خطوات عبور مصر من الهزيمه الى النصر
ffice
ffice" />تولى الرئيس محمد انور السادات حكم مصر فى ظروف غايه فى الصعوبه ربما تكون اعقد كثيرأ من الوضع السياسى والاقتصادى المصرى الراهن.
تولى السادات واسرائيل تحتل الاراضى المصريه والغرب يضمن لها التفوق العسكرى على الدول العربيه مجتمعه ويمدها بالسلاح والدعم السياسى والاقتصادى ،ومراكز القوى تتحكم فى مفاصل الحياه فى مصر وتحكم قبضتها على مراكز الحكم، الاتحاد الاشتراكى هو التنظيم السياسى الوحيد المسموح له بالعمل ، الشيوعيون يسيطرون على الاعلام والثقافه والجامعه .
كانوا جميعاً متفقين ويملؤهم الاعتقاد ان السادات رئيساً مرحلياً أورئيس بلاصلاحيات حقيقيه ينفذ سياسات الاتحاد الاشتراكى ورؤاهم التى ادت الى النكسه والتى تشبه الى حد كبير الوضع الاقتصادى والسياسى المصرى قبل خلع نظام مبارك الفاسد ...
اما الحاله الاقتصاديه لمصر فلم تكن اسوأ من اى وقت مضى البلد تخرج من نكسه عسكريه وتستعد لحرب تحرير والموارد محدوده والشعب يبحث عن تضميد جراح الهزيمه العسكريه.
فكيف تصرف السادات ؟
على المستوى الداخلى تخلص من مراكز القوى التى كانت تفرض رؤيتها وافكارها السياسيه عليه لانه كان لديه الشرعيه الدستوريه اى انه الرئيس الرسمى للبلاد،ووقف الشعب المصرى مع السادات يؤيد ثورة التصحيح كما اسماها ولم يتمكن التنظيم السياسى( الاتحاد الاشتراكى) من تحريك الشعب ضد السادات لانه لم يكن لديه رصيد لدى الشعب المصرى يمكنه من ذلك .
على المستوى الخارجى استطاع السادات ان يحصل من الروس الذين راوغوه كثيراً على التأييد الدولى لقضيته العادله فضلاً عن الدعم العسكرى فى اطار صفقات متكافئه يتم فيها الحصول على السلاح الروسى مقابل الصادرات المصريه،فضلاً عن حصوله على بعض المعدات والاسلحه من دول مثل الصين والتى كانت متعاطفه مع القضيه العربيه بالاضافه الى انها تريد فتح اسواق لصادراتها من السلاح والمنتجات الاخرى فى المنطقه العربيه.
بينما كان السادات يستعد للمعركه اوهم العالم كله الاصدقاء قبل الاعداء انه لن يحارب وانه يسعى للحصول بالمفاوضات على الاراضى المصريه المسلوبه وكانت معركة العبور(6 اكتوبر/العاشر من رمضان)مفاجئه للجميع الذين ظنوا ان الاستعدادات المصريه العسكريه ماهى الامناورات ليرضى بها الوضع الداخلى ويمتص غضب الشعب.
كانت لدى السادات رؤيه واضحه للوضع السياسى الدولى واضعا فى اعتباره ان معركة اكتوبر هدفها الاساسى تحريك الوضع السياسى الدولى الذى اتفق عليه الغرب والشرق وان المعركه تهدف اساساً الى تغيير الوضع الراهن وهذا ماتحقق بمنتهى النجاح..
فاسرائيل كانت تحت غرور القوه والهيمنه ونظرية الحدود الامنه تكاد توقن انها امنه داخل حدودها يحميها تفوق القوه العسكريه والدعم الغربى ولم تكن تتخيل ان تضطر الى معركه تفقد فيها جنودها بين قتيل واسير..
فكيف استغل السادات الاوضاع الدوليه بعد حرب اكتوبر!!هذا مانعرض له فى المقال التالى...
يتـــــبع..