
30-03-2012, 03:02 AM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
من أجل السعادة
وائل عبد الفتاح
الحياة أوسع من ممرات المرشد والمشير.
هما من بقايا نظام انقرض وما زال يمسك بأظافره الميتة فى كل تفصيلة.
الحياة أوسع.. هذا ما فعلته ثورة حطمت أسوار من يستطيع الخروج بلا خوف إلى مغامرة خارج روتينه اليومى… خارج التوافق مع أجهزة استبداد تبدأ من سرير النوم ولا تنتهى عند باب المقبرة.
تستقبلك العائلة بكل خوفها وتعاليمها فى السير بجوار الحائط… ويسلمونك إلى مشايخ يفرضون سلطتهم عليك باعتبارهم وكلاء الله… وبينهما مندوبو السلطة من الرئيس المعلق على كل جدران المصالح الحكومية إلى الموظف المقهور الذى يعيد تصدير قهره فيك شخصيا.
هكذا أجهزة الاستبداد تحصرك… والثورة حررت الجزء الحى الذى كان يمارس حريته بعيدا مع أصدقاء أو أمام شاشة الكمبيوتر أو عبر قراءة أو كتابة أو فيلم أو موسيقى… أو قصة حب تتحرر فيها من التعليمات بقوة المشاعر، إن كانت قوية بالطبع.
الثورة حررت الفرد من مصير القطيع، ولهذ تبدو الحياة متسعة بعيدا عن سطوة الجنرال المتعود على الأوامر والمرشد القائد إلى دروب الجنة على الأرض وفى السماء.
المشير استدعى مجموعات الأحزاب، والمرشد استدعى مكتب إرشاده، استدعاءات فى أمور سياسية تتم بوصاية توقف السياسة وتمنعها.
لماذا يستدعى المشير الأحزاب؟ ومن أى موقع وهو طرف فى صراع السلطة، وغير محايد فى السعى إلى بناء الدولة الحديثة؟
لبَّت الأحزاب نداء المشير دون أن تكتب رؤيتها وتتفق على الخطوط العامة لبرنامج الخروج من النفق الذى قادت العقلية العسكرية البلاد إليه… وهذه هرولة كاملة الأوصاف.
وأيضا لماذا يناقش المرشد قرارا سياسيا حول الترشح للرئاسة؟ ولماذا فى مكتب الإرشاد لا فى حزب الحرية والعدالة؟ هل الحزب مجرد قناع للجماعة؟
إنها الديناصورات تتخفى لتتحايل على انقراضها.
بينما تتسع الشوارع الآن لأفكار تحمل الروح الجديدة الجسورة لبناء دولة حديثة، يعتصم الألتراس بحثا عن حق شهداء مذبحة بورسعيد ومحاكمة عادلة، ومحاسبة للمسؤولين فى دولة لم تحاسب مسؤولا واحدا على الكوارث، ينطبق هذا على كارثة حربية مثل هزيمة ١٩٦٧، التى لم تتم فيها محاكمات حقيقية ولا محاسبة تكون أساسا لإصلاح المؤسسة العسكرية، كما ينطبق على جرائم ما بعد إزاحة مبارك من ماسبيرو إلى بورسعيد… مروا طبعا بجرائم مبارك وعصابته أصلا.
المحاسبة فى نظم الاستبداد تتم وفق مزاج السلطة وحسب هواها أو رغبتها فى امتصاص الغضب الشعبى… أو من أجل غسيل سمعتها فى مغسلة تضع فيها وحشا من وحوشها تستطيع التضحية به ليكون كبش الفداء.
لم يجد المرشد وأصابعه فى البرلمان استفادة كبرى من ترسيخ مبدأ المحاسبة فى بورسعيد… لكنهم عرفوا كيف ينقضّون على اللجنة التأسيسية للدستور، لأن فيها إعلان سلطتهم المتوارية فى ظل العسكرى.
أراد المرشد أن يخرج قليلا من دائرة الظل، من دور القرين، ويتعامل على أنه شريك فى العلن بعد طول شراكة فى السر.
هى معركة فى الممرات… بينما الشارع يتسع، وتفتح جهاته الأربع، رغم قلة الخبرة، والصراعات مع عشاق العودة إلى الروتين اليومى… و«خراب يا دنيا عمار يا دماغى»، شعار الهروب الشهير من التفكير فى ما هو أبعد من السير فى قطيع العبيد الذين يحركون ماكينة تدور من أجل صنع السلطة والثروة… للعصابة الصغيرة.
التنافس إذن على من تصب عنده ماكينة العبيد، ولهذا تروج مقولات عمَّا يحمله خيرت الشاطر من استثمارات الخليج أو آسيا، ليحل محل شُطَّار نظام مبارك.
الثورة بالنسبة إلى المرشد وأتباعه مجرد إحلال واستبدال للنظام القديم، بينما الثورة فى الشوارع تتمرد على زمن القطيع السياسى، وتغيير العلاقة بين الحاكم والشعب.
يرفض الألتراس فرض الوصاية على متعتهم فى كرة القدم، والمرشد قبل المشير يتصور أن من حقه فرض الوصاية على الشعب لتحقيق مصلحته، وهذه كانت لعبة الجماعة فى الانتخابات، وَعَدت الشعب بتغيير الوصى لا بإنهاء الوصاية.
وهنا وقع التصادم وقرر المشير الوصى الأصلى أن ينهى مسرحية المرشد الوصى البديل، ويوقفه قليلا فى حرب باردة لن تسخن إلا عندما يجد المرشد أنها خطر على التنظيم، ويرى المشير أنها المبرر النبيل للانفراد بالوصاية.
والحياة ليست عند المرشد أو المشير… الحياة فى مكان آخر حيث يتحرر العبيد ولا يطالبون بتحسين شروط عبوديتهم… حيث النضال من أجل حياة سعيدة ليس إلا.
__________________
|