
08-06-2012, 08:26 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
إنهم يلعبون الورق
وائل عبد الفتاح
اللاعب الوحيد لم يعُد وحيدا.
اللعب على الدولة لم يعد فى يد المجلس العسكرى وحده.
معه الأوراق كلها ومفاتيح الماكينات وأزرار تشغيل الأقراص الفعالة… لكنه لم يعد مقبولا أن يجلس وحده على الطاولة ويوزع الورق ويحسم النتيجة.
الإخوان دخلوا فى اللعبة، لم يطلبوا تغييرها… وساروا خلف غواية أنهم سيكسبون لعبة الورق بالدهاء الريفى وشطارة أيام الاضطهاد.
الغواية أوقعتهم فى الفخ.
تصوروا أن الدولة كيان فارغ بعد سقوط مبارك وعصابته، وعليهم الآن ملء الفراغ… وهذا ما جعلهم يسيرون على الخطوط التى سار عليها مبارك وحزبه وحاشيته وجوقته.
كانوا كالكومبارس الذى يريد أن يحل محل نجوم (لم يكن أى منهم يصلح نجما بالأساس)، هكذا دون إبداع، فبدأ الكتاتنى يقلد سرور، وتقمص كل قيادة فى الإخوان شخصية ساكن من سكان طرة.
لم يفهم الإخوان أن هذه دولة لا تتسع لقوة معنوية جديدة (قل عنها شرعية أو نقطة ارتكاز أو كما يقولون عنها سابقا النواة الصلبة).
لم يكن ممكنا قبول قوة معنوية أخرى تكتسب قداستها من المرشد أو مكتب الإرشاد (بما يمثله فى تركيبة الجماعة من الرمز الدينى والسياسى.. أو المبشر بحكم الدين.. أو قائد الجماعة لتحقيق الأستاذية على العالم.. أو الخلافة).
المشروع هنا مختلف والدولة مختلفة… كيف تصور الإخوان أنهم ليسوا سوى جسر أو حبة إنقاذ لنظام ميت أصلا؟
كيف تصوروا أن اللعبة أصبحت لعبتهم والنظام نظامهم وتصرفوا كما يقول كتاب السلطوية المحفوظ فى أدراج الدولة العميقة؟
خسر الإخوان كما لم يخسر تنظيم سياسى، وبدا أن الشعب الذى منحهم فى انتخابات البرلمان ما يقرب من ٤٣٪ كان يجربهم لكى يعرف آخر ما لديهم، وهم تصوروا أن الأغلبية كارت حاسم فى لعبة الأوراق. تصوروا أنها مطلقة أو تفويض أبَدى باعتبارهم وكلاء الله.. وليسوا مجرد تنظيم سياسى كان من السهل اكتشاف أن خبرته الحقيقية فى التنظيم وأنه لا خبرات سياسية ولا خبرات فنية لديه.
البرلمان كان استعراضا مخيفا لمجتمع عاش فى ظل دولة حديثة، حوّلها الاستبداد إلى رقع بالية، ويحلم بالعودة إلى الدولة الحديثة.
الدولة هى معجزة المجتمع المصرى، يتعلق بها، ويشعر بالأمان داخل أهراماتها المستقرة، وهذا ما لعبت عليه دعاية الدولة العميقة عندما تصادمت الثورة مع المجلس العسكرى… ورغم أن الإخوان تحالفوا وقتها مع المجلس… ضد الثورة… فإن هذا لم يوقف نزيف شعبيتهم.
وهكذا وصل اللعب إلى مرحلة الخطر.
المجلس العسكرى استقر عبر مساعدة الإخوان، وسيتعامل مع أى رئيس، لكنه لن يقبل بثقب الهرم أو اللعب فى أساس الدولة التى يضمن موقعه فيها… أو ستدفع له بشرعية منافسة غير شرعية السلاح/القوة.
والإخوان لا تهمهم الرئاسة كما يهمهم الحفاظ على التنظيم، والانتخابات كانت مقامرة بهذا الاتجاه لجمع شمل التنظيم الذى كان سيتفرق بين المرشحين أو سيتمزق معنويا بين التصويت للمنشقّ (عبد المنعم أبو الفتوح) ومن ستختاره الجماعة (ولم يكن هناك اسم يصلح للعب عليه بعد خروج حازم أبو إسماعيل).
اللعب الآن تحكمه «غريزة البقاء».
والعسكر يملكون تحريك أوراق اللعب أو فتح الباب أمام كل الاحتمالات… لكنهم لا يملكون الحسم… ولا حتى بصفقة مع الإخوان أو بتحالف جديد أو غواية مختلفة عن التى دخلوا بها اللعبة من أساسه.
الصراع الآن على الكتلة الثالثة… يريدها الإخوان حشدا انتخابيا.. ويلعب معها العسكر لعبة الانتظار ليستريح من ضغطها أو ليختبر قوتها.
والكتلة الثالثة تتحرك بوعى جمعى ليس له قادة ولا زعماء… لكنّ لديها أملا فى أن لا تخلو اللعبة للاعبَين يمنعان اللعب من أساسه.
الكتلة الثالثة تريد اللعب.
__________________
|