
27-04-2012, 07:36 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: خبر سىء جدا:البرادعى ينسحب من سباق الرئاسه !!
هل يكون حزب البرادعى؟
وائل عبد الفتاح
البداية عاطفية. «الثورة» ثم «الدستور».. اسم عمومى يصلح ليكون سلة سياسية كبيرة، وليس حزبا سياسيا يدخل حرب المواقع. ويبدو أن الاسم العاطفى يلخِّص اللحظة التى تحولت فيها فكرة الحزب الكبير إلى واقع… ومشروع يسير على الأرض بعد أن كان فكرة عند مجموعة.. أول ما يميزها أنهم ليسوا من دراويش البرادعى كما يصفهم محللون سياسيون وليسوا من الساعين إلى تكوينات عشوائية، لكنهم كتلة متنوعة، متعددة، لا يجمعها تيار واحد ولا مرجعية فكرية مشتركة، ربما ما يجمعها وعى اللحظة من وجهة نظر شرائح من الطبقة الوسطى، التى تشعر بخطر ما على الدولة الحديثة.هل يكون حزب الأشواق الهلامية؟
من الأخبار الأولى سيكون الحزب وعاء لقوى ثورية وشخصيات لم تستوعبها أحزاب قديمة وجديدة، الأسماء تمتد من اليمين إلى اليسار، ومن الليبرالية إلى الاشتراكية، مرورا بشخصيات عابرة للتصنيف السياسى والفكرى (تضم القوائم الأولى: حسام عيسى وجميلة إسماعيل وعلاء الأسوانى وشكرى فؤاد وراجية عمران وأحمد حرارة ووائل قنديل وغيرهم)، بما تمثله من أطياف من ثورة ٢٥ يناير لا تعبر عن الكتلة الأولى المؤيدة للبرادعى، ولكنها عن أمل فى بناء كيان كبير يمثل قوى الثورة بما فيها من فردية ومبادئ أساسية (عيش، حرية، عدالة اجتماعية)، فى اقتراب مع ما مثله بناء حزب الوفد من تكتل قوى، معبرة عن مطالب سياسية أكثر من تعبيرها عن أيديولوجيات، وعن تكتل فى مواجهة كيانات كبرى، كانت بالنسبة إلى «الوفد» (القصر والإنجليز) وبالنسبة إلى حزب الدستور (العسكر والفلول)، ويضاف إليها هنا جماعة الإخوان المسلمين التى كادت تعيد إغلاق المجال السياسى بعد أن كسرت الثورة الأسوار المقامة حوله، لكن بدخول الجماعة سباق الغرائز باتجاه السلطة أرادت أن تعيد بناء الأسوار، ليبدو المجال محتكرا بوضع اليد فى إطار ما سمى بالغلبة «الإسلامية»، مطبقة نظام الإقصاء والطرد. المجلس العسكرى ارتاح إلى إعادة إغلاق المجال السياسى بيد الجماعة، مطمئنا أن المفتاح معه، وأن وِزر الإغلاق سيحمى الدولة الأمنية ولن يدفع فاتورته. إنها محاولة لدفع جمهور كبير إلى مسرح السياسة عن طريق آخر غير طريق الجماعة… وهنا خطوة أبعد من فكرة حزب يجمع «البرادعوية» إلى حزب يحترم دور البرادعى وابتعاده عن الألعاب القديمة. غادر البرادعى ملعب المنافسة.. ليكشف اللعبة. اللعبة بكاملها، التى دخلها من بوابة غير معتادة.. ليست بوابة الملهمين تماما ولا ضيوف الشرف.. لا أصحاب الياقات البيضاء.. ولا أفندية الأكاديمية المحترفين فى الكلام البارد.. ولا عشاق البطولة… ولا محترفى الصفقات.. ولا المنتظرين إشارة من الواقف على باب السلطة. لم يكن البرادعى إلا نفسه، ولم يضبط نفسه على مقاس جمهوره. وهذه مغامرة فى حد ذاتها، اختار الوقوف خارج اللعبة التى تتم وفق إرادة المجلس العسكرى، وباتجاه إعادة بناء سلطة على الموديل القديم.. وهذا ما رأى فيه البعض «صفعة..» موجهة إلى المجلس العسكرى والمتحالفين معه من القوى السياسية ومنهم من رأى أنه «انتحار سياسى» أو «اعتراف بالهزيمة المسبقة»، كما فسر الفريق أحمد شفيق رئيس الحكومة الأخيرة لمبارك، بأن انسحاب البرادعى يأتى فى أعقاب بداية حملات ترشح شفيق للرئاسة. الخروج من اللعبة لم يكن بحسابات سياسية، ولكنها بروح غاندى، الراغبة فى معاندة المزاج السياسى لا خوض المنافسات بقوانينه، وهو ما يمثل ضربة مزدوجة لكل من اعتبر البرادعى رمز الليبرالية فى مواجهة رموز سلفية وإخوانية، أو من تعامل على أنه «زعيم سياسى» يمكنه أن يخوض حربا فى بيئة سياسية غير صالحة. البرداعى جاء من خارج الدائرة وشحن المجال السياسى بما كان افتقر إليه طوال ٣٠ سنة حكم فيها مبارك… امتص فيها الطاقة الحيوية وحوَّل المجال السياسى إلى مستنقعات راكدة تحتلها طفيليات الانحطاط. لم يكن البرادعى بديلا سهلا للجنرال وقت ظهوره الأول بعد العودة فى فبراير ٢٠٠٩، ولم يكن مؤهلا للدخول فى حرب الآلهة على المقعد الفخم فى مصر. كان سهما قادما لكسر الدائرة المغلقة على نفسها، سهما حكيما هادئا لا يدَّعى امتلاك الحل السحرى أو مفاتيح الجنات المغلقة.
البرادعى يغويه دور الداعية السياسى أكثر من السياسى. يرى نفسه فى صورة غاندى أو مارتن لوثر كنج، هذه صورته التى جعلته رمزا فى السياسة، لكنه يتردد فى العمل السياسى بما يعنيه من اشتباك وقتال ودخول فى مواجهة مع سنوات طويلة من القمع والقهر والانحطاط. البرادعى يدخل حرب المواقع إذن، وحزب «الدستور» يجمع شخصيات وجدت نفسها غريبة عن صراع الغنائم بعد الثورة، أغلبهم لعب بعيدا عن الكتل التقليدية، وجميعهم أعادت الثورة اكتشافهم لجسور مع مناطق جديدة فى واقع سياسى لم يعرف تقاليد الحرية وإن غرق فى أخلاق الإبعاد والإقصاء.
ماذا سيفعل حزب الدستور؟ هل يكون حزبا للمثاليين؟ هل يلعب البرادعى دور «الأب الروحى»؟ هل تعصف به رياح الخلافات القاتلة؟ أم يكون بداية قوية لحرب المواقع؟ هل يكون حزبا جديدا على قائمة أحزاب الأوتوبيسات المجمعة التى لا تصل إلى محطة؟
__________________
|