التحول السياسى والاقتصادى
فى عهد الرئيس السابق انور السادات قررت الدوله المصريه الانتقال من نظام الاقتصاد الموجه الى الاقتصاد الحر فهل كان المجتمع المصرى مهيأ لهذا التحول؟؟ وهل كان لدى الدوله المصريه رؤيه واضحه لكيفية التحول الاقتصادى؟ ..دون احداث تأثير مدمر لنسيج المجتمع ...
تشهد الاحداث التاليه على ان التحول الاقتصادى لم يكن مخططاً له كما يجب..فمن احداث انتفاضة 17،18يناير التى اطلق عليها السادات ثورة الحراميه نتيجة اتخاذ قرارات اقتصاديه فى توقيت خاطىء..الى احداث الامن المركزى ..وحتى اغتيال السادات كان واضحاً تخبط الدوله وهى تقود سفينة الوطن وتحولها السياسى والاقتصادى...كان السادات طامحاً فى الاتجاه الى الغرب والنموذج الغربى فى المجال الاقتصادى والسياسى..ويرى ان 90% من اوراق اللعبه السياسيه الدوليه فى يد امريكا والغرب..ولكنه اغفل ان المجتمع والاقتصاد المصرى الذى كان يعتمد على اقتصاد الدوله الموجه والدعم الكامل ..لم يكن مهيأ للتحول السريع الى النظام الرأس مالى الكامل ..كان السادات يتمنى ان يحدث تطوير سريع للمجتمع المصرى يضاف الى رصيده ..الى حرب اكتوبر ..ومعاهدة السلام كان يأمل ان يحدث تطور سريع فى المجتمع المصرى ..ولكنه لم يضع فى حسبانه ان تؤدى هذه الخطوات السريعه الى نتائج عكسيه ....فظهرت فئة رجال الاعمال وسماسرة الانفتاح..وشهد المجتمع المصرى دخول صناعات استهلاكيه غير ذات قيمه اقتصاديه كالحلوى وتعبئة المياه الغازيه ..كان الجميــع يطمح الى الثراء السريع ..وبجوار كل ذلك ظهرت شركات توظيف الاموال..كان الاقتصاد المصرى يعانى من نقص العمله الصعبه ..وهى ضروريه لاى عملية استيراد من مواد خام الى مواد غذائيه والمصدر الرئيسى لها بالاضافه للصادرات المصريه ودخل قناة السويس ..كان تحويلات المصريين العاملين بالخارج ..الاان شركات توظيف الاموال اصدرت صكوك بارباح خياليه لتستحوز على نصيب الاسد من هذه التحويلات بالاضافه الى جزء كبير من مدخرات المصريين بالبنوك فى الداخل ..وساعدها على ذلك الفتاوى التى كانت تحرم التعامل مع البنوك وتصفه بالربــا.. على الرغم من وجود بنوك اسلاميه ..فكان لابد من تصفية شركات توظيف الاموال ..ووصل الامر الى الاستيلاء على ممتلكاتها ورؤوس اموالها ...بالرغم من انها شركات توظف عماله وتدعم الاقتصاد المصرى .الا ان توجهها الاسلامى المعارض لنظام الحكم ..ساعد على الاتجاه الى ضربها وتكررت نفس فكرة تامميمات ثورة يوليو .. وفى النهايه الخاسر الاقتصاد المصرى ..ليظهر بعد ذلك جيل جديد من رجال الاعمال الموالين للحزب الحاكم ..والحكومه...واصبح الولاء للحزب والحكومه هو اساس الدخول الى عالم الاعمال والمناقصات الحكوميه التى كانت كعكه كبيره ..حيث كانت البنيه الاساسيه مدمره بعد الحروب المتتاليه ..وكان لابد من مشروعات كبرى فى مجال الكهرباء والمياه والصرف الصحى والتليفونات والطرق والمدن الجديده..فكيف تاثر المجتمع بكل ذلك وهل جنى المصريون نتائج السنوات العجاف ايام الحروب وشد الحزام على البطن؟؟ ...هل خرج المجتمع المصرى من عنق الزجاجه؟
يتــــــــــبع.......