عرض مشاركة واحدة
  #1371  
قديم 06-04-2012, 06:15 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

هل كذب الشيخ؟



وائل عبد الفتاح



فكَّرتُ فى حكاية حازم أبو إسماعيل.

هو بالنسبة إلىَّ نجم تصنعه لحظة وتطيح به لحظة أخرى.

ابن لحظة فوَّارة تنتهى سريعا.

هذا لا علاقة له بالاحترام الشخصى أو مناقشة مستواه العلمى، فى ما يقدم نفسه على أنه فقيه وعلَّامة فيه.

أتكلم عن حضوره خارج مجال تخصصه: المواعظ الدينية فى المساجد وشاشات القنوات الدينية.

نجومية الشيخ حازم بدأت من هذه المواقع: المنبر فى الجامع والميكروفون أمام الشاشة.. لكنها أرادت العبور إلى مجال أوسع فى عدة محاولات، حاول فيها السير على نهج أبيه الشيخ صلاح أبو إسماعيل فى الدخول إلى البرلمان لكنه كان يفشل.

الشيخ يعود ككل مرة إلى ملاعبه الأساسية من دون إضافات ولا أدوار غير تخزين جمهوره فى المخازن لمعركة تالية.

لكن الثورة فتحت أبواب المخازن وخرج جمهوره إلى الميدان.. إلى حيث أصبح للجماهير موقع غير الحشد فى طوابير الصناديق.. هنا انتقل حازم إلى مستوى نجومية مختلف استفاد تماما من مزاج الثورة.. العاطفى وصنع حضوره الكامل من خلال علاقته بمريديه.

لم يكن للشيخ حازم خطاب متماسك، إنه نُثارات من هنا أو هناك، أو على رأى صديقى هانى درويش «قصاقيص» أفكار استطاع حازم أن يجعلها ثوبه الفكرى الذى لا يتذكر أحد منه شيئا سوى أخطاء المعلومات أو الجهل ببعض الوقائع أو طرافة حلوله لمشكلات كبيرة وشائكة.

لا شىء يبقى من الشيخ حازم سوى عواطف أتباعه الذين سموا أنفسهم باسمه «حازمون»، لا شىء سوى هذه الشحنة التى يتركها وَلَهُ المريدين ووقوع الجمهور الطويل العريض تحت سحر الشيخ الشخصى.

سحر لا تحركه أفكار ولا أيديولوجيا ولا برنامج سياسى متماسك، لكنها صور وإسقاطات تهبط من اللا وعى لتراها مجسدة فى الشيخ فهو «الأسد» من دون علامات تثبت القوة أو الافتراس، لكنها الصورة التى تجعل ظهور حازم أبو إسماعيل يعطل القوى الشرسة لأتباعه ومريديه، رأيته مرة يحوِّل الوحوش التى تمسك السكاكين لتطبق حد الحرابة على شخص وتقترب من التهامه وتقطيع جسده، هذه الجموع الهائجة تحولت إلى أغنام وديعة تأتمر بأوامر الشيخ التى يقولها بصوت مشحون بطاقة ترويض القطيع.

الجمهور هم مسرح استعراضه، وترويض الجموع الهائجة هى لعبته التى تصنع له حضورا فى مجال سياسى لم تتشكل قواعده بعد، وما زالت القوى تتصارع من أجل إعادته إلى صفاته القديمة ليكون حكرا على من تختارهم أجهزة الدولة وتمنحهم تراخيص بدخول المجال أو تتكسر الحواجز ويدخل الشعب قصر الرئاسة.

المصريون يسخرون من المنصب الذى كان بعيدا عنهم ويبدو مثل الفراعنة قريبا من الآلهة، يصل صاحب المنصب بصك الشرعية (المزوَّر أو حتى الحقيقى) ليُولَد من جديد يتحول إلى كائن مقدس، ممنوع المساس به، بكلمة يُذِلُّ أعناقا، وبإشارة يمنح الخير لمن يرضى عنه.

تقدم 1300 مصرى للرئاسة كأنهم فرقة رمزية من شعب يريد اقتحام قصر الطاغية، ويكسر هيبته، يهبط بالمنصب المعلق على أبراج مسلحة، إلى الأرض. لم يكن حسنى مبارك يصلح إلا لإدارة نادى القوات المسلحة فى المنوفية، لكن السلطة وكهنتها منحوه الصولجان وأدخلوه فى الدور، وهذا يحتاج الآن إلى هزة عنيفة تسحب من الحاكم قداسته وتعيده إلى موقع الموظف الذى يدير مؤسسات الدولة ولا يملكها.

المصريون يسخرون بطريقتهم من كل سلطة قهرتهم، ويحولونها إلى مسخرة وهذه هى الحكمة التى حملها استعراض سعد الصغير الذى بدا، وإن لم يقصد، ردًّا على موكب الشيخ حازم وولعه بإظهار الشعبية من خلال التوكيلات والمريدين.

سعد الصغير ذهب فى موكب المعجبين كما ذهب الشيخ حازم، وجمع 55 ألف توكيل فى أسبوع، ولم يكن ينقصه سوى جسارة استكمال الطريق.

لكنه كان حكيما.. بينما غابت الحكمة عن الآخرين.

حكاية الشيخ حازم تحتاج إلى مزيد من التأمل.. لأنه فى حالة ثبوت الكذب سنكتشف أو نعيد اكتشاف نظرة الشيخ وقطاع كبير للدولة على أنها كيان مفروض، لا حل معه إلا الحيلة، وهذا يعنى أنه قادم من ثقافة ضد الدولة ليدير الدولة، وهذا هو المهم فى حكاية الشيخ، ويحتاج إلى تأمل آخر يحمل السؤال إلى مساحة أهم وهى: لماذا كذب الشيخ؟



__________________

رد مع اقتباس