
27-06-2012, 07:06 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
فى رفض الاصطفاف
وائل عبد الفتاح
إنهم أعداء.
حثالة.
يستحقون الحرق.
يمكن أن تنام بعد أن تفرغ طاقتك بهذه المشاعر فى وجه من منح الشفيق صوته.
لكن لو فكرت قليلا ستكتشف أن الأمر لا يمكن الاستسهال فى التعامل معه بهذه الطريقة.
الشفيق كان مرشح العصابة والثورة المضادة، نعم، لكن الثورة لم يكن لديها مرشح، ولم تجد إلا المرسى لتصطف خلفه لإبعاد الشفيق.
المرسى ليس مرشح الثورة بأفقها المفتوح، ولكنه ابن جماعة اختارت المشوار القصير واكتفت بالإصلاح، ومغانم الوصول أولا إلى طاولة التفاوض مع سلطة الأمر الواقع.
وهذا ما أحدث الشرخ الكبير.. فى وعى قوى تكوَن وعيها بالثورة لكنها تقع دائما فى فخ الاختيار المر: الإخوان/ الفلول.. العصابة/ القبيلة.. الدولة/ الجماعة.
ثنائية «الشفيق/ المرسى» كانت الأخيرة والأخطر، فإذا نقدت المرسى فأنت تخفى تأييدك للشفيق.. والعكس.. وهما اشتركا فى تعقيد الاختيار أو إدخاله فى منطقة لا خداع، الشفيق أعلن نفسه المحارب الأول من أجل الدولة المدنية، معتمدا على خرافة أن نظام مبارك هو موديل الحكم المدنى، خالطا بين الاستبداد والمدنية، وبين الاستقرار والقمع البوليسى.
كذلك المرسى أعلن نفسه مرشحا للثورة، متغافلا عن الوقوف فى وجه استكمال مشوارها ورغبة احتكارها.. والتخلى عن الثوار فى مواقع تعززت فيها قواعد عسكرة الدولة واستقوى فيها العسكر على الثورة نفسها.
هكذا فإنه وعلى الرغم من الفرحة الكبيرة من هزيمة الشفيق باعتباره وريث سلالة مبارك، فإنه سيكون خطيئة سياسية كبرى بالتعامل مع الـ١٢ مليونا على أنهم أعداء الثورة، أو عبيد الاستبداد، أو مجرمون فى انتظار عودة العصابة.
وكما وقع الإخوان فى خطيئة الصدام بين شرعية البرلمان وشرعية الميدان، فإن نبذ كتلة الشفيق هو وقوع فى فخ جديد، تبدو فيه الثورة مجرد هستيريا شعبوية لا ترى الفارق بين من سيطرت عليه مشاعر الرعب والخوف من غزوة الإخوان، وبين من كان يخطط لانتصار الثورة المضادة.
بين كتلة شفيق من كان يجب أن يحتفل معنا بوصول أول رئيس من خارج الطبقة العسكرية.. أو بكسر احتكار منصب الرئاسة على هذه الطبقة أو من يمثلها.
جزء من كتلة الشفيق أصيب بعمى سياسى مؤقت وأسبابه معروفة وعلنية.. فالذعر الذى أحدثه الإخوان ومن حالفهم من السلفيين وغزوتهم خلال شهور البرلمان، لم يكن رد فعلتها أقل من الذهاب إلى العدو.
ماذا تريد من مسيحى عاش سنوات العزلة السياسية عندما يجد غزاة البرلمان يطالبون بدولة يصبح فيها ضيفا وربما يدفِّعونه جزية؟
وماذا تريد من امرأة لا يتعامل معها الغزاة أنفسهم إلا بمنطق الكائن الجنسى الذى لا حل معه إلا إعادته إلى عزلة الكهوف الإجبارية؟
ومادا تريد من عائلة مصرية مسلمة ومتدينة أكثر من التزامها بالدين كما تراه، وهى تواجه أن تدينها ليس كافيا وإيمانها يحتاج إلى صك من كبار المشايخ؟
هؤلاء جميعا أصابهم الذعر الكبير وأفقدوا الإخوان فى الجولة الأولى أكثر من ٦٠٪ من أصواتهم المضمونة، بينما فى الإعادة عاد بعض منهم وبقى البعض الآخر فى معسكر الشفيق.
الثورة لن تنتصر إذن بالاصطفاف خلف من وصل إلى السلطة… ولكن بوعى جديد وروح جديد تقبل التعدد وتقاتل من أجل الحريات وتحترم الحرية الشخصية.
الاصطفاف كما علمته العسكرية للمجتمع المصرى هو الوقوف فى صفوف متساوية خلف قيادة ما.
والثورة لم تنتصر بالاصطفاف ولكن بالالتقاء فى دائرة/ ميدان مركزها لا يمنح سلطة لأحد.. ويجمع كل الأطياف دون علامات تمييز.
الاصطفاف كلمة مستعارة من القاموس الكاكى الذى ذاب فى اللغة حتى ظنناه قاموس المدنية الوحيد.. ولا تعامل معها على أنها الموديل المثالى للثورة، خداع كبير.. الثورة المصرية انتصرت بالدائرة وبتساوى الجميع وستكمل انتصارها بالتخلص من بُقع الوعى الكاكى فى السياسة.
بُقع ترى الحرية الشخصية ترفا.. والفردية عيبا.. ومصلحة الوطن لا تعنى مصلحة كل فرد… بقع ما زال أصحابها يتحسسون مسدسهم إذا دافع شخص عن حريته أو هواجسه تجاه المساس بهذه الحرية.
و عاشق الاصطفاف: إذا غفرت للإخوان تخليهم عن الثوار منذ موقعة ماسبيرو.. فليس أقل من غفران التصويت لشفيق واحترام كل هذا الذعر الذى يجعلك تذهب إلى معسكر الثورة المضادة.
__________________
|