عرض مشاركة واحدة
  #1367  
قديم 06-04-2012, 12:16 AM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

عندما يصدِّق الإخوان أنهم فى غزوة



وائل عبد الفتاح


وُلد حسن البنا فى قرية مَثُلها الأعلى هو الإمام محمد عبده. شيخ الأزهر المتمرد على موديلاته القديمة. والثائر الذى لا يفصل بين الاستقلال عن الاستعمار وإصلاح الدين. لكنه لم يصبح محمد عبده، ولا هتلر أو موسولينى كما قالوا عليه فى عز نجوميته. لكنه خليط من الإمام المجدِّد والزعيم النازى الذى يسيطر بالتنويم المغناطيسى على جماهير عمياء مكسورة الجناح تشعر بضعفها وترى تحققها فى الذوبان تحت جناح الزعيم المهيمن. حسن البنا ابن ثقافة ريفية، عاش صدمة الحياة فى الإسماعيلية مدينة إفرنجية.. على أرض مصرية… هناك كانت البيئة المناسبة لولادة تنظيم يبحث عن سند من 1400 سنة ليواجه الغرب المنتصر والمسيطر. كان تنظيم البحث عن مجد قديم… زعيمه تربَّى فى مجال يمنح الواعظ الدينى رتبة اجتماعية.. أبوه كان مأذونا وساعاتى وخطيب مسجد القرية.

والبداية كما هى عادة التنظيمات الفاشية من خلال إعادة تربية الإنسان ليبدو دخوله التنظيم ولادة جديدة. حسن البنا الشيخ الذى يرتدى بدلة مصنوعة بقماش مصرى وطربوش.. ظهر فى نفس التوقيت الذى كان الملك فؤاد يبحث فيه عن طريقة يحقق بها حلمه ليكون خليفة للمسلمين. البنا كان كاريزما دينية مؤثرة، جمهوره من عمال المعسكرات فى منطقة القنال، هؤلاء هم نواة أول تنظيم سياسى فى مصر يدعو إلى العودة إلى الإسلام. لم يحلم بمنصب خليفة المسلمين، لكنه منح القوة لفكرة البحث عن خليفة مصرى.

حسن البنا محترف فى فكرة تنظيمات التربية الرشيدة.

وهو هنا يشبه كل التنظيمات الفاشية التى تقوم على فكرة الولاء.. والسمع والطاعة. أفكارها كلها عن الخير المطلق.. والشر المطلق. تقسّم العالم إلى فريقين: مؤمنين وكفار. تنظيمات لا تعترف بالحرية الشخصية ولا بثقافة أن الفرد هو صانع التاريخ. وهو موديل من التنظيمات عرفه العالم كله فى لحظة من لحظات تطوره.. لحظة الأزمة. الشيخ استفاد من فشل الجنرال الذى وضع المجتمع كله فى زنزانة كبيرة.. أدارها بمنطق الثكنات العسكرية. كان الجنرال يخطب فى شعبه من الشرفات. ينظر إليه من أعلى.. بينما كان الشيخ بجوارهم فى الجامع لحظة الصلاة والمساواة بين الجميع. هزيمة الجنرال انتصار للشيخ. وهما متشابهان فى طلب السمع والطاعة. الجنرال يطلبها فى الشارع.. والشيخ فى المسجد. والهزيمة أخرجت الشيخ ليكون امتدادا للجامع. استمرار حسن البنا هو ابن هزيمة الدولة الحديثة التى نافق فيها كل الجنرالات الحس الدينى للشعب.

يقولون إن شعب مصر متدين وكأنه الوحيد بين شعوب الأرض، أو كأن ذلك يعنى معاملة خاصة تختلط فيها محبة الله ببناء الدولة، وساعتها سيظهر شعار مثل أن «الإسلام هو الحل». وهو شعار يشبه الدعايات التليفزيونية السخيفة التى تلغى كل مميزات المنافس، بل تلغى المنافسة من أساسها. لعب حسن البنا السياسة بمنطق تحريك السلطة بالريموت كنترول.. الانقلاب من أسفل. نجحت إلى حد ما مع الملك فاروق الذى ورث عن أبيه الغرام بمنصب الخليفة. أهدافه كلها تحريك رأس السلطة لتنفيذ تعليمات التنظيم وتصوراته عن الحياة فى مصر المحروسة دون أن يشعر.. وعلى أنها تعليمات الله. هم وكلاء الله. يتصورون أن العداء مع الإنجليز ليس صراعا بين مصالح وحرب بين قوتين، بل هى محاولة لهدم عقيدة الإسلام، ورغبة من الكفار فى إبعاد المسلمين عن دينهم. كان حسن البنا مسنودا من طلائع برجوازية ريفية (شرائح نالت بعض التعليم أعلى من المتوسط.. وتوقفت) تبحث عن دور وتريد الذوبان فى الجماعة.

هؤلاء يشبهون أتباع هتلر الذين كانت مشاعرهم تهتاج لحظة خطابه.. تبكى النساء فى البيوت، ويشعر الرجل بأنه توحَّد مع الزعيم الملهَم الذى وجَّه اللعنات إلى عدو اختاره بعناية.. ويبحث عن طريقة لتفريغ اللعنات. أتباع حسن البنا لديهم شعور بالغزوة.. سيتسربون وسط المجتمع لنشر دعوتهم التى تفكك المجتمع بنشر شعور خفى بالذنب يفسر الفساد السياسى على أنه ابتعاد عن الدين ولا يقترب من حقيقة الاستبداد يلخِّصها فقط فى أنها حرب من الطاغية على المتدينين أو جنود الله.

نشرت هذه الأفكار مع حصار السياسة الحقيقية فى مقرات الأحزاب… وحين بدا الجامع هو مكان الاحتجاج الوحيد. اتهام الحكومة بالفساد الأخلاقى هو قمة الفعل السياسى.

وهذا السحر يفقده الإخوان بقوة الآن… فقط لأن العقل السياسى ينفتح على أفق مختلف.. ولأن الإخوان وهم فى السلطة لا شىء لديهم إلا شهوة السلطة.. ولا فرق بينهم وبين الحزب الوطنى إلا فى المكياج الخارجى… والإخوان ما زالوا يمارسون السياسة بمنطق الغزاة المتنكرين.

المقال نُشر من قبل ورأيت إعادته اليوم بإضافة السطر الأخير فقط
__________________

رد مع اقتباس