[فادى]

حمدين صباحى يغازل المزاج الاشتراكى المصرى و هى مجموعة أفكار مستمدة من المنهج الاشتراكى البائد يعيد انتاجها المصريون فى قوالب فكرية أخرى.
البعض يعتقد ان الشعب المصرى له مزاج اسلامى محافظ.
هذا غير صحيح, المزاج المصرى العام فى رايى يتجه الى اليسار الاسلامى و هو منهج أقرب الى افكار القذافى.
الاشتراكية هى مجموعة أفكار رومانسية أثبتت فشلها فى كل مكان و زمان. و دمرت عدة بلدان و قلبتها راسا على عقب.
مشكلة الاشتراكية انها تهدف الى اعادة توزيع الثورة. و اعادة توزيع الثورة ينقصها و لا يزيدها. و تكون النتيجة هى شعب فقير تماما و طبقة حكام غنية مثلما انتهى اليه الحال فى الاتحاد السوفييتى.
حتى الدول شبه الاشتراكية فى اوروبا مثل فرنسا و المانيا تتجه شيئا فشيئا الى الرأسمالية الفجة (المانيا الاشتراكية فى السابق أصبحت رأسمالية تماما) فسياسات المبالغة فى فرض الضرائب و التأمينات الصحية الشاملة و الحد الادنى للأجور و تقييد حرية صاحب العمل أدت الى انكماش حجم الاقتصاد فى هذه البلاد, هذا مع ما تتمتع به تلك البلدان من سمعة عالمية فى مجالات الصناعة و كفاءة فى البنية التحتية و استقرار أمنى و مجتمعى,
فما بالك عندما تطبق هذه السياسات فى مصر التى مازالت لا تتمتع بجاذبية للاستثمار بقدرهذه الدول!
على سبيل المثال :
- نقلت شركة سيمنس الالمانية أعمالها الى المجر لأنها لم تعد قادرة على تحمل الضرائب و الاجور الباهظة للعمال الألمان.

- سيرجيو ماركيونى رئيس مجلس ادارة شركة فيات الايطالية حاول نقل أعمال فيات خارج ايطاليا (تحديدا بولندا) بعد ان اكتشف ان سياسات ايطاليا الاشتراكية هى مشكلة فيات الحقيقية قائلا " لو لم تكن فيات ايطالية لأصبحت فى حال أفضل", و لم يتراجع عن موقفه الا بعد ان هادنته الحكومة الايطالية بخطة وسيطة لتسريح عدد من العمال.

و غير ذلك من الامثلة الكثير.

النموذج الذى يقترحه حمدين صباحى ممكن التطبيق فى دولة ثرية بالموارد الطبيعية مثل دول الخليج (و هى تطبقه فعلا) أما دولة قليلة الموارد مثل مصر فانها تحتاج الى معدل تنمية مرتفع لسنوات طويلة حتى يرتفع مستوى الدخل.
ليس هناك طريقا أخر, حمدين صباحى و غيره يخدعون الناس بادعاء قدرتهم على تطبيق حلول سريعة سحرية (الحد الادنى, رفع الضرائب و اعادة توزيع الثروة) و هى سياسات سوف تؤدى الى افقار مصر تماما و الدخول فى أزمة اقتصادية طاحنة لن نخرج منها الا بعد سنوات أخرى من الاصلاح.