رد: الرضا بقضاء الله
المصيبة دليل على خيرة العبد، فإذا علم تعالى من عبده قدرة على تحمل المصيبة أصابه بها، إما لتكفير ذنوبه أو حتى ترتفع منزلته، وإن لم يكن له قدرة على تحملها لم يصبه رحمة به.
من حديث جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "يود أهل العافية يوم القيامة حين يُعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم قرضت بالمقاريض في الدنيا"
• النظر إلى نعم الله تعالى التي لا تحصى:
فنعم الله كثيرة : ] وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا[ والمصاب ما فقد بهذه المصيبة إلا إحدى النعم فيستحي أن لا يرضى وعنده كل هذه النعم، ولذا قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "من أصبح منكم آمناً في سربه معافىً في بدنه عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها"
ما روي عن بعض السلف أن أحدهم شكا فقره إلى بعض أرباب البصيرة، وأظهر شدة اغتمامه بذلك، فقال: أيسرك أنك أعمى ولك عشرة آلاف درهم؟ قال: لا، قال: أيسرك أنك أخرس ولك عشرة آلاف درهم؟ قال: لا، قال: أيسرك أنك أقطع اليدين والرجلين ولك عشرون ألف درهم؟ قال: لا، قال: أيسرك أنك مجنون ولك عشرة آلاف درهم؟ قال: لا، قال: "أما تستحي أن تشكو مولاك، وله عندك عروض بخمسين ألفاً؟!".
• الحمد لله أن المصيبة لم تكن في الدين، فكيف لو انتكس الإنسان عن دينه – والعياذ بالله – أما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها" والعياذ بالله.
- ألم يكن دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك"؟
• ثم الحمد لله إن المصيبة لم تكن أعظم
وقال رجل لسهل: دخل اللص بيتي وأخذ متاعي، فقال: اشكر الله تعالى؛ لو دخل الشيطان قلبك فأفسد إيمانك ماذا كنت تصنع؟
أن الشيطان يظفر بالإنسان حال السخط.
• ان الرضا يفرغ القلب لعبادة الله تعالى، بخلاف من اهتم بالمصاب فعقل عن العبادة، وأصبح قلبه مشغولاً بها فلا يتدبر القرآن ولا يخشع في صلاته.
• وأخيراً:
فإن المصائب قد تكون عقوبة من الله تعالى لعبد عصاه حتى يرتدع، أو ليخف شره عن الناس.
التعديل الأخير تم بواسطة متابع ; 27-06-2012 الساعة 08:22 PM
|