
19-04-2012, 03:25 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
الماكينات الذكية
وائل عبد الفتاح
هذه بلاد حُكمت بالصبغة..
صبغة الشعر، لتخفى سنوات عمر الحاكم.
وصبغة المدنية لتخفى طبيعة الدولة المملوكية (العسكرية).
كل حاكم يختار نوع صبغته ليخفى عمره، فالحكم فى أعراف المماليك يرتبط بالفتوة والخدعة.
ومكياج الموتى ما زال يغطى وجوه مبارك وحاشيته فى السجن وفى ردهات الحكم الانتقالى، لم يواجهوا الكاميرات ولا الناس من دون هذه الطبقات الثقيلة من مستحضرات إخفاء العمر بما يمثله من عجز وشيخوخة جافة.
فى المقابل يضع الحكام على وجوههم مكياج الموتى.. ليخفوا العمر الممتد وملامح العwجز الواضحة تماما.
مكياج الموتى يضعه اليابانيون على الموتى قبل ذهابهم إلى النهاية.
بينما هنا يقاوم الحكام بمكياج الموتى الذهاب إلى النهاية.
تأمُّل وجوه الحكام وورثتهم، يجعلنا نرى مومياوات يحاربون الأحياء.. فى جولة ثانية يسعون فيها إلى قتل الروح التى خرجت من جثة شعب بدا أنه استسلم لحكم القهر كالعبيد الذين يرون فى عبوديتهم قدرا.
المماليك يصبغون رؤوسهم، عملا بأعراف كبيرهم الذى سقط بسبب سماعه كلام العائلة، دفع ثمن خيانته لعصابته من المماليك الصغار.
المماليك الصغار يدافعون الآن عن جمهوريتهم بكل ما يمتلكون من ماكينة أدارت الدولة بالأجهزة السرية.
المماليك هم العبيد الصغار الذين يخطفون ويوضعون فى حضانات داخل قصور الحكم، وتجرى تربيتهم على مناهج الولاء والطاعة ليصبحوا بعد ذلك هم الحكام، وجهاز السلطة الواسع والقابض على أمور الدولة. المسؤول فى مصر كانت مهمته تأمين مكانه بالمعنيين: العام (تأكيد السيطرة السياسية والأمنية)، والخاص (الحفاظ على الكرسى أطول فترة ممكنة، بعيدا عن عواصف سكان القصر العالى)، وهذا هو المفهوم الذى أديرت به المرحلة الانتقالية.
النظام لا يتمتع بالكفاءة، لكنه يعتمد على الماكينة التى تصب فى النهاية لصالح استمراره.
لهذا أبقى المجلس العسكرى على مفاتيح الماكينة (النائب العام ورئيس المحكمة الدستورية مثلا)، ورغم ثبات الفشل وعدم الكفاءة للمجلس فإنهم -وبالماكينة الكبيرة الذكية- استطاعوا أن يحافظوا على موقع النظام، مع استبعاد أوراقه الميتة، يساعدهم على ذلك رعونة المنافسين من الإخوان وبقية نجوم السلفية مثل الشيخ حازم أبو إسماعيل الذى فشل فى أزمة صغيرة وأدارها بما يمكّن لمواطن عادى من أن يدافع عن حيلته فى مواجهة الدولة.
مكتب الإرشاد أيضا تصور أن اللعب بورقة الشاطر سيعطّل الماكينة، أو سيربك حسابات من يديرونها، وهو ما جعل حرب المواقع بين الجماعة والمجلس كاشفة عن أزمة كبيرة تمر بها الجماعة وتدفعها للتخبط، هذه المرة دون مصداقية، حتى تُلبس صراعها -من أجل مواقع السلطة- ملابس الثورة.
المدهش أن ذا الوجه الكئيب خدعنا للمرة الثانية بغموضه وملامحه التى توحى بشخصية تعرف عدد حبات المطر التى تسقط على سطح النيل، لكنه كان متهافتا، مرتبكا، لا يملك كفاءة «تستيف» ورقه.
الكفاءة تغيب هنا، لأن الرجل الغامض تَعوَّد على أن كفاءته تعتمد على غياب الآخرين، وعلى صورته لا حقيقته.
عمر سليمان كشف عن ركاكة المستوى الذى كان يدير أجهزة مبارك، كما كشف الشاطر وأبو إسماعيل عن ضحالة نجوم فى المعارضة، تصوروا أن العالم يقف عند حدود جمهورهم فى الحلقة الضيقة (داخل الجماعة أو فى الدرس الأسبوعى داخل المسجد)، هنا لم يُصلِح النيو لوك لخيرت الشاطر ما أفسدته جهامته وتصوراته عن الشطارة المطلقة، ولا كانت كاريزما أبو إسماعيل البدائية حائطا يحميه من نفسه قبل كل شىء.
المرشحون الثلاثة منحوا المجلس العسكرى صبغة جديدة يضعها على رأسه، بعد استبعاد رجل المخابرات الأول، وزعيم «الإخوان» الحقيقى ومهندسها والنجم الذى يمارس سياسة دون تنظيم. المجلس هنا ترك للقانون مجراه، لم يمنع عمر سليمان (الذى فجَّر ترشحه الغضب من جديد) ولا خيرت الشاطر (الذى صدر العفو عنه ليثبت حسن النية) ولا أبو إسماعيل (الذى ما زال يتلاعب بالأوراق).
كلهم كانوا يمكن أن يمروا بخطاياهم القانونية، لكن من يدير الماكينة جاءته فرصة ذهبية ليقول إن القانون على الجميع، ويضع صبغة جديدة ليخفى ما هو أقبح.
__________________
|