[ابو فاروق]

ومن ضمن تعليقات الصحفيين علي الموضوع
هنا
http://www.masrawy.com/News/Writers/...6/5136581.aspx

'' الحكيمة ''.. فعلا يا سيادة الرئيس ؟



الدكتور محمد مرسى يشكر المجلس العسكرى على إدراته الحكيمة للبلاد - تصميم محمد عبدالله

6/26/2012 7:46:00 PM
بقلم – محمد سليمان:
أعلم أنه لم يمر سوي 48 ساعة على فوز الدكتور محمد مرسي بمنصب الرئيس.. وأنه لم يؤدي اليمين الدستورية بعد أو يبدأ فى ممارسة بل ولم يعرف حتي ما هي تلك المهام والصلاحيات الموكلة إليه.. ولكنه تصريح مستفز للغاية بالفعل!.
فقد خرج الرئيس محمد مرسي عقب فوزه بجولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية، ليعلن أنه يشكر المجلس الأعلي للقوات المسلحة - الحاكم للبلاد خلال الفترة الانتقالية المقرر أن تنتهي بنهاية يونيو الجاري – على ادارته الحكيمة للبلاد خلال الفترة الماضية!.
ادارته الحكيمة فعلا يا سيادة الرئيس.. هل تعتقد أن ادارة المجلس العسكري للبلاد طوال الــ 16 شهر الماضية، كانت حكيمة بالفعل؟
اذن لماذا خرجت جماعة الاخوان المسلمين وأقطابها مرارا خلال الفترة الماضية ليعلنون أن العسكري خان الثورة والثوار ولم ينفذ وعوده وأنه أخطأ فى إدارة الفترة الانتقالية؟ هل كان الاخوان على خطأ أو يضغطون على المجلس العسكري، أم أن المواقف تتغير تبعاً للوقت وحساب المكسب والخسارة؟.
وبعيداً عن رأي الاخوان.. هل تري أن مقتل المئات وإصابة الالاف فى ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء والعباسية ومذبحة بورسعيد وعشرات الوقائع الأخري هو ادارة حكيمة للبلاد؟
هل تعتقد أن الفراع الدستوري، والأزمة التشريعية والقانونية، وفاجعة قانون مجلسي الشعب والشوري المعيب دستوريا،ً والاعلان الدستوري المكمل هو ادارة حكيمة للبلاد؟
هل صادفت قرية بلا وقود وبوتاجاز ولا رغبف خبز ولا مياه ولا صرف صحي، أو مدينة تعاني من غياب الأمن وكثرة حوادث السطو والسرقات؟ هل سمعت عن الأزمة الاقتصادية الطاحنة وانخفاض الاحتياطي النقدي الأجنبي وأزمة هروب الأمريكان بقضية منظمات المدتمع المدني؟.. أهذه هي الادارة الحيكمة للبلاد؟
تعتقد أنها مجاملة ضرورية وبروتكولية ولا يعنيها؟.. وهل المجاملة والحديث المعسول يصح فى الحق والدم والوطن وكلمة العدل؟.. وإذا كنت تجامل وتهادن وتتجاهل الحقائق قبل أن تحكم.. فهل سيتغيرالوضع بعد أن تدخل فى لعبة التوازنات والمصالح بعمق؟
قد يعتقد البعض أن هذا الرأي يتجني على الرئيس الجديد ويستعجل الحكم عليه قبل أن يبدأ حتي فى ممارسة مهام عمله، ولكني أدعوكم إلى تخيل وجه ضباط 8 أبريل المسجنونين حاليا بسبب دعم الثورة فى الميادين، وهم يستمعون إلى حديث مرسي، أدعوكم إلى تخيل وجه سيدة مات طفلها فى مذبحة بورسعيد، تخيلوا وجه زوجة الشيخ الشهيد عماد عفت وهي تستمتع إلى ''ادارة العسكري الحيكمة للبلاد''.
تجاهلوا كل هذه التخيلات، وعودا إلى الواقع وتذكروا العام ونصف العام الماضية وقولوا لي.. هل كانت ادارة المجلس العسكري للفترة الانتقالية حكيمة بالفعل؟.