رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
رجل ألمانى.. وأشباه رجال عرب!
ابراهيم عيسى
هل صحيح أن الإخوان المسلمين خطر على إسرائيل؟
لا أظن إطلاقا، فحركة حماس (الفرع الأصغر من الإخوان) منذ سيطرت على قطاع غزة بالانتخابات التى لم تُثَنِّها بعد ذلك فهى على طريقة الإخوان انتخابات لمرة واحدة لم تطلق رصاصة واحدة على إسرائيل ولم تعد حركة مقاومة، بل منظمة سلطة، ونحن نرى الآن حَجَّ الإخوان إلى واشنطن تماما كما كان يفعل أعضاء الحزب الوطنى وحكومتهم، يقدمون هناك فروض الولاء للعلاقة الاستراتيجية بين مصر وأمريكا، هكذا يتحدث ممثلو الإخوان فى لقائهم مع المسؤولين الأمريكان، بلا ذرة من حياء ولا نقطة من دم سياسى، وإذا بجمهور الإخوان الذى يصدعنا هجوما على مبارك ونظامه ونائبه باعتبارهم خدما لأمريكا، إذا به ينكتم ساكتا على حَجِّ الإخوان إلى واشنطن والتصريحات المستسلمة المستأنسة المداهنة المتمسحة بالأمريكان، بل والتطمينات لإسرائيل كأنه ناقص إن الإخوان يحلف لهم على المصحف (ويخفى السيفين طبعا) على الالتزام بمعاهدة السلام، وسلم لى على كل النخع الفاضى الذى تسمعه من قيادات الإخوان فى المظاهرات، فالثابت أن الإخوان سافروا فى هذا التوقيت إلى واشنطن حتى يؤكدوا للمسؤولين فى أمريكا أن الجماعة أضمن لمصالح أمريكا من عمر سليمان أو غيره، وليه تدفع أكتر يا بيت يا أبيض طالما ممكن تدفع أقل، ليه تتكلف تحالفا مع مستبدين من أجل مصالحك ومصالح حبيبة القلب إسرائيل، بينما ممكن تدفع أقل وتتحالف مع القوى الناجحة فى الانتخابات الحرة، وتضمن معها مصالح الدولة العبرية (سنكتشف قريبا أن الإخوان لديهم أعضاء بيتكلموا عبرى وسيزورون أو سيتفاوضون فى أقرب وقت مع الإسرائيليين! وأنا أهو، وأنتم أهو، وحنتفرج).
كل هذا فى الوقت الذى يبدو فيه كاتب ألمانى أرجل وأجدع وأشرف من السياسيين العرب الإخوانيين ووفود الحج إلى واشنطن.
إنه الكاتب الألمانى الحائز على جائزة نوبل للآداب جونتر جراس (84 سنة)، الذى أعلنت السلطات الإسرائيلية أنه شخص غير مرحَّب به، وذلك فى خطوة تعبر فيها عن غضب تل أبيب من قصيدة هجا فيها الشاعر الدولة العبرية.
وقد أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن جراس، الذى يعتبر عميدا للأدب الألمانى فى أيامنا، «غير مرحب به فى إسرائيل».
وكانت صحيفة «سود دويتشه» الألمانية قد نشرت فى عددها يوم الأربعاء الماضى، قصيدة للشاعر الكبير بعنوان «ما يجب أن يقال»، هاجم فيها إسرائيل بشدة، ووصفها بأنها تشكل «تهديدا للسلام العالمى».
طبعا اتقلبت الدنيا على الشاعر الألمانى، وهجوم من حكومة تل أبيب ومن صهاينة العالم وقلة أدب وتطاول وتشويه ضده وحرب لاغتيال شخصيته، بينما العرب كالعادة فى منتهى البلاهة واللا مبالاة، لا واحد فيهم انتصر للشاعر، ولا دولة ولا حكومة نطقت، ولا اتحادات كُتَّاب تكلمت، ولا مثقفين عرفوا أصلا.
لكن ماذا قال جراس فى قصيدة «ما يجب أن يقال»؟
تعالَ نقرأها كاملة معا (ترجمة حكم عبد الهادى)..
«ما يجب أن يُقال
لماذا أصمتُ، لماذا لا أقول طيلة هذا الوقت،
ما هو معروف وأجريت عليه الاختبارات،
لنبقى بعد نهايتها فى أحسن الأحوال مجرد هوامش.
الكلام هنا عن الحق فى الإقدام على الضربة الأولى،
التى قد تفنى الشعب الإيرانى الذى يضطهده بطل المزايدات
ويرغمه على الاحتفالات المنظمة،
هذا الشعب الذى قد يُسحق بسبب مجرد الشك
فى صناعة قنبلة ذرية واحدة فوق أراضيه.
لماذا لا أسمح لنفسى بذكر اسم الدولة الأخرى،
هذا البلد الذى يملك منذ سنوات ولو تحت غطاء السرية
ترسانة نووية متعاظمة ولكن دون أى رقابة لأن فحصها
والوصول إليها غير وارد؟
الصمت الشامل على هذه الحقيقة الذى
يندرج فى أسفل إطاره صمتى،
أشعر أنه كذبة تعذبنى
وكشىء مفروض علىَّ يسفر تجاهله عن
عقوبة محتملة.. عقوبة الاتهام
باللا سامية وما أكثر المرات التى توجه فيها هذه التهمة
ولكن الآن ولأن بلادى، حيث نفذت جرائم غير قابلة
للمقارنة فى بربريتها ولا نخفيها عن أحد،
بلدى هذا يقوم بصفقة مدعيا بلسان لجوج
تقديم تعويض فى قالب غواصة أخرى لإسرائيل
غواصة متخصصة بتوجيه رؤوس نووية
قادرة على تحطيم الأخضر واليابس إلى حيث لم يثبت
بعد أمر وجود قنبلة ذرية واحدة
ولأننى أخشى قوة هذا الإثبات سأقول
ما يجب أن يُقال.
لماذا أصمت حتى الآن؟
لأننى اعتقدت أن أصولى
المشوهة بمعالم لا يمكن إزالتها
تمنعنى عن قول الحقيقة لإسرائيل
هذا البلد الذى أغبطه وسأظل مرتبطا به
لماذا سأقول الحقيقة كلها الآن
فى هذا العمر المتأخر
وبآخر حبرى:
إسرائيل تملك ترسانة نووية تهدد بها
السلام العالمى المتأرجح أصلا؟!
حان الأوان أن يُقال
ما قد يكون قد فات أوانه غدا
ولأننا كألمان نحمل ما فيه الكفاية من أثقال
لأننا قد نصبح من مصدرى الجريمة المتوقعة
وعندئذ لن نستطيع بالحُجج الواهنة والدارجة أن
نتخلص من كاهل تحمل حصتنا من المسؤولية.
أعترف أيضا: لن أستمر فى صمتى
لأننى لم أعد أتحمل رياء الغرب
وآملا أن يتحرر الكثير من الآخرين من الصمت
على مطالبة مسبب الخطر الداهم بالكف عن
استعمال العنف والإصرار على رقابة دولية مستمرة
وغير متعثرة للترسانة النووية الإسرائيلية
وللإنشاءات النووية الإيرانية وأن تسمح حكومتا
البلدين بذلك.
فقط هكذا يمكن تقديم يد العون للإسرائيليين والفلسطينيين
ولكل الناس الذين يعيشون فى منطقة يحتلها الجنون
والعداء المكثف
فى نهاية المطاف سنقدم لأنفسنا يد العون».
هذه قصيدة رجل فى زمن الربيع العربى الذى أنبت لنا كثيرا من أشباه الرجال!
__________________
|