عرض مشاركة واحدة
  #1757  
قديم 14-05-2012, 05:15 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

حفلات القبعة الحمراء


وائل عبد الفتاح



اهتز عنبر سجن طرة.. تحت هتاف واحد.. «يسقط يسقط حكم العسكر».. المشهد غريب.. ووفد المجلس القومى لحقوق الإنسان يتعجب كيف خرج الهتاف بهذه القوة ومن أطياف مختلفة من المعتقلين.. أغلبهم للمرة الأولى.. ويتصورون أنهم لن يروا الشمس من جديد.. وبعضهم من أهالى العباسية أو مواطنيها الشرفاء الذى شاركوا فرق البلطجية فى ضرب المعتصمين.. بعد أن صدقوا الدعاية السوداء عن مجموعات وفرق من الملتحين سيهاجمون البيوت ويغتصبون النساء ويخطفون الأطفال.
كل «مواطن شريف» من الذين صدقوا الدعاية كان عقله يتوقفه إذا سألته: ليه..؟
الهتاف الذى هز العنبر فى طرة، كان مفاجئا للجميع، لكنه كان الذروة الطبيعية لحكايات مذهلة عن تعذيب وقسوة غير مسبوقة.. لم يكن هدفها فقط كسر الروح.. لكنها كانت تحمل روحا انتقامية.. انتقام غشيم وغير مدرب كما ظهرت آثاره على أجساد المقيمين فى عنبر طرة الآن.
علامات التعذيب على الجساد رسالة لا يرسلها الجندى أو حتى الضابط الذى أصدر أوامره المباشرة، لكنها رسائل من أجهزة أكبر تعلن عن وجودها وعن استمرار دولة التعذيب.
علامات الوحشية على الأجساد وفى النفسيات التى أخينت إلى درجة لم تتوقعها لا بعد الثورة ولا من الجيش الذى من المفروض أنه يضم أبناء وطن واحد، ولا يعتمد لا على مرتزقة ولا على أبناء طائفة واحدة.
كيف يضرب الجندى جاره أو ابن بلدته بهذه الوحشية والإهانة؟
كيف انتقلت أساليب التوحش بكل ذكوريتها من التحرش الجنسى إلى التهديد باغتصاب الرجال لوضع العصا فى المؤخرات؟
هل هذه وسائل انتقلت من الشرطة المهزومة إلى الشرطة العسكرية؟ أم أنها كانت موجودة ولم يعلن عنها؟
من أصدر الأوامر بحفلات العتذيب فى مقرات أصحاب القبعة الحمراء؟
التعذيب يكشف عن تغيير فى العقيدة القتالية للجنود، كما ورد فى شهادة الدكتورة آية وشهادات أخرى لا يجب أن تمر مرور الكرام.
لأن التعذيب ليس هواية ضابط سادى يتلذذ بتعذيب الآخرين أو عدوانية من عسكرى مقهور فقط، لكنه آلية للحكم بالقهر.. وهذا يعنى أن حفلات التعذيب ليست سوى مقدمة لقهر جديد.
الضابط السادى ليس إلا حلقة فى آلة أمنية جبارة تعيد المواطن إلى موقع الضحية الخرساء.. وتعيد سلطة القوى الخفية أو الدولة العميقة إلى نفس قوتها.
لم يتوقف مرشح واحد للرئاسة أمام شهادات التعذيب فى العباسية، ولم تتوقف الميديا عن متابعة ماراثون الانتخابات بعد صرخات الضحايا وروايات لا يصدق عقل أنها عادت بعد ثورة لم تنفجر لتوصل مرشح إلى قصر الرئاسة.. ولكن لتذوب الأقفاص ويسترد المصرى كرامته المسلوبة من أنظمة اختلفت فى هواها السياسى واتفقت على استخدام التعذيب أداة من أدوات الحكم.
لا مبرر للتعذيب ولا استبدال مكان هذه الحفلات من أقسام البوليس إلى سرايا القبعات الحمراء.
ولا معنى لدولة جديدة مع حماية ضباط التعذيب.. هذه الحماية تعنى شيئا واحدا أن القوة الخفية أو ما يمكن أن نرى فيه دولة عميقة مصرية تحكم وتسيطر من خلال إعادة تشغيل آلة القهر الإنسانى.
مرة أخرى: لا جديد إذا لم يحاكم ضباط التعذيب.. ولا ثورة إذا اعتبرنا أن إهانة كرامة وجسد مواطن إذا اختلف النظام معه شىء طبيعى.. ولا دولة قانون فى أجهزة جبنة تستفرد بالمواطن لتضع علامات وحشيتها على جسده.
الأجهزة جبانة ما زالت تمارس حفلاتها السادية فى مسارحها الخاصة… لكننا لم نعد جبناء لنقبل السكوت أو نتصور أنه من الممكن إقامة جمهورية ديمقراطية التعذيب فيها يعتبر أمرا عاديا.
__________________

رد مع اقتباس