
01-05-2012, 03:17 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
إنها… فوضى
وائل عبد الفتاح
نحتاج إلى مزيد من الشجاعة لندرك أننا فى زمن لا عودة فيه إلى ما قبل ٢٥ يناير.
عشاق الاستقرار أو المرعوبون من المستقبل يتمنون العودة لأن ما يحدث الآن فوضى كبيرة.
مثلا… كيف يتجرأ الغاضبون على الوصول إلى مبنى السفارة السعودية ورفع الأحذية وشتم خادم الحرمين؟ ألا يعرفون الأساليب المتحضرة فى الاختلاف؟
إنها فوضى.
نعم هى فوضى.. وتأتى بعد سنوات طويلة من قطع الألسنة وكبت الغضب وترويج التصورات المانعة للسياسة والحياة.. والتى ترى مثلا أن السعودية خط أحمر، ليس بسبب العلاقات الخاصة بين النظامين.. ولكن بسبب المصريين العاملين هناك.
يقول كل الحكماء ذلك، ويروجون لما يعنى بوضوح أن المصريين فى السعودية أسرى، وأنه لا بد من القبول بالأمر الواقع لكى لا يعود المصريون هناك.
لم يتوقف أحد من الحكماء طوال سنوات من الإهانة ليقول إنه مع الاحترام للسعودية ونظامها لا بد من إعادة ترتيب أوضاع المصريين هناك.
لكنهم عندما ينفجر الغضب، لا يجد هؤلاء الحكماء سوى المطالبة بالعقل والحكمة والتحضر من وجهة نظرهم فى التعامل مع سفارة دولة تطبق على المصريين ما هو أقرب إلى العبودية الحديثة.
نعم إنها فوضى…. لكنها فوضى ما بعد الموت.
نظام مبارك مات… ووضع مصر كلها فى حالة الموت الجماعى، ولهذا فالفوضى هى دليل اليقظة، المرعب نعم، لكنه المؤشر بأن عودة الميت من رابع المستحيلات.
اعتصام وزارة الدفاع مثال آخر للفوضى، أو العبث بعد سنوات الموت، أنصار الشيخ حازم تحركوا من ميدان التحرير إلى وزارة الدفاع…. وبدلا من أن يرفعوا هتافات الدفاع عن زعيمهم لم يجدوا سوى هتاف الثورة: «يسقط حكم العسكر»…. ولم يجدوا سوى فتح أبواب الاعتصام التى كانت مغلقة عليهم فى التحرير أمام التيارات الأخرى.
لماذا الاعتصام وما مطالبه؟ أسئلة الحكماء والعقلاء الذين يتصورون وجود قواعد سابقة للقياس، وكأن لدينا تاريخا من الاعتصامات، أو العلاقات بين التيارات المتباينة، الحقيقة لمن يرى بشجاعة أننا فى أول تعلمنا السياسة، بما يعنى الخطوات الأولى من ارتباك وتعثر، بل وعبث.
أنصار الشيخ مهووسون بالكاريزما، صحيح، لكنهم يرون بعد أن خرجوا من كهف شيخهم. إن الدنيا ليست على مقاس كاريزمته… سيرى بعضهم ويعود الباقى إلى الهوس الفتاك بالشيخ، طبيعى، ودليل على الحيوية بعد أن كان الجميع فى متحف شمع كبير يلزم مكانه… ويتصرف كأن الدنيا تنتهى عند حدود ما يعرفه.
الحكماء أو العقلاء لديهم مساطر ربما تكون صحيحة، لكن من الناحية النظرية، وفى واقع متخيل لم تعشه مصر التى كانت دون قواعد سياسية إلا التكيف مع الأمر الواقع، والقوة اللا نهائية للنظام، فإن التغيير حلم فى الخيال نحلمه فقط من أجل أن نستمر أحياء.
التفكير بمنطق الوضع الثابت، أو الموت الذى سبق ٢٥ يناير، تفكير يبدو وجيها وأناقته مدهشة، لكنه لن يصبح فعالا إلا بمزيد من شجاعة الاعتراف بأن ما نعيشه لا يمكن قياسه على ما سبق أو وفق موديلات جاهزة.
نحن نتعلم اليوم المستقبل، وندفع أثمانا هربنا من دفعها لنبنى دولة حديثة، هل يمكن أن تبنى هذه الدولة دون استيعاب كل المصدومين من الحياة الحديثة؟ يمكن لكن على طريقة مبارك وجهاز أمن الدولة بالقمع والترويض.
هل يمكن أن يقطع تيار الطريق على الدولة الحديثة ويدفعنا إلى موديل السعودية أو أفغانستان؟ يمكن لكن بعنف دموى لن ينتهى قريبا.
نحتاج إلى مزيد من الشجاعة لنكتشف أن كل هذه الفوضى أرحم من الحياة فى نظام التماسيح الميتة.
__________________
|