رد: الرضا بقضاء الله
وبشّر الصابرين الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون }البقرة156
({مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }الحديد22
اللهم اؤجرني في مصيبتي و أخلف لي خيرا منها
اللهم انا نسألك العفو والعافيه في الدين والدنيا والاخرة
دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب يغطيه كما قيل السخاء
ولا تر للأعادي قط ذلا إن شماتة الأعداء بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن إذا نزل القضا ضاق الفضاء
قال مسروق: كان رجل بالبادية له حمار وكلب وديك.
وكان الديك يوقظهم للصلاة , والكلب يحرسهم ، والحمار ينقلون عليه الماء
ويحمل لهم خيامهم ..
فجاء الثعلب فأخذ الديك فحزنوا عليه وكان الرجل صالحاً ، فقال:
عسى أن يكون خيراً.
ثم جاء ذئب فبقر بطن الحمار فقتله ..
فقال الرجل: عسى أن يكون خيراً ..
ثم أصيب الكلب بعد ذلك فقال: عسى أن يكون خيراً.
ثم أصبحوا ذات يوم فنظروا فإذا سُبيءَ من كان حولهم وبقوا سالمين ..
وإنما أخذوا أولئك بما كان عندهم من أصوات الكلاب والحمير والديكة ..
فكانت الخيرة في هلاك ما كان عندهم من ذلك كما قدر الله سبحانه وتعالى ..
فمن عرف خفي لطف الله رضي بقدره.
فسبحان الله العظيم.
من كتاب الرضا عن الله بقضائه لابن أبي الدنيا
ان الرضا بالله ورسوله نعيم في الدارين وهو من جملة ثمرات المعرفة بالله، فإذا عرفته رضيت بقضائه وقد يجري في ضمن القضاء مرارات يجد بعض طعمها الراضي، وأما العارف فتقل عنده المرارة لقوة حلاوة المعرفة، فإذا ترقى بالمعرفة إلى المحبة صارت مرارة الأقدار حلاوة كما أن الرضا الحقيقي عز للمؤمن، وغنى له عما سوى الله تعالى ويظهر في القناعة فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: «جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس«
التعديل الأخير تم بواسطة متابع ; 27-06-2012 الساعة 08:22 PM
|