عرض مشاركة واحدة
  #1256  
قديم 20-03-2012, 06:32 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

إوعى الزيت



وائل عبد الفتاح




غضب بعض القراء حين كتبت منذ شهور عن محاولة صنع فرعون إسلامى.
اليوم نرى مرشحا محتملا للرئاسة يعتبر أن التخلى عنه تخل عن الإسلام.
وآخر يقول إنه سيطبق الشريعة فور انتخابه (وكأنه يعرف صلاحيات الرئيس… أو كأننا ننتخب مبارك بصبغة إسلامية).
تبدو انتخابات الرئاسة وبالطريقة التى تتم بها أنها إعادة إنتاج رئيس أكبر من الدولة.
رئيس يسهل السيطرة عليه من أجهزة الكهنة القديمة، ويصعب التأثير عليه شعبيا بعد أن يكون حصل على أصوات الشعب نفسه.
إنها الرحلة نفسها: رئيس يحصل على تفويض من الشعب.. ليلغى الشعب بعد ذلك.
هكذا تسير الدولة فى مصر على هوى رئيسها، وليس على قواعد بناء دولة حديثة لا تتغير مع اتجاهات حكامها، ولا تتلون بلون الغالبية المؤقتة.. دولة للجميع وليس للشطار وحدهم، أو لمن يتحالف معهم كهنة الجمهورية التسلطية التى ما زالت تدافع عن نفسها.
وهذا فإنه من السخف أن يملك الرئيس المنتخب كل المفاتيح السحرية… ليس فقط لأن لا أحد يقدر، ولكن لأن الهدف ليس انتخاب رئيس، ولكن بناء جمهورية بلا فراعنة.
الفرعون لا يولد فرعونا.
الفرعون يولد حين يكون العقد بين الحاكم والشعب مبنيا على تفويض أكبر من الوظيفة التى يقوم بها.
وهذا هو المرعب فى محاولة إحياء علاقة بين الحاكم والشعب تقوم على البيعة، أى التفويض الدائم، يحكم فيه الحاكم باسم «إرادة أعلى» من كل شىء.
البعض يتعامل مع الانتخابات فعلا على أنها «بيعة»… وهى نظام قديم يرتبط بشكل دولة وعصرها السياسى، فكما أن الدولة كانت ترتبط بالفتوحات والغزوات وحدودها ترسمها قدرات الجيوش على الاحتلال… فإن شكل الدولة ونظامها السياسى تغير، ولا أفهم كيف يربط المؤمنون بأن الإسلام دين كل زمان ومكان ويربطه بشكل قديم لا يمكن إعادته إلا بشكل مشوه؟.
فالبيعة لا يمكن أن تحل محل الانتخاب.
والرئيس لن يصبح «خليفة».
والديمقراطية ليست اسم التدليل للشورى.
إنها أنظمة سياسية مرتبطة بعصور ومراحل فى تطور البشرية، والتفاعل معها ليس خروجا عن الدين، وإنما تجديد للفكر وللعقل والوعى.
إنه اللعب على:
ماذا يحدث عندما يختلف الشعب مع الحاكم؟
أو تختلف معارضة مع برنامج سياسى؟
هل نختلف مع الله؟
أم نختلف مع الإسلام؟
هكذا بدت صيحة دولة قادمة من زمن منقرض.. تعيد إنتاج الفرعون، ولكن هذه المرة سيكون إسلاميا.
وكل من يختلف مع هذه الفكرة سيواجه بتقنيات مستعارة من تاريخ الاستبداد الطويل.
وما تبعها من اتهامات للمختلفين مع الفكرة بأنهم كفرة، وعلمانيون إلى آخر هذه الاتهامات التى تحاول اللعب على المشاعر الدينية لشعب عاطفى، وتمنعه من التفكير فى ما يقال له.
نفس منهج دولة الاستبداد.
الجنرالات وآخرهم مبارك كانوا يصفون الخارجين عن طاعتهم بأنهم قلة مندسة، مشاغبة.. باعت بلادها…. تكفير وطنى لا يقل عنه استبدادا تكفير من لا يؤمن بدولة الخلافة.
هذه صيحات تثير الذعر فى قطاع مدنى تصور أن «ثورة الميدان» ستبنى مصر حديثة.
القطاع المدنى هم طبقة وسطى جديدة، حالمة بدولة على الموديل الغربى، لا ترفض الدين، لكنها لا تريد حكم الفقهاء، أو من يعتبرون الخلاف معهم خلافا مع الله أو مع الإسلام.
نحن أمام تيارات سياسية عاشت تحت سيطرة وإدارة أجهزة الدولة البوليسية والآن هم أحرار، يصرخون بهستيريا أكثر منهم يقدمون مشروعا أو يبنون مستقبلا سياسيا.
هؤلاء يستخدمون طريقة معروفة فى دول الاستبداد… ومستوحاة من الرجل الذى كلما أراد المرور بسرعة وسط زحام شديد.. يصرخ «إوعى الزيت».
الجميع ينتبه إلى التحذير… ويتوقفون أو ينظرون إلى الوراء… وساعتها يمر الرجل بسرعة شديدة.
فى العادة لا يكتشف أهل الزحام الخدعة… ولا أن التحذير وهمى.. فلا زيت ولا خوف.. إنها رغبة المرور السريع.
الغفلة عن اكتشاف الخدعة ترجع إلى شعور أكبر بالإنقاذ… والفرح بأن الزيت لم يترك البقع المدمرة على الملابس.
ملاعب السياسة تسير بنظرية «إوعى الزيت» ونفسية الراغب فى المرور بسهولة وسرعة وسط الزحام.
وبعد نظريات «إوعى الإخوان» ثم «إوعى السلفيين»… الإخوان والسلفيون أنفسهم يستخدمون الخدعة نفسها…. ضد كل من يعطل مسيرتهم… وستسمع فى السر والعلن من يقول لك «إوعى علمانى…»…. وسيمر.
__________________

رد مع اقتباس