عرض مشاركة واحدة
  #1452  
قديم 13-04-2012, 07:57 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

للخديعة مَن يدافع عنها



وائل عبد الفتاح



هل يشعر المستشار طارق البشرى بالذنب؟

هل يعرف أنه أدخل مصر إلى متاهة وشارك فى الخديعة؟ كنت أظن أنها من دون علمه لكنه كل يوم يؤكد أنها بكامل الوعى المصاحب لتمكين الإخوان المسلمين من الدولة.

المستشار البشرى من حقه أن يرى أن هذا أوان الإخوان، وأنه مع بناء الدولة على طريقة مكتب الإرشاد، لكنه كان فى موقع آخر.. موقع رئيس لجنة التعديلات الدستورية، ومع احترامنا الكامل لتاريخه القضائى، فإن القبول العام لهذا الموقع لم يكن من بين أسبابه انحيازه إلى صف فصيل سياسى أو تيار يبنى خياله على أن الثورة فرصته.. وغنيمته.

لماذا يظهر المستشار البشرى ويعلِّق فى الصحف فقط عندما يكون الإخوان المسلمين فى مأزق، ظهر فى المرة الأولى عندما ضغطت تيارات سياسية لتأجيل الانتخابات البرلمانية، وها هو يظهر مرة أخرى بعد حكم القضاء الإدارى بعدم أحقية الأغلبية الإخوانية فى تشكيل لجنة الدستور.

لماذا يظل صامتًا ما دامت الأمور تسير لصالح الإخوان ويتكلم فقط عندما تتعطل مسيرة الإخوان التى نراها لخطف الدولة وربما يراها المستشار البشرى على عكس ذلك؟

هو حر تماما فى موقفه الذى أراه فكريًّا أكثر منه سياسيا، المستشار منحاز فكريا إلى مشروع الإخوان، ولست مع الذين يرون أنه ينفذ تعليمات مكتب الإرشاد، وبين هؤلاء أصدقاء ومعجبون بالمستشار مثلى.

وربما يتذكر المستشار البشرى أنه بعد اختلافنا معه حين كان نائبا لمجلس الدولة بشأن حشر الأزهر فى الرقابة على الأعمال الإبداعية، لم يذهب احترامنا له، ولا تقديرنا لجهوده الفكرية. وهذا ما يمنحنا حق الاختلاف اليوم وبشكل أعنف مع ما جناه البشرى على الثورة المصرية. الثورة لم تكن من أجل تمهيد الأرض لجماعة سياسية، ولا تيار سياسى، لم تكن أسفلت الوصول للسلطة، لكنها فاتورة الدخول للمستقبل، وبناء دولة حديثة تمنح حق التعدد الدينى والسياسى والثقافى، وتقوم على أساس حق المواطنة لا حق الأغلبية، وعلى العدالة لا توزيع الأنصبة.

لم تكن الثورة من أجل إنتاج دولة تسلطية جديدة، بمكياج إخوانى أو سلفى ولا كانت ورقة حظ فاز بها المرشد وجماعته.. عندما اعترف المستشار طارق البشرى قبل شهور بأنه شارك فى الخديعة.

الاعتراف لم يكن كاملا. المستشار البشرى رأى أن الخطأ لم يكن فى التعديلات الدستورية ولا فى بنيانها ولكن فى أن المجلس العسكرى استجاب لضغوط «بعض التيارات السياسية» فى تأجيل الانتخابات.

وعلَّقتُ يومها بأنه ما دام المستشار البشرى يتكلم فى السياسة لا فى الدستور فقط، فإننا نعتبر أن تصريحاته أو اعترافاته تستكمل معركة الإخوان المسلمين الضاغطة (وقتها) على المجلس بتسريع الانتخابات.. والآن المستشار البشرى يفسِّر المادة «٦٠» من الإعلان الدستورى. ليسير بها إلى النقطة التى تستفيد بها جماعة الإخوان المسلمين.

إذا كانت المادة «٦٠» تفسَّر على النحو الذى قاله المستشار البشرى فهذا دليل جديد على أنها كانت خديعة ومقصودة وتم تفصيلها لتعطيل كتابة دستور يرى فيه المصريون جميعا أنه يحافظ على مصلحتهم واستقرار دولتهم. بهذه الخديعة تحوَّل الدستور من نقطة اتفاق إلى قنبلة خلاف يريد المستشار البشرى اليوم إعادتها إلى النقطة صفر.. لماذا؟

هل لأنه الذى وضع سر المادة «٦٠» ويدافع عنها وعن سمعته القانونية؟

كيف مرت الخدعة؟

ولماذا تريدون استمرارها إذا كانت تقود مصر إلى الكارثة؟

الخوف من الثورة هو الذى حرك الخدعة.

الجماعة خافت أن تتجاوز القوى الثورية الجديدة (فى الجماعة وبالتأكيد خارجها) مساحتها فى المجال السياسى.. والمجلس ارتبك فى مواجهة قوى لا تريد تغيير حسنى مبارك، ولكنها تريد بناء جمهورية جديدة دون مؤسسات وصاية.

هنا الخديعة كانت هى الحل على ما يبدو الآن من تفاصيل تتكشف فى لحظة خلاف بين الجماعة والمجلس.. المجلس أراد الاعتماد على قوة سياسية منظمة، وبالطبع الإخوان هم شريك مناسب، خصوصا أنهم مشتاقون إلى الشرعية، وجناحهم العجوز لم يكن لديه مانع فى صفقات حتى مع عمر سليمان.

المشكلة لم تكن فى موعد الانتخابات ولا فى التفسير اللغوى والقانونى للمادة «٦٠»، ولكن فى الإصرار على اللعب بنفس طريقة النظام المستبد وبقوانينه قبل تفعيل قوانين وقيم الثورة.

الخدعة هى فى إرادة توقيف الثورة لا تفعيلها، فى تحجيم الثورة لتصبح مجرد مظاهرة أو انتفاضة أطاحت برئيس وعصابته. مَن شارك فى الخديعة وإلى أين تقودنا؟ والأهم: هل تستمر الخديعة ويتعطل بناء الجمهورية الجديدة؟

هل يصر المستشار البشرى على دفع البلاد كلها إلى المتاهة.. ليدافع عن نفسه؟

لماذا لا يراجع المستشار نفسه.. ليكتشف ما جناه على الثورة؟
__________________

رد مع اقتباس