رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
"فورين بوليسى" : محاكمة القرن تحولت إلى مهزلة
نشرت صحيفة "فورين بوليسى" تقريرا للكاتب ديفيد كينيير حول محاكمة مبارك , يقول التقرير انه كان من المفترض أن تكون محاكمة مبارك في مصر هى - محاكمة القرن - في القضية التي أوصلت العدالة للفساد الطويل لنظام مبارك ولحملته الفتاكة ضد المتظاهرين في العام الماضي . لكن بدلا من ذلك فهذه المحاكمة ، التى تشبه إلى حد كبير التحول الهش لمصر إلى الديمقراطية ، انتهت بإلتباس وغضب واتهامات واسعة النطاق بشأن أنه تم التلاعب بالحكم لأغراض سياسية . ويشير التقرير الى أن طريقة سير المحاكمة أرسلت إشارات متضاربة تماما مثل الحكم الذى صدر . فقد افتتح رئيس المحكمة في القضية ، القاضى أحمد رفعت ، الجلسة بادانة مزينة لسنوات مبارك في السلطة ، مشيرا الى هذه السنوات بانها 30 عاما من الظلام الشديد ، سواد ليلة شتاء بارد . وقال انه مع إسقاط النظام , يوم مشرق لاح كبيرا في الأفق لشعب مصر العظيم مع أمل جديد طالما ما كان يتوق اليه .
لكن رغم ذلك ، كلمات رفعت الشعرية لم تطفئ غضب الثوريين في مصر بشأن الحكم الذي تلى تلك الكلمات . حيث بالفعل , تجمع محتجون غاضبون في ميدان التحرير للتنديد بالحكم . فالكثييرون رأوا هذا الحكم باعتباره محاولة من جانب الحكام العسكريين فى البلاد للحد من إدانة النظام السابق عن طريق أدانة عدد قليل من العناصر الفاسدة - مبارك وعدلى - مع الحفاظ على النظام الذى يحافظ على استمرار قوتهم .
ورصد التقرير بعض ردود الفعل التى أثارها الحكم ، سواء من كبار مسؤولين أو من مواطنين مصريين عاديين :
قال ياسر بحر ، وهو عضو بارز في فريق الدفاع عن مبارك ، ردا على سؤال حول فرص موكله فى عكس مسار هذا الحكم في الاستئناف , أن " هذا الحكم هو ملئ بالعيوب القانونية من كل زاوية . ونحن سوف نفوز مليون في المئة " .
وقالت سناء سعيد ، والدة معز السيد الذي اطلق عليه النار وقتل في ميدان التحرير , أن " مبارك يجب أن يموت مثل ابني ، نحن نحتاج الى حكم الاعدام . انهم سوف يسمحون له بالهرب . ليس هناك عدالة في هذا البلد".
كما يروى مراسل ان بي سي نيوز ( NBC News ) ، أيمن محي الدين ، نكتة منتشرة في القاهرة وهى أن " الرئيس السوري بشار الاسد يقول انه سوف يتنحى بشرط واحد , أن تتم محاكمته في محكمة مصرية ".
وكتب ناشط ليبى على تويتر" شكرا مصراتة لأنك جعلتنا نتجنب مهزلة مماثلة لمحاكمة مبارك " , معربا عن ارتياحه أن معمر القذافى تم اعدامه من قبل رجال الميليشيات من مدينة مصراتة بدلا من تقديمه للمحاكمة .
قال الكاتب والصحفى اسكندر عمرانى أن " تبرئة مسؤولي وزارة الداخلية يؤكد طبيعة نظام العصر المملوكى الجديد ، وليس الفرعوني ، حيث أنه حول حماية طائفة معينة وليس زعيمها " .
بينما يرى أحمد شفيق ، اخر رئيس وزراء لمبارك وواحد من الاثنين المرشحين الباقين لخلافته في انتخابات الاعادة المقرر أن تبدأ 16 يونيو , أن " محاكمة مبارك تثبت أن لا أحد فوق المساءلة ".
فى حين صدر بيان عن جماعة الاخوان المسلمين يدين الحكم : ويقول البيان " إن الحكم ... كان صادما لأسر الشهداء وللشعب المصرى ، ومرة أخرى هذا الحكم يطرح تساؤلا وهو : من الذي قتل الشهداء ، إذا كان قادة الشرطة أبرياء " .
وقال زعيم المعارضة محمد البرادعي " النظام القديم يضع نفسه أمام المحاكمة . انها جهود متواصلة لاجهاض الثورة في تعاون وثيق مع القوى السياسية الراسخة . انه منعطف حاسم " .
كما نقل المراسل البارز الكبير لصحيفة جلوبال بوست , ايرين كننغهام , عن أحد الشباب وسط المدينة قوله أن حبيب العادلى يجب ان يتم أعدامه ، لكنه يصوت لأحمد شفيق .
وقال سمير سعدون ، الذي تم قتل ابنه ابراهيم خلال الاحتجاجات ضد نظام مبارك , " إنها خطوة أولى إلى الأمام ، هذا أفضل ما يمكننا القيام به . والخطوة التالية ستكون أقوى .. أنت تعيش مع قتلة ومصاصي دماء . نحن لسنا فى نفس قوتهم ، لكننا سوف نواصل المحاولة حتى نحصل على ما نريد ".
__________________
|