رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
وما دولتهم إلا كعكة فاسدة
وائل عبد الفتاح
الدراما اليومية لا تتوقف عن الإثارة.
يفكر الجميع من بقايا عصر مبارك (نظامه ومعارضوه) بمنطق الإعلانات التشويقية.. وبعد ترشيح الشاطر فى أعقاب حملة تشويق وإثارة استمرت ٨ أيام كاملة، ها هو ذا دور عمر سليمان بطل الفلول وحامى قلعة الخائفين من الإخوان.
«اظهر يا عمر.. حررنا واحمنا».
وعمر يقدم رجلا ويؤخر أخرى.. يتأنى.. فتذهب الحشود إلى بيته.. فيُخرج من دولابه ابتسامة يخزنها للحظات الاحتياج القصوى.. يبتسم ويطمئنهم أنه سيفكر.. فيخرجون من حديقة القصر بفكرة لا يمكن مقاومتها.. ويفاجئون الجميع بمن فيهم السيد عمر نفسه بمؤتمر يدشن حملته الشعبية بقيادة المونولوجست حمادة سلطان.. وقضى الحاضرون وقتا مع الفكاهة والمرح.. نقلته «الجزيرة مباشر» على الهواء.. وبدا أن صاحب الوجه المشهور بالعبوس والتكشيرة الدائمة سيغير جلده ويبتسم فى وجه المصريين الذين عرفوا أنهم دونه ودون أجهزته السرية لن يعيشوا فى أمان.. وسيخضعون لأكبر عملية أسر فى التاريخ حيث تخطف دولة وشعب بعد ثورة ضد الفرعون.
«الراجل اللى واقف ورا عمر سليمان» ظهر من جديد، وتابع الأيادى تمتد لتصافح رئيس المخابرات فى نظام يعرف الجميع الآن أنه سرق وقمع وقتل.. وحبس مصر فى حفرة ٣٠ سنة.
لكن عمر شىء ومبارك شىء آخر تماما.
وكل الفلول سيفشلون فى مواجهة الشاطر.
وحده يستطيع إيقافهم.. وحده فهو الساحر الذى أخرجهم بسحره وجلس معهم قبل إزاحة مبارك إلى شرم الشيخ.. واتفق معهم على خطة إحياء التمساح الميت.
التمساح ينام الآن متابعا أخبار موته اليومى، وعمر سليمان يتجول بين أخبار ترشيحه وانتصاره، بعد أن فشلت كل بضاعة الفلول من عمرو موسى إلى شفيق مرورا طبعا بالأراجوزات المسحورة بسحر مبارك ونظامه.
كلهم فى انتظار نجم الواقعية الكبير، هو الوحيد الملائم بالنسبة إلى نوع من التفكير الواقعى يبحث عن رجل من نظام مبارك يعبر بمصر مرحلة ما بعد مبارك، البعض يتطرف فيطرح المشير طنطاوى، لكنها فكرة خطر فالرجل أصبحت عداواته مباشرة، وسيكون خلعه البدلة العسكرية مرة أخرى تكرارا يعطل الدراما الواقعية.
عمر سليمان نجم واقعية مبارك.. التى شعارها «اختر واحدا منهم ليضمنوا خروجا آمنا بالبلد من مؤامراتهم».
البلد بالنسبة إلى هذه العقلية أسيرة حكم العسكر والأجهزة السرية.
لكن أفضل من الوقوع فى أسر الجماعة.. والمرشد.. وآيات الله المنتظرين ليخلعوا بدلهم التى اشتروها جماعة من التوحيد والنور.. ليخرجوا بعمامة الخليفة وولاته.
الشاطر أمهر نجوم واقعية ما بعد مبارك.. هو المؤامرة بينما أبو إسماعيل إفيه أو طرفة.. وأبو الفتوح دراما مثيرة للجدل.. والانتظار لما ستفعله الأفكار الجديدة فى ابن الجماعة القديمة.. لكن الشاطر مؤامرة.. أى أنه محترف فى منطقة احتكرتها أجهزة النظام السرية من مخابرات وخلافه.. وهذا ما يجعله خطرا فعليا.. وسيضطر النجم عمر سليمان إلى النزول.
نجم واقعية مبارك فى مواجهة واقعية ما بعد مبارك.. هذه هى القصة بينما الثورة فى مكان آخر تتجول فى الشوارع وبين قوى جديدة لتبنى شبكتها المعتمدة على خيال جديد.. وأحلام جديدة.
عمر والشاطر هما تلخيص معركة رئاسة تتم بقوانين مبارك وعقليته وواقعيته البغيضة، الباردة، المملة.. ربما حملات خالد على وبثينة كامل.. موجودة بفعل خيال الثورة لا غيره.
«بعيدا عن الاختلاف أو الجدل حول إمكانيات الفوز.. أو طبيعة كل شخص.. أو مناسبته الموقع الكبير».
خيال خارج واقعية المتاجر الكبرى للسياسة: النظام والإخوان فهما متنافسان قديمان، كما كان التوحيد والنور هو منافس سيتى ستار.. سينافس عمر سليمان خيرت الشاطر أو من يحل محله من مرشحين بضاعتهم رائجة فى غياب السياسة.. هما بديل عاش طويلا فى غياب البضاعة الأصلية.. وهنا التنافس بين أبناء الجمهورية القديمة هو ما سيجعل الرئاسة.. محطة فشل جديدة فى طريق ترميم النظام.. الضعيف لدرجة أن لا أحد فيه يشعر بالأمان ولا يقدر على التضحية لإعادة تدويره.. المنافسة تجعل عملية الترميم مجرد صراع على كعكة هى فى الأصل فاسدة.
__________________
|