
10-05-2012, 03:01 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
سراب عمرو
وائل عبد الفتاح
حملة عمرو موسى تعتمد على صرامة ملامحه، ومن أجل هذا كشفت ما أخفاه عمرو نفسه طويلا وهو ملامح عمره.
لم يكن من السهل معرفة أن عمرو تجاوز الخمس والسبعين، لأنه كان بعيدا، وعندما يقف أمام الكاميرا يختار زوايا لا تكشف حقيقة السن.
ومع اقتراب الحملة من اكتمال صورتها لم يعد أمام عمرو موسى ما يخفيه، فهو سوبرمان قادم من دولة عجوز، لا يحمل سوى الوعد الخفى بأن كل شىء سيعود إلى ما كان عليه… وهو وعد قد يجد صدى لدى جمهور يريد الاستقرار، لكنه مع التفكير سيكشف أن هذا سراب.
كيف يتخيل شخص عاقل أن إعادة تدوير ماكينة الدولة ببرنامج لم يختلف كثيرا عن برنامج مبارك يمكن أن يمر دون قهر عنيف للمطالبات التى كان مبارك يقهرها بجيشه فى الداخلية؟
كيف يمكن لبرنامج يعتمد على إعادة تشغيل نفس الشرائح الاجتماعية التى كان يعتمد عليها مبارك فى السيطرة على الاقتصاد والمجتمع دون أن تحدث ثورة اجتماعية أو انفجارات فى كل ركن؟
أين ستذهب الثورة عندما يفوز عمرو موسى؟ هل ترتاح على الكنبة؟ أم سندخل عصر القهر بالأمن من جديد؟ ما الجديد الذى يحمله عمرو موسى ولم يكن فى مبارك أو فى المجموعة المحيطة بابنه؟ هل كان عمرو موسى جذريا فى محاربة دولة الفساد التى أرادت تحويل مصر إلى جمهورية عائلية؟ هل كان متصادما مع المشاريع الاقتصادية لمجموعة جمال مبارك التى تعتمد على إصلاح اقتصادى يُلقِى بشرائح كبيرة فى المجتمع إلى تحت خط الفقر مقابل رفاهية شرائح صغيرة لا تتعدى ٥٪؟
عمرو موسى راكب موجات، مع مبارك ركب موجة الرغبة فى وجود صوتين داخل الدبلوماسية المصرية، وبعد مبارك ركب موجة «الوجه النظيف» من نظام سقط مع الثورة.
عمرو موسى ابن نظام، وسليل موظفى الدولة الناصرية، ابن عائلة مهاجرة من أرياف الغربية والقليوبية، تخرج فى كلية الحقوق (مصنع الوزراء فى العصر الملكى)، لكنه انضمّ إلى قسم الأبحاث فى الخارجية المصرية سنة 1958 قبل أن يطير بين السفارات ويستقر حاملا خصائص دبلوماسية عصور مختلفة ليوظفها فى خدمة مبارك، ورغبته فى أن يحجز موقع مصر فى المنطقة، دون أن يفعل بها شيئا.
عمرو موسى يدخل عالم السياسة من بوابة الدبلوماسية التى صُنعت له عند قطاعات تتأثر بالصورة التليفزيونية لـ«آخر الرجال المحترمين»، بين نظام عاش على حكمة بليدة تخزن القوة فى ثلاجات عملاقة.
مجرد نبرة مختلفة عن نغمة هذه الحكمة، اقتنصت لعمرو موسى شعبية بدا معها هو الناجى الوحيد من النظام، ويبحث باسم هذه النجاة عن المقعد العالى.
عمرو هو استمرار لا تغيير، وتواصل لا انقطاع، هو سليل موظفى الأنظمة، وإن وضعته صدفة اكتشاف الكاريزما، فى طابور مختلف عن كل موظفى مبارك وأنظمته الحليفة فى العالم العربى.
عمرو موسى أنيق، يحب فخامة الدبلوماسية، ويعيش منذ اكتشاف إمكانية اللعب على الكاريزما، بشعور خفى بعظمة النجم الممنوع من الصعود على المسرح، رغم أنه ليس ممنوعا، ونجوميته قامت على أطلال «تراجُع» النظام الذى عاش فى ظله.
الجمهور المصرى كان تعيسا، مثل شعوب تبحث عن أبطال يعوِّضون شعور العجز بالتعلق بأطراف بطل، أو من يُوحِى بالبطولة.
شعبية موسى وُلدت من نبرته، مجرد النبرة المختلفة عن لحن رتيب، خصوصا عندما علا صوته فى الهجوم على البرنامج النووى الإسرائيلى بمناسبة تمديد معاهدة حظر الانتشار النووى سنة 1992. وقتها كان عمرو اللاعب المتاح لدور «شجيع النظام» فى إطار سياسة لم تعتمد على مواقف واضحة أو قواعد استراتيجية لها علاقة بقوة مصر فى المعادلة الإقليمية، ولكن على المسافة المتاحة بين صوتين مختلفَى النبرة، يسيران إلى نفس النقطة ويحققان الهدف نفسه تقريبا.
عمرو موسى ابن هذه المسافة التى سمحت له بقيادة الاعتراض على إدماج إسرائيل فى المنطقة عقب اتفاقيات أوسلو 1993، وذلك عبر مشروع بيريز الشهير «الشرق الأوسط الكبير».
عمرو موسى صنيعة عجز نظامه، وأصبح «الرجل الذى قال لا لإسرائيل»، وبدا هو وحده فى مقابل إسرائيل بالنسبة إلى حس شعبوى عبر عنه المغنى الشهير شعبان عبد الرحيم عندما غنى فى أعقاب الانتفاضة الثانية فى 2000 «باحب عمرو موسى وباكره إسرائيل».
هذه شعبية الحنجرة بلا فاعلية.. وهو ما يحدث اليوم عندما يقدم نفسه على أنه حامى الدولة المدنية فى مواجهة دعاة الدولة الدينية… وهو ما يمكن أن نراه سرابا آخر، فالدولة التى ينتمى إليها عمرو لا مدنية ولا دينية.. دولة استبداد انتهت إلى مافيا.
وصعود عمرو إلى المنصب الكبير ليس سوى علامة على انتصار تيار إحياء الجمهورية لقديمة بط«لاء قديم.
وهذه صدمة نفسية… وسياسية.
__________________
|