
05-05-2012, 06:47 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
ليس بالنكت وحدها نتعامل مع (الحازميين)
عماد الدين حسين
النكت والقفشات التى تفنن بعض المصريين فى إطلاقها على حازم صلاح أبوإسماعيل وأنصاره وبوستراته وتصرفاته وتصرفاتهم قبل وبعد استبعاده من سباق الرئاسة دليل جديد على خفة دم المصريين، وربما تكون أسلوبا ناجحا لمواجهة الرجل، لكنها ليست مدخلا جيدا للتعامل مع ظاهرة أبوإسماعيل والأهم ظاهرة أتباعه.
من بين الفواجع الكثيرة فى حياتنا السياسية هذه الخفة التى يتعامل بها الكثير منا مع صعود التيار الدينى. لسوء الحظ أن البعض يعتقد أن مجرد إطلاق مجموعة نكت على أنصار أبوإسماعيل أو تجاهلهم سيقضى عليهم، والأخطر أن بعض السذج يعتقدون أن استبعاد أبوإسماعيل من قوائم المرشحين بسبب جنسية والدته الأمريكية يعنى أن الظاهرة انتهت. والمفترض أن هؤلاء السذج استفاقوا على زيف أوهامهم بعد كارثة العباسية الأخيرة.
قبل أسابيع قليلة شاهدت فى ميدان التحرير أنصار أبوإسماعيل قادمين بالآلاف من محافظات متعددة، كانوا من فئات عمرية متنوعة لكن غالبيتهم من الشباب وبالطبع لم يكن من بينهم نساء إلا ما ندر وبالطبع كن منتقبات. تناقشت مع بعضهم ورغم ثقتهم العمياء فى زعيمهم، فإن كثيرا منهم يقولون إن ما يشغلهم هو من يطبق الشريعة وليس شخص أبوإسماعيل. عندما يكون لديك ظاهرة سياسية يؤمن بها آلاف الأشخاص فإن سلاح القفشات وحده لا يكفى، بل أنت تحتاج لعلماء وخبراء نفس واجتماع وسياسة وأمن بارزين لتحليل المشهد من كل جوانبه.
من بين الأخطاء الكارثية التى ارتكبها نظام مبارك أنه وضع التيار السلفى تحت الأرض واخترقت أجهزة أمنه بعضهم ثم اعتقد أنه قضى عليهم وأمن جانبهم. وعندما تبخر حكمه فوجئنا بالتيار السلفى يخرج من تحت الأرض سالما من غير سوء، واستطاع أن يحصد ربع مقاعد البرلمان.
صار معروفا أن مسيرات أنصار أبوإسماعيل لم تشارك فيها كثير من القوى السلفية ورغم ذلك وجدنا الآلاف فى الميدان فماذا يعنى ذلك؟!.
يعنى أن لدينا شبابا سلفيين ليسوا أنصارا لحزب النور أو قوى سلفية أخرى ــ تبرأت من الرجل فيما بعد ــ وليسوا إخوانا بالطبع، لكنهم يدينون بالولاء لشخص أو ربما الأرجح لفكرة.
المدقق فى تصريحات وخطب أبوإسماعيل سيلحظ أنه كان يدغدغ عواطف مؤيديه ويقدم لهم حلولا تبسيطية لمشكلات مستعصية، من قبيل أن تصدير جلاليب كرداسة إلى المانيا سيحل مشكلة صناعة الغزل والنسيج. معظم حلول أبوإسماعيل لا تصمد أمام أى مناقشة علمية جادة ورغم ذلك لا نعرف سر التفاف آلاف الأنصار حوله.
التفسير المبدئى أن هناك كتلة بشرية ضخمة لم تجد حلولا لمشكلاتها عند الأحزاب التقليدية أو حتى الإسلامية المعتدلة منها والمتشددة. بعض هؤلاء الأنصار لديه مشكلات اقتصادية وربما اجتماعية، وبعضهم يرى أن حل كل المشكلات يكون بتطبيق الشريعة.
قد نكون اكتشفنا أن أبوإسماعيل ليس له وزن سياسى حقيقى وأن كل ما يشغله كان الحلم بكرسى الرئاسة، وأنه ــ وهو الذى أراد أن يكون رئيسا ــ لم يكن يؤمن أصلا بدولة القانون.. لكن هل لو اختفى أبوإسماعيل سياسيا سيختفى أنصاره؟.
أخشى أن الإجابة هى بالنفى، أنصار مواطنون مصريون ينبغى الاقتراب منهم وفهمهم ومحاورتهم ودراسة منطلقاتهم وأفكارهم، وليس«التنكيت عليهم» أو تصفيتهم بالرصاص الحى فى أزقة وشوارع العباسية، ترك هؤلاء واعتبارهم ظاهرة طارئة ستنتهى من تلقاء نفسها تفكير كارثى، علينا أن نفكر فى شعارات «الجهاد والاستشهاد» التى رفعها هؤلاء فى العباسية. إهمال هؤلاء الشباب قد يحولهم إلى ألغام قد تنفجر ــ لا قدر الله ــ فى وجه الجميع قريبا.
__________________
|