
19-05-2012, 04:27 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
جهاديون ولكن عُقلاء.. فى ربيع مصر الديمقراطية
د. سعد الدين إبراهيم
حسنًا، الظهور المُتواتر فى وسائل الإعلام للشيخ نبيل نعيم، المؤسس التاريخى لتنظيم الجهاد، وإدانته أعمال العُنف والشغب التى تورّط فيها أنصار شيخ آخر، هو حازم صلاح أبو إسماعيل، التى أدت إلى مقتل عدد من أنصاره ومن جنود القوات المُسلحة لدى مُحاولة اقتحام مبنى وزارة الدفاع قُرب ميدان العباسية.
فإذا كان لأى فريق أو طائفة أن تتحدث باسم إسلام جهادى فى مصر فقد كان من باب أولى أن يكون التنظيم الذى كان قد أسسه الشيخ نبيل نعيم. فهو التنظيم الذى جاهد ضد السوفييت فى أفغانستان، ووقف إلى جانب المُجاهدين المسلمين فى الشيشان، والبوسنة والهرسك، وألبانيا، والعراق. ومع ذلك فقد قرر هذا المُجاهد المُخضرم ومُعظم إخوانه أن ما بعد ثورات الربيع العربى هو حقبة «جهاد مُختلف»، وهو بناء مجتمع مدنى ديمقراطى عادل، وهو جهاد بطبيعته سلمى. لذلك سارع الرجل بدعوة أنصاره إلى الانسحاب فورا من ميدان العباسية، والعودة إلى التحرير يوم الجُمعة (4/5/2012).
لقد ذكّرتنى دعوة الشيخ نبيل نعيم لأتباعه من شباب الجهاد، بدعوة مُماثلة للمُجاهد الجزائرى الكبير مالك بن نبى، فى أعقاب توقيع اتفاقية «أيفيان» مع فرنسا، التى وضعت نهاية لحرب التحرير الجزائرية، التى كانت قد استمرت ثمانى سنوات (1954-1962)، واستشهد فيها مليون جزائرى. واستشعر مالك بن نبى وقتها أن زُعماء تلك الثورة المجيدة، على وشك صراع أهلى آخر على السُلطة، فنبّههم إلى أن هناك جهادا أكبر، وهو جهاد النفوس الأمّارة بالأطماع، وناشدهم شيئا من القناعة وضبط النفس، احتراما لدماء المليون شهيد.
وكما لم ينصت كل ثوار الجزائر للشيخ مالك بن نبى، فهناك من الشباب الذين توجّهوا إلى ميدان العباسية من أنصت للشيخ نبيل نعيم، وهناك من لم يُنصت.
والمُفارقة، هى أن من لم يثوروا على نظام مُبارك فى يناير 2011، ولم يسقط منهم شُهداء، هم الذين أصبحوا أكثر ادعاء للثورية والجهاد، لا ضد «أعداء» فى الخارج، ولا ضد «فلول» فى الداخل، ولكن ضد جيش مصر الوطنى.
وجدير بالتنويه، أن الشيخ نبيل نعيم، وإخوانه، على وشك إعلان قيام «جهاد مدنى ديمقراطى»، ذى عضوية مفتوحة لشباب ثورة يناير، خصوصا من الفتيات والإخوة الأقباط. وهو يُطالب كل الأدعياء باسم الإسلام بأن لا يلوثوا أو يُدنسوا هذا الدين الحنيف فى معارك صبيانية أو شخصية. إن دم شُهداء ميدان العباسية فى رقبة الشيخ الذى غواهم، وحرّضهم، على الدخول فى مواجهة مع القوات المُسلحة، على بُعد خطوات من مبنى وزارة الدفاع.
وجدير بالمُلاحظة أنه فى إحدى اللقطات التليفزيونية سأل مُراسل إحدى القنوات أحد الجرحى، أنصار الشيخ أبو إسماعيل عما يدفعه إلى المخاطر بسفك دمائه ودماء الآخرين، أجاب هذا النصير بأنه يفعل ذلك من أجل الشيخ، وأن الشيخ، لا ينطق عن الهوى. وأن الشيخ أبو إسماعيل لا يكذب ولا يُخطئ! فإذا كان هذا الشاب الجريح مُمثلا عن آخرين من أنصار ذلك الشيخ، فإنهم ولا شك قد تعرضوا لعملية «غسل مُخ» (Brain Washing)، أشبه بتلك التى يقوم بها أصحاب السلوكيات الانتحارية.
الجدير بالذكر أن «القادة» الذين يقومون بعملية غسل المُخ للأتباع، خصوصا للقيام بأعمال العُنف، بما فى ذلك التضحية بالنفس، لا يفعلون ذلك بأنفسهم. ومن ذلك ما تناقلته وسائل الإعلام حول التغيّب الملحوظ للشيخ فى ميدان العباسية، والتصريح الذى نُقل عنه، بأنه كان مُصابا بنزلة برد شديدة، ألزمته الفراش! ولكن ذلك لم يمنعه من التصريح فى اليوم التالى، بأنه حينما يعود إلى الظهور على المسرح العام، فإن لديه «مُفاجآت من العيار الثقيل»، تخص ما «أشيع عن جنسية والدته»!
إذن، فتلك المسألة وما يتعلق بها من ترشحه لرئاسة الجمهورية ما زالت هى شُغله الشاغل. وطبعا، هذا حقه، مثله فى ذلك مثل أى مواطن مصرى! ولكن الذى ليس من حقه هو توريط أنصاره من الشباب فى مواجهات دموية خاسرة مع جيش مصر الوطنى.
ولكن قضية حازم أبو إسماعيل، قد فتحت الأبواب والنوافذ حول خلفيات وسلوكيات، وربما خصوصيات، كل المُرشحين الآخرين لرئاسة الجمهورية. من ذلك ما أشيع حول:
1- جنسية والد المُرشح محمد سليم العوا (والتى قبل وفاته كانت سورية).
2- جنسية إخوة فرنسيين للمُرشح عمرو موسى.
3- الجنسية الأمريكية لأربعة من أبناء المُرشح الإخوانى محمد مُرسى.
4- قيام المُرشح أحمد شفيق بمنح تخصيص قطعة أرض شاسعة لجمال مُبارك بالمُخالفة للقواعد فى أثناء رئاسته إحدى الجمعيات.
وربما ستستمر الادعاءات والاتهامات حول المُرشحين ومن بعضهم بعضا، ومن النائب الإخوانى جمال سُلطان إلى يوم الانتخابات أو إلى قيام الساعة. ورغم ما قد يُسببه ذلك من ضجر للمُرشحين، فإنه مثل المُناظرة بين عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح، تضع كل ما يتعلق بالمُرشحين من أمور عامة وأمور خاصة تحت المجهر. وهى أمور مُعتادة فى البُلدان ذات الديمقراطيات الراسخة. ولكنها أمور جديدة علينا نحن المصريين والعرب. ورغم ما قد تتسبب فيه من ضيق للمُرشحين وأنصارهم، فإنها إحدى طيبات الديمقراطية، وشفافية المجتمع المفتوح. فلننعم بهذه الطيبات، ولنترحم على شُهداء ثورتنا الذين روت دماؤهم تلك الطيبات.
وعلى الله قصد السبيل.
__________________
|