عرض مشاركة واحدة
  #1328  
قديم 30-03-2012, 07:21 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

«برشامة» الاستقرار


وائل عبد الفتاح



هل عاد الترامادول؟ عاد..؟
هل عاد ليلعب نفس الدور السياسى الذى لعبه فى الأيام الأخيرة لمبارك؟
من الذى ينشر الترامادول؟ وهل له علاقة بمن يحاول المشاركة فى إنتاج مبارك جديد؟
المعلومات تقول إن مروِّج الترامادول ما زال فاعلا فى السياسة بقوة مضاعفة ليثبت مكانه فى «النظام الجديد»؟
الحاج ترامادول يربط بين ثلاثة كيانات لأول وهلة، لا يمكن الربط بينها: السلطة جديدها وقديمها والإعلام قديمه وجديده، والترامادول الذى تحوَّل إلى أداة فى حكم الشعوب مع شطار مبارك وعناصره النشيطة.
الترامادول هو رمز الاستقرار كما يعمل له الحاج ومن ينتظر رضاهم ليعمل ويدخل ثروته إلى موسوعات خرافية.
لم يمس بعد الثورة.
ولا اقترب أحد من موقعه السياسى.
وهذا ما أعاد الترامادول إلى صدارة المشهد السياسى.
عبث؟
«هرتلة»؟
وسؤل.. هل ذهب الترامادول ليعود؟
وهل اختفى الحاج ليصبح ظهوره مؤثرا على تربيطات الانتخابات فاعلا؟
لم يعد الأمر يحتاج إلى نصيحة، تحول مسكِّن الألم القوى المستخدم فى العمليات الجراحية، إلى أحد أدوية السعادة، تأثيره علميا يشبه الكوديين، ويتوجه إلى نفس مستقبلات المورفين، لكنه رخيص ويساعد على تحمل أعمال شاقة لأكثر من 12 ساعة.. ومؤخرا اكتشف طبيب مصرى قدرات فى الدواء لم تكن فى حسبان مخترعيه، اكتشافا يناسب قلق الرجال المصريين من «القذف المبكر» فى الجنس. وهو قلق شائع يعالجه الترامادول ليضاف إلى سحر المسكِّن الذى يعطل مستقبلات الألم، ويصيب بنوع من البلادة ملحوظة هذه الأيام عند من يتعامل يوميا فى شوارع القاهرة، وتدهشه النظرات الشاردة، واللا مبالاة عندما يصطدم الجسد بأجساد العابرين أو فى لحظات فوضى المرور.
لا يخشى نادى عشاق الترامادول من الإدمان، الدواء رخيص نسبيا، بالنسبة إلى تأثيره. الشريط رسميا بجنيهين ووضعته الدولة على جدول المخدرات الممنوعة، ولا يُصرف بغير أمر الطبيب.
العشاق تضاعفت أعدادهم، راجت التجارة السريعة ليصبح الشريط بخمسين جنيها، يغطى الإنتاج المصرى منه ما يقترب من 500 ألف شريط، تعرف الأجهزة الصحية مساره، لأنه مسجل فى دفاتر الشركات المنتجة، إلا أنه وبشكل مفاجئ صدر قرار بإلغاء الإنتاج المحلى ومنع تداوله نهائيا، وفى نفس اليوم وعلى عهدة أحد عشاق الترامادول الأوائل: «فى نفس يوم القرار تمت تغطية السوق بآلاف من الشرائط المستوردة مجهولة المصدر».
تضخمت التجارة السرية وأصبح سعر الشريط 100 جنيه على الأقل، وتضاعفت أعداد المنتظرين سحر الترامادول وإن كانت نتيجته تدمير مستقبلات الألم إلى درجة لا يتحمل فيها المدمن مرور الهواء العادى على جسده، لأنه يسبب له الألم.
هؤلاء يهربون من ألم الحياة إلى إدمان حبوب السعادة المنتظرة، وهو انتقال ينشر حالة السلام والاستقرار، ويحوِّل المصريين إلى «مخلوقات بيضاء» تتحمل الألم فقط.
التحمل هنا هو منتهى السعادة، لكى تمر الحياة سريعا دون ألم، وهذا هو أقصى طموح قطاعات واسعة لا تقدر على مواجهة الحياة إلا بعد بلع شريط ترامادول صباحى «يعمل دماغ التحمل القصوى…» أو «يخليك.. هيفى ديوتى» كما قال سائق لم يخجل من غرامه بمخدر السعادة، سائق آخر لم يكشف عن علاقته بالترامادول إلا بعد ساعة قضاها الطبيب يحاول معرفة ماذا يريد؟ وما المرض الذى يعانى منه؟ السائق فى النهاية همس: «… عايز شريط واحد بس»!
فهم الطبيب، فللترامادول حضور أقوى ولا يحتاج ذكر اسمه ليعرف الطرفان ما المطلوب؟
الشريط ساحر فى تخليص المهام الصعبة فى الحكومة، يضعه طالب الحاجة بدلا من النقود تحت الطلب أو فى الدرج المفتوح، يبتسم الموظف وتنتهى المصلحة.
الترامادول عملة متداولة بين الباحثين عن السعادة، تلغى الألم، وتصنع فى عشاقها دائرة بيضاء تتوقف فيها مشاعر الألم أو تلغى إلى أن يأتى موعد القرص القادم.
مواعيد مع تمويت الألم، ليبقى كل شىء مكانه، على ما يرام، وهذا هو المعنى الذى يمنحه الترامادول للاستقرار.
هذا ما كتبته عن الترامادول فى سبتمبر الماضى، وها هو يصبح فعلا «حباية السعادة» التى يبيعها من سرق السعادة! وتلفَّتْ حولك، فالترامادول فى كل مكان
__________________

رد مع اقتباس