
30-04-2012, 09:17 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
نيران شقيقة !!
إبراهيم عيسى
ها.. اِرْتَحْنا كده
راح من راح إلى السفارة السعودية، وسب وشتم وعرق وتعب ونف وتف وكتب على السور وبُحَّ صوته بالهتافات الحارة الحادة بمنتهى الإخلاص والوطنية، وبعدين رجع بيته وكتب شتائم وسخائم فى الملك وفى اللى يتشدد له، ثم نام مرتاح الضمير، أنه أدى دوره من أجل مصر، وهناك من ذهب ففعل ما فعله صاحبه، لكن الشرطة العسكرية قفشته ودعكته ورمته الآن ينام على بلاط أو على أسمنت زنزانة معرضا للمحاكمة!
هذا بالفعل مجهود وجهد مخلص يذهب سُدى!
لأنه ليس كافيا فى الحروب أن تطلق الرصاص، بل لا بد أن يكون الرصاص حقيقيا وليس فشنكا، ثم لا بد أن يكون موجها للهدف الصحيح وليس بإصابة شجر أو حجر، بل وأحيانا فى الحروب كذلك نصيب أصحابنا بنيران صديقة!
إن الشباب الذى ذهب للاحتجاج عند السفارة جنود فى معركة غلط، فالتضامن مع مواطن مصرى -حتى لو كان جانيا مذنبا- حق له وواجب علينا وعلى دولته، ولكننا هنا نناقش كيفية أداء الواجب!
كأننا نتدخل فى خناقة شفناها من البلكونة فنزلنا جريا للشارع حتى ننقذ الواد حمادة من قبضة الأسطى عبودة، معتمدين على أن عبودة راجل مفترى وحمادة سُفيِّف ومش حِمله! لكن هل عرفنا أصل الخناقة؟ هل طلبنا البوليس يحقق؟ هل سألنا عبودة هو الواد حمادة عمل إيه؟ هل تأكدنا أنه فعلا كان بيضربه ولّا بيهوِّش، والواد حمادة عامل فيها قتيل!
لأ نزلنا وهات فى ضرب لعبودة لغاية ما راح المستشفى بين الحيا والموت!
لقد أدَرْنا غضبنا أمام السفارة بنفس هذه الطريقة.
من قال إن السعودية لا تظلم مواطنا مصريا؟
بالطبع يمكن أن تظلم.
ومن قال إن المواطن المصرى لا يتورط فى جناية أو جريمة؟
- بالطبع يمكن!
أين حكومتنا فى هذه الأزمة؟
لا نثق فيها، وهى مثل كل الحكومات السابقة تنذلّ للسعودية.
- أين هو إعلامنا وصحافتنا؟
متباعة وكلهم مأجورون للسعودية.
أين هو برلماننا؟
هؤلاء الإخوان والسلفيون ممولون من السعودية.
يا نهار إسود، إذا كان رأيكم كده فهذه بلد تستحق الحرق.
طيب ما هى بتتحرق فعلا، مش شايف حضرتك!
كويس خالص عملنا إيه بقى بكل هذا الجهد المخلص الخاطئ!
طيب لو بكرة الصبح أمسكتْ كندا مواطنا مصريا بتهمة المخدرات فنحن أمام حاجة من اتنين.
لو كان مواطنا عاديا ليس مدونا وليس له أصحاب على «التويتر» وليس صحفيا له قراؤه، وليس سياسيا له مؤيدوه وليس شيخا له مريدوه، ففى الغالب سيمضى الموضوع تحت عنوان «إن كندا ديمقراطية ومش حتتبلَّى على الراجل».
أما لو كان ناشطا أو له حساب على «التويتر» أو صحفيا أو سياسيا أو شيخا فسنَتهِم كندا الإمبريالية الصليبية بأنها تتآمر عليه، لأنه ضد إسرائيل، أو لأنه شتم عمر سليمان.
أما لو قضوا على شاب مصرى فى موريتانيا فسوف نترفَّع عليهم ونقول لهم مابقاش اللى انتو كمان تهينوا المصرى وتضطهدوه وننزّل نكت عليهم فى صحف ونِت!
لا أحد منا مستعد أو مؤهل هذه الأيام فى ما يبدو كى يتحقق ويتأكد من سلامة رأيه ومن صحة موقفه!
مصر كلها الآن تقطع الطريق.
لا أحد يريد أن يسمع كلمة عقل أو يشغل عقله وسط قدر مروع من الفوضى الناشبة، نتيجة الحياة فى ظل مبارك، سنوات طويلة من القهر والقمع التى جعلت كل واحد فينا مش مستحمل الآن أى كلمة عن الانضباط والاحترام والتعقل، فكل هذه المعانى بالنسبة إليه تخاذل وتهادن وفلولية!
والثورة لدى كثير منا تدهور معناها وتقزَّم هدفها وتشوَّه التعبير عنها، وصارت تعنى قلة الأدب والانفلات وحق التجريح والطعن، وهتك السمعة وإلقاء التُّهم بنفس خفة النقر على الكيبورد.
مشكلتنا هى الغضب بلا وعى والغضب بلا عقل وبلا هدف وبلا خُطة.
__________________
|