-10-
الكونيسة ريمة وجدت ضالتها أخيرا
اثناء بحثها فى الشارع كقطة ضالة تبحث عن بغيتها
أعادت تراث أمها فى الندب واللطم!!
عندما شمت مأتم فى الحى الراقى الذى لا يبعد كثيرا عن حيهم
وجدت الصمت يخيم على المكان وهذا شىء مستفز جدا لها
واثناء خروج النعش للمقابر القريبة 00اندست بين النسوة
وأطلقت لصوتها الجهورى العنان فانطلق بالنشاز الذى يخلع
القلوب وكان صوتها بمثابة الشرارة التى انطلقت من بعدها
النسوة وانتشر الصراخ كالنار فى الهشيم!!
وبعيون النمرة المفترسة 00
تفحصت الوجوه00
وانطلقت كلماتها الموجعة تقطع فى القلوب الحزينة:
-يا حبيبتى00
مين يعطف عليا من بعدك
يا غالية يا أحن الناس
كانت بلسم للجروح
وعون للمحتاج
يا أم الكرم الجود
يا حبيبتى يا غالية
مين يحن عليا من بعدك
أروح لمين
اهىء اهىء اهىء
سخنت الجنازة00
ذهبت واحتضنت أكثرهن لوعة وأسى
أنسابت دموع التماسيح الباردة
بعد انتهاء الجنازة ذهبت للمأتم الحريمى تكمل المسيرة
توزع القهوة وتسكب الدمع من الحنفية التى فتحتها على
البحرى!!
وفى آخر الليلة أنزوت فى الركن تبكى!!
اقتربت منها ابنه المتوفية تتساءل:
-انتى مين؟
-أنا ريما ياستى
-ريما مين؟
-أنا ست غلبانة الهانم الله يرحمها كانت بتعطف عليا
-بس أنا مشفتكيش هنا قبل كدة
-الهانم الله يرحمهم كانت بتشيّع لى شهرية
-صحيح؟!
-الله يرحمك يا ستى يا ست الكل
-غريبة جدا 00 معقول الكلام ده؟
-أروح لمين من بعدك يا غالية
-هوه أنتى عارفة مين اللى مات؟
-الهانم والدتك يا هانم
-والدتى !!
انتى بتقولى أيه؟
والدتى ماتت من عشر سنين
تفاجئت ريما00
-أمال مين اللى مات؟
-دى المربية بتاعتنا
ونزلت العبارة كالصدمة واللطمة والركلة على ريما
قالت السيدة:
-على اى حال انتى عملت اللى عليكى
ومدت يدها وأعطت ريما ورقة بعشرين جنية
-مع السلامة يا ست ريما متشكرين
قلبت ريما الورقة فى يدها
أختها وانصرفت بالخيبة وسواد الوجه00
يا خسارة تعبك يا ريما
ماذا تحضر لفحلها على العشاء؟
ينام خفيف00
ح تعملى أيه يا ريما
يالهوى!!
ده ممكن ياكلنى وأنا نايمة
أشترت 2كيلو عدس و5 ربطات بصل
دخلت عليه00
نظر اليها متفرسا00
قال غاضبا:
-العشا فين يا وليه؟
-ساعة والعدس يجهز يا مشكوحتى
-عدس؟!
ليه هوه أنتى جايه من السجن ولا أنا رايح الجيش!!
-على قد لحافك مد رجليك
-طلعتى من الصبح عشان ترجعى بعدس
-نصيبى كده
-لا الكلام ده مينفعش
انتى عايزه ضرة تربيكى
-أنا يا مشكاح الكلب
-طب روحى وأنتى طا0000
-دقيقة يا مشكوحتى
أجيب جوز عتاقى من سطح الجيران وربنا يستر
ذهبت فى خفة كالحية الرقطاء وعادت بجوز العتاقى
تكتم على انفاسهما
أخذ مشكاح يذرع البيت ذهابا وجيئة وريما تستعجل الطعام
لم يهدأ الا بعد أن لهف حلة العدس بعشرة أرغفة وقضى على أربع صدور وأوراك
وترك لريما الهياكل تمصمص فيها
تتبع