
22-04-2012, 05:52 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
عودة الروح
وائل قنديل
بكل تأكيد لم يكن ميدان التحرير مثاليا فى جمعة تقرير المصير، وصحيح أنه لم يقترب من حالة «المدينة الفاضلة» كما كان فى الفترة من 25 يناير إلى 11 فبراير 2011، ولا خلاف على أن سلبيات ليست قليلة كانت موجودة فى جمعة أول أمس.
غير أن كل ذلك لا ينفى حقيقة أنه كان يوما مهما ومطلوبا وضروريا لكل الأطراف لاستعادة الذاكرة، وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، وتعريف ما كان يفترض أنه معرف ومعروف بالضرورة.
لقد هتف الميدان أمس الأول « عيش حرية عدالة اجتماعية» و«الشعب يريد إسقاط النظام» وهو ما يعنى أن 15 شهرا من عمليات المحو والإبادة وتجريف وعى المصريين، لم تفلح فى خداع الناس بأن الأداء السياسى فى إدارة البلاد ينبع ويصب فى مجرى الثورة، ولم تقنع الجماهير بالجدارة والأهلية والكفاءة والأحقية فى قيادة مصر على طريق تحقيق أهداف الثورة.
سيقال لك إنها كانت مليونية فئوية على وجه من الوجوه، وربما كان ذلك صحيحا نسبيا، قياسا لتعدد واختلاف المطالب والغايات، غير أن الصحيح أيضا أن مصطلح «الفئوية» فى حاجة إلى ضبط وإعادة تعريف، حتى لا نقع فى فخ إدانة وتسفيه مطالب مجموعات المواطنين لمجرد أنها ليست واحدة.
لقد احتضن الميدان الحالمين بدستور يعبر عن مصر الحقيقية، المطالبين بجمعية تأسيسية بعيدا عن تلك النزعة الانفرادية الاحتكارية، جنبا إلى جنب مع المطالبين بدستور بعيدا عن وصاية العسكر، مع المعترضين على مهازل اللجنة العليا للانتخابات، وفى وسط كل هؤلاء الباحثون عن تطهير مؤسسات الدولة.
ويبقى أن الكل أجمع على مطلب التغيير الكامل، والتمسك بالقطيعة التامة مع النظام السابق وعزل الفلول، والأهم من كل ذلك أن الذين أداروا ظهورهم للميدان يوما عادوا وأقروا بأخطائهم فى حقه، حتى وإن لم ينطقوا بها، وعرفوا أنه عصى على الاستحواذ والاحتكار، وكما قلت بالأمس نحن أمام فرصة ذهبية لبعث الثورة من جديد، مع الاستيعاب الكامل لأخطاء وخطايا الفترة السابقة، والإصرار على عدم الوقوع فيها مرة أخرى.
لكن ما يجب أن يضعه الثوار فى حسبانهم طالما عادوا إلى الميدان هو الانتباه والشدة مع تلك الحشرات السامة التى تنتشر على أرضية الميدان، بفعل فاعل معلوم للكافة، وأعنى تلك القطعان السارحة من المتحرشين والمخبرين، والتى لن يكف المتربصون بالثورة وميدانها عن زرعها، وفى ذلك فقد شهدت نهاية المليونية جرائم تحرش بدا منها أنها ليست تعبيرا عفويا عن طاقة مكبوتة داخل صبية صغار، بل كانت جرائم منظمة من قبل جهات أزعجها امتلاء الميدان مرة أخرى بالجموع الغفيرة من كل ألوان الطيف السياسى، وهو ما يتطلب تحصينه بمضادات الفيروسات والجراثيم والكلاب الضالة.
__________________
|