا» عشان احنا فينا اللى مكفينا… هارش اللغة ولّا فصلت منى؟
ماتزاولناش يا دكتور… أى ماتشتغلناش… أى ما تثبتناش، إحنا مش الست كوريا. هناك من دفع حياته، أو عينه، أو أطرافه، أو حريته، وجنيت أنت ثمن نضالهم بخروجك من السجن ودخولك قصر الرئاسة، وقد أوضح الدكتور مرسى عدة مرات أنه يذكرهم وأنهم فى قلبه، تماما كما وقف مجلس الشعب فى جلسته الأولى دقيقة حدادا على أرواح الشهداء.
هناك ما يقرب من ثمانية ملايين مواطن استجابوا لحملة دشنها بعض النشطاء السياسيين الذين لديهم من النبل ما يجعلهم يقولون: اعصر على نفسك لمونة وانتخب مرسى. وكان هدفهم التصويت ضد شفيق، وهم يضعون أيديهم على قلوبهم، خوفا من أن يؤدى الرئيس المنتخب ذات الأداء المتدنى الذى أداه البرلمان. وبينما قاطعت أنا لأننى لا أقبل أن أجبر على هذا الاختيار، فكلنا لا ينام ليله، سواء كان عاصر الليمونة الذى يحمل همَّ أن يُلام إذا ما خذله اختياره، أو من لم يعصر الليمونة ويحمل همَّ أن يفوز شفيق بالانتخابات ويعمل قتلا وسجنا وطغيانا.
هناك أيضا ما يزيد على 12 مليون متربص بالرئيس المنتخب، منهم ما يزيد على 7 ملايين لم يكونوا ليصوتوا لشفيق لولا أن منافسه من جماعة الإخوان المسلمين، ولم يكونوا ليتخذوا هذا الموقف الحاد من الجماعة لولا الأداء السيريالى فى البرلمان المنحل، وبعضهم كان يرى أن التصويت لشفيق يعنى مواجهة المجلس العسكرى فقط، وهو ما كوّنا فيه خبرة لا بأس بها فى العام المنصرم، أما التصويت لمرسى فيعنى مواجهة المجلس العسكرى ومعه جماعة الإخوان المسلمين، بقول آخر: نجاح مرسى يعنى أن العسكر والإخوان حيعملوا علينا حفلة، أما نجاح شفيق فيعنى بقاء الوضع على ما هو عليه، وكان أغرب نقاش ما بين المجموعات التى قررت دعم مرسى أو شفيق أو المقاطعة أو الإبطال، حيث كان السؤال المحورى: مين فيهم أسهل فى إسقاطه؟ فذهب البعض إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تحمل عناصر تدميرها بداخلها، وقد رأينا بأنفسنا أنهم خسروا ثلثى مؤيديهم فى ظرف ثلاثة أشهر كان عمر البرلمان، ورأى البعض أن التخلص من العسكر المتمثل فى شفيق سيكون أسهل، بما أننا بدأنا فى تكسير صخرته فعلينا إتمام العملية، ورأى مقاطعون ومبطلون أن الأمر لن يختلف كثيرا: الثورة مستمرة، وأيتها رئيس حييجى حنعمل معاه الصح، عسكر بقى إخوان جن أزرق، إحنا مابنتهددش لا مؤاغزة.
ليس هناك من نثق به حتى الآن، وإنما نرغب فى انتخاب من إذا ما اتضح لنا سوء طويته أسقطناه بسهولة ودون إراقة دماء.
لو أن جماعة الإخوان المسلمين تتمنى لمرسى النجاح فى تسكين مخاوف ما يقرب من 7 ملايين متربص انتخبوا أحمد شفيق خوفا من سيطرة الإخوان على البلاد، وتهدئة ما يقرب من 8 ملايين قلق انتخبوه رغبة فى إسقاط شفيق، والتصدى لخمسة ملايين فلولى لهم مصالح مع النظام السابق، فعليها أن تعتق الرجل لوجه الله وتحل عن سماه خاااااااااالص.
ما أشهده الآن من سلوكيات الجماعة، هو نفس ما شهدناه من سلوكياتهم عقب فوزهم بالأغلبية البرلمانية، هو ذات السلوك الاستعلائى، إلا أنهم غيَّروا الكول تون من «موتوا بغيظكم» إلى «احترموا الرئيس، ده لو مبارك كنتو عملتو كده؟ أنا مش إخوان على فكرة»! وربنا حتتلفوا أمل الراجل.
__________________
|