
08-06-2012, 08:21 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
ليس العدو من يقف أمامنا الآن
مالك مصطفى
فى طفولتنا لم نستطع أن نميز درجات الانفعال الحسية المختلفة، لم تكن ذاكرتنا مهيأة بدرجة كبيرة، لكى نستطيع أن نتعامل مع كل درجات الانفعال التى ترتسم على وجوه وأجساد المحيطين بنا، كنا بسطاء إلى أقصى درجة، لذلك قام بعضنا بتعذيب الحيوانات، فرحا بالوصول إلى أقصى درجات الانفعال المفهوم لديه، وكان البعض الآخر يقوم بتجميع هذه الحيوانات لدفنها، وقراءة ما تيسر من الكتب المقدسة على شواهد من عيدان القش، لكى ترقد أرواحها فى سلام.
لم يكن من يقوم بالإضرار بالحيوانات وباقى الموجودات حوله بالسيئ، ولم يكن من يقوم بالدفن هو الأكثر نبلا، مجرد بحث دائم عن اكتشافات انفعالية جديدة.
فى ثورتنا، كنا نكتشف كل التعقيدات، ونحاول التعامل معها، وكما البدايات، كنا نخطئ كثيرا، ونصيب قليلا، لأن الاكتشافات كانت دائما أكثر تعقيدا من المطالب البسيطة التى خرجنا من أجلها.
كنا نعيد أخطاءنا بعناد غير مسبوق، ونسمح بأن نكون أطرافا فى اللعبة على غير رغبتنا وإرادتنا، وأى محاولة للتعقل، كانت تجابه من داخلنا بمزيد من الإصرار والعناد على الاستمرار فى لعبة لا يجب أبدا أن نكون طرفا فيها.
لم يستطيعوا التعامل مع ثورة ليس لها أب، وليس لها واجهة يمكن التعامل معها، لم يستطيعوا تقبل أن فى بعض الأحيان يمكن أن تحدث ولادات بدون أب وأم، فقط بالإرادة، لم يستطيعوا فهمنا ونحن لا نرضخ، وفى كل مرة كنا نزداد رفضا، وعنادا، وكل مرة كنا نلقى بأنفسنا فى خطوط مواجهتهم، وكل مرة لم يستطيعوا إدراك ما نفعله.
كنا ننمو، وكانوا يزدادون دائما دهاءً، كنا نكتشف أبجديات ثورة ولدنا وتغيرنا فيها، واستقر الإيمان بها داخلنا، ودائما كانوا يحاولون قدر جهدهم تضليلنا، وإعتام حواسنا، لكى نتوقف عن الاستكشاف، ونرضى بما يفرض علينا.
لا ننكر أنهم يزدادون مكرا، وأنهم يستعينون بكل ما يمكن الاستعانة به، فقط لكى يسيطروا على أحلامنا، ويجعلوننا نتوقف عن الإيمان، ونعود مرة أخرى مجرد ترس أصلحت عيوبه، وعاد لكى يكمل مهمته «المصنوع» من أجلها، وهى أن يستمر «النظام»، ولا يتوقف أبدا من أجل أى ترس.
«لا تختار التمرة لمجرد أنها الأكثر منطقية، والأقل ضررا، لأن اختيار الجمرة أكثر مخاطرة، لكنه سيعلمنا فى ما بعد أن نكون أكثر احتراسا ومعرفة بمعنى الألم».
نتلاقى فى بعض أهدافنا، نحن نريد أن ندمر نظامهم، ليبنى نظاما جديدا، الكل فيه فعال بقدر استطاعته وإرادته، دون أى فرض جوهرى لأى إرادة أخرى مهما كانت درجة علوها.
وهم يريدون تدمير نفس النظام، الذى سمح للأطفال -التروس- بأن يتمردوا، وأن يتحولوا من مجرد أدوات بقاء لنظامهم، إلى أدوات فناء.
أدركوا أن مجابهتنا غير مجدية، فهى مجرد زيادة فى عنادنا وتصميمنا، فاعتمدوا على تضليلنا، وتفريقنا، وتصدير «أب» غير بيولوجى ومصطنع، لكى يستطيعوا السيطرة علينا، وإعادة تأهيلنا كصالحين فى نظامهم.
غيروا جلود أتباعهم، ألبسوهم وجوها نضرة، وأزالوا كل روائح العفن المتسربة من أجسادهم وأنكروها، وقدموهم لنا على أنهم مرشدو متاهة وقتنا الحالى، وأعطونا آخرين، كآباء تشققت جباههم فى البحث عن أبنائهم الضالين- التروس المفقودة.
علقوا فزاعاتهم، ونصبوا مسارح رعبهم، وأصبح الهجوم علينا بالخوف والتضليل، واستغلال بساطة رفضنا وبحثنا، ليرسموا لوحاتهم الإرشادية لإعادة نظامهم.
ليس العدو من يقف أمامنا الآن، بل هى لحظات ضعفنا وغضبنا المتحكمة فينا، وتجعلنا نصدق كل ما تراه أعيننا، ولا يقرّ فى قلوبنا، ولا تشبهه أفعالنا، ليس العدو من خارج صفوفنا الآن، إنما العدو أصبح حولنا، وداخلنا، والأسوأ من كل شىء أنه أصبح واحدا مننا.
__________________
|