عرض مشاركة واحدة
  #2555  
قديم 27-06-2012, 07:16 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

عنف ما بعد الثورة!



إبراهيم عيسى


لماذا يبدو المشهد بعد الثورة على هذه الدرجة من الغليان والتوتر والعنف اللفظى والبدنى؟
بينما كان كثير منا -بمثالية تلامس السذاجة- ينتظر وقتا أكثر بهجة ووطنا أكثر أملا وحياة أكثر إيجابية وسعادة، إذا بنا نعيش عاما وأكثر من العنف وخيبة الأمل والتشتت النفسى والتمزق الوجدانى والصراع بين الجميع ضد الجميع، وحالة من الارتباك التى أصابت كثيرين بالإحباط، الذى وصل بالبعض إلى إعلان الرغبة فى الهجرة من البلد أصلا!
لا أحد يشعر بالرضا فى مصر الآن.
الكل من أول الإخوان والسلفيين القلقين المذعورين من ضياع فرصة قضم ضروسهم على الدولة، لا راضون مرتاحون ولا الليبراليون وأنصار الدولة المدنية الذين يحسون بنهاية البلد التى عرفوها لصالح إمارة دينية قادمة.
ولا الشباب على الفيسبوك والتويتر ولا المثقفون فى كتاباتهم ولا شباب الثورة فى تجمعاتهم وجماعاتهم، فلا فرحة ولا رضا ولا سعادة.
بل قلق وتوتر أدعى أنه يسبب تآكلا فى العقل المتوازن والمتزن ويؤدى إلى فقدان الرؤية وزيغ البصيرة، وقد يذهب بالبعض الكثير إلى عيادات نفسية فى نهاية هذا العام (أرجو أن لا يصيب هذا الكلام بعضنا بالإحباط، بل يجب أن يزيده تنبها ويثير حماسه لقراءة التاريخ فورا، فأظن أن مداومة الاطلاع على ما جرى فى مصر خلال سنوات شبيهة سابقة أفضل سيكو ثيربى متاح!).
على الناحية الأخرى هناك غضب عارم وعنف رهيب ينفث عن روحه وينفس عن كبته عند قطاعات واسعة جدا من الشعب المصرى من المستحيل أن تجد واحدا منهم على درجة من الرضا والقبول والأمل هذه الأيام، ربما هذا ما يقصده الدكتور أحمد زايد فى دراسته بمجلة «السياسة الدولية» حين كتب (يموج المجتمع بصراعات من القمة إلى القاع. وتكشف خريطة هذه الصراعات عن أنها لا تقوم على فعل تواصلى مشترك، يربط كل هذه المستويات بعضها ببعض، ويخضعها جميعا لمعيار واحد فى الحوار أو حتى فى الصراع. ومن الواضح أننا كلما صعدنا السلم الاجتماعى، كان الصراع فكريا وأيديولوجيا، والعكس. فكلما هبطنا السلم الاجتماعى، أصبح الصراع ماديا والعنف «غريزيا» وجسديا. فثمة تناقض أو عدم توازن هنا بين حجم الطاقة القادمة من أسفل والمسكونة بالعنف، وبين حجم المعرفة والثقافة القادمة من أعلى).
صحيح فالإخوة من أهل السياسة ونخب الإنترنت يتبادلون السباب والشتائم والتجريح والطعن فى الوطنية والدين، فوق فى المجتمع المثقف الافتراضى فى عنف من دون دم، بينما الإخوة اللى تحت لا يجدون وقتا لتبادل السباب والتجريح، بل أكثر إنجازا، يجرحون دما ويضربون، ويبلطجون ويقطعون طرقا وسكك حديد!
مرة أخرى، ليه الأوضاع بعد الثورة لم تكن على أى قدر من الأحلام؟ (طبعا لا يعنى هذا حنينا إلى الأيام السوداء من القمع والقهر والفساد فى أيام مبارك، فهو السبب فى أن مجتمعنا لم يعرف استثمار ثورته ولا الفرح بها حتى الآن من فرط ما شوه فى الناس وجهلهم ومحا أمخاخهم بتضليل إعلامه وتزوير تعليمه). يجيب الدكتور أحمد زايد (ويفترض أن يموج مجتمع ما بعد الثورة بكل هذه الصور من الصراع على استملاك الفضاءات على مختلف أنواعها. ويفترض أيضا أن يموج هذا الصراع بصور من العنف. فثمة عوامل تنتج هذا العنف فى مجتمع ما بعد الثورة: [أ] الغياب النسبى للدولة، كما يتمثل فى ضعف الأجهزة الأمنية، وعدم فاعلية أجهزة الدولة فى إدارة شؤون البلاد مقابل الحضور الكلى لعنف الدولة، وانخراطها كطرف أصيل فى حوادث العنف. ففى الحالتين، فإن الدولة سوف تسهم فى إنتاج العنف. [ب] غياب الرادع الثقافى والقانونى، وحضور الغريزة بقوة فى السلوك. ويبدو العقل هنا وكأنه يغيب عن ضبط فوران الغريزة، فلا تنفك عن الهجوم والسعى نحو استملاك الحيز أو الفضاء. [ج] ويرتبط السبب الثالث بطبيعة وفعالية أدوات الحوار والنقاش، أو ما يسمى بالمجال العام، والذى يعبر -إذا كان فعالا- عن القدرة على التدبر العقلى والتفاوض. وعندما يضعف هذا المجال أو يصيبه الوهن، فإن النقاش يفقد قدرته على التدبر والتفاوض، ويصير صياحا أو إملاء).
هذا بالضبط تشريح لما نحن فيه.
فكيف نتعامل معه؟ دعنا فى الأهم قبل المهم ونسأل كيف نتعايش مع العنف المتولد من السياسيين والثوار والإسلاميين، والعنف المتولد من الاحتجاج الفئوى، وعنف المجتمع الريفى والصعيدى والعشوائى وعنف قطع الطرق، وتعطيل حركة القطارات مثلا؟
يجيب زايد (يجب تفهُّم هذه الصيحات على أنها صيحات حرمان واستغاثة، وتعبير عن كبت تاريخى مدفون فى النفوس، على أثر الحرمان).
شوف حكمة ربنا لما يكون ثمن الحرمان من الحرية هو تضييعها عندما نحصل عليها!
__________________

رد مع اقتباس