
26-03-2012, 05:48 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
طباخ الكراهية
وائل عبد الفتاح
لم يتعلموا سوى الطهى السياسى.
الإخوان يقودون السلفيين فى طبيخ للدستور.
طهاتهم هواة لا يخجلون من نشرهم للطبيخ الفاسد الكريه. من يراهم يتخيل أنهم فرق جاءت لتعاقب المصريين وتنتقم منهم… يتصورون مقاعدهم خيلا ينشرون بها الإسلام فى بلد مسلم… يتصورون أنفسهم شطارا فيضعون على طبختهم بودرة تحلية لإخفاء معالم الطبخة.
إنه مزاج متطرف يعادى الدولة الحديثة ويتمسح بها. ينشر خطاب التطرف والهوس ويسميه «صحيح الدين»، كأن المجتمع هو الفاسد وليس السلطة.. أو كأن الديمقراطية عقاب سيجعلنا نلعن الثورة.
إنهم وقعوا فى الفخ الذى نصبته الأيادى المدربة وأعلنوا عن مخطط استيلاء على الدولة وخطفها… مخطط ساذج يشبه المحاولات المصرية فى صناعة أفلام خيال علمى.
مخطط يعطل الثورة ويمنح للمعسكر فرصة تاريخية للظهور كحامى للدولة الحديثة… وهو الوهم الذى عشناه ٦٠ سنة، وأفقنا منه على المافيا الحاكمة.
طهاة الإخوان والسلفيين، إمكاناتهم فى التخفى محدودة، ولهذا فإنهم ورغم اهتمامهم بإجراء شكلى ساذج يضمون به إلى التأسيسية أسماء قبطية «أحدهم عضو فى حزب الإخوان» فإنهم اختاروا مثلا الدكتور محمد عمارة أحد هواة العبث فى الكتب الصفراء القديمة لاستخراج فتاوى الكراهية والتمييز الدينى.. هواية لها سحر قاتل، هؤلاء يسهمون فى صنع غوغاء يعبدونهم بعد قليل، باعتبارهم مخلصين ومنقذين وزعماء دينيين.. غوغاء ينتظرون الدفاع عن مقدس، أو الانتقام من عدو، وها هو عدو جاهز، أتباع دين آخر، وشركاء يزاحمون على فتات تبقى من موائد مصاصى الدماء، سحر التطرف يجبر الأزهر على محاولة ملء الفراغ، لتبدو سلطة دينية افتراضية فى دين لا يعترف بالسلطة الدينية. وللدكتور عمارة واقعة قريبة لم تمر عليها سنوات قليلة، حين أعدمت وزارة الأوقاف نسخ كتابه «فتنة التكفير بين الشيعة والوهابية والصوفية».
الدكتور المشترك فى كتابة الدستور يقول بصراحة إن المسيحيين «يستخدم الكتاب التعبير القديم: النصارى» كفرة ملحدون.. أموالهم ودماؤهم مستباحة.
فكرة تكفير الأقباط مرت فى كتاب عمارة عابرة كأنها شىء طبيعى. ولم يتوقع هو أن يكتشفها. اعتذر اعتذارا مرواغا، قال فيه إنه «استغرب الضجة التى صاحبت صدور كتابه.. وفوجئ بمن يردد أن كتابه به استباحة لدماء غير المسلمين..»، وأكد عمارة اكتشافه بأنه أخطأ حين نقل عن الإمام أبو حامد الغزالى دون أن ينتبه إلى أنها تتعلق بإباحة الدم.
هكذا ببساطة: اعتذار لا يكلف نفسه بالتراجع عن فكر التكفير. ولهذا لم يقبله أصحاب البلاغ، ولم يحل المشكلة. استمر حكم التفكير معلقًا. والكتاب رغم إعدامه أصبح ملكا لقراء يتلقفون هذه النوعية من الكتب التى تثبت أنهم الأعلى وأن لعقيدتهم السيادة. إنه ليس كتابا بل «تذكرة داوود»، تعالج النرجسية الجريحة. والدكتور محمد عمارة أستاذ متخصص فى تهييج النرجسية وشحن العقول العاجزة عن التفكير بقنابل عنقودية.. وإذا حذفت كلمة «الإسلام» من بين كلماته ستتصور على الفور أنه يقرأ بيانا للحزب النازى أو يلقى واحدة من فرمانات مدير إصلاحية الأحداث. يتحدث بمنطق مخيف يصدر الأحكام ويوزع الاتهامات ويعطى صكوك الغفران. إنه «زعيم» بلغة أهل السياسة. و«فتوة» بلغة الشارع.
كما كان تقريبا وهو فى تنظيمات الماركسيين السرية. الأديب إبراهيم أصلان حكى بطريقته الساخرة عن الليلة التى أراد بها أصدقاء من عتاة الماركسيين أن يقدموا له هدية. وعدوه بلقاء «شخص خطير» فى التنظيم. إبراهيم أعجبته الإثارة وتحرك فضوله للمقابلة، فقالوا له: «سنطلب موعدا».
فى الموعد اكتشف أن الأمر ليس بسيطا، شعر بالرعب والأصدقاء يحكون له عن تأمين منطقة التوفيقية التى سيتم فيها اللقاء. وشعر وهو يتحرك فى الشوارع الضيقة أنه تحت المراقبة واختلط الرعب بالإثارة وانتظر بشغف ليعرف من هو «الخطير».
ولم يكن سوى محمد عمارة، «زعيم مهم» كل ملامحه تشى بالخطورة والجدية الفاخرة. يتكلم قليلا، وينظر بعيدا. وفى كلامه تعليمات حتى وهو يعرض أفكاره.
لم يضحك إبراهيم أصلان وقتها «فى الستينيات»، بل بعدها بسنوات وهو يحكى لى الواقعة، بينما أصبح «الزعيم الخطير» يحمل لقب «دكتور» فى الفلسفة الإسلامية ويرتدى عباءة ريفية على بدلة من موديل السبعينيات، ويظهر فى الفضائيات باعتباره مرجعا إسلاميا، وشيخا لا ترد له فتوى. الشىء الأساسى الذى لم يتغير هو لغته الخطابية وطريقته فى تقسيم العالم إلى قسمين: «معنا» و«علينا»، أو بالمصطلحات الجديدة: «معسكر الخير» و«معسكر الشر»، وهى مصطلحات يحبها ويتحرك بها كل من بوش وبن لادن.
بهذه الطريقة تكتسب كتابات الدكتور محمد عمارة حضورا فى مراحله المختلفة، لأنها تعتمد على مداعبة الرأى العام، وضبط الأفكار على موجات «ما يطلبه المستمعون». يسرق الكاميرا والميكروفون بخطاب زاعق، حماسى، لا يدعو إلى التفكير بل إلى الحشد على طريقة مشجعى مباريات كرة القدم.
__________________
|