
20-03-2012, 12:32 AM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
مكافأة نهاية الخدمة
وائل عبد الفتاح
هل خطف الإخوان الدستور؟ هل سيكتبونه على هواهم؟ وما اتجاهات هذا الهوى؟
تبدو القصة فى هذا الاتجاه.
الإخوان أصابتهم لعنة الأنانية المفرطة…. وتصوروا أن هذا وقتهم وعليهم «مصمصة» الفرصة إلى النهاية.
تعامل الإخوان بمنطق إذا كان يمكن خطف 50٪ من اللجنة التأسيسية فلماذا ترضى بالأقل، وما دامت خطة إعادة بناء النظام القديم استخدمت الإخوان فى صنع خديعة الاستفتاء الأولى، فلماذا لا تستمر الخديعة وتفرض باسم الشرعية البرلمانية كل ما تريده.
يتصور الإخوان أن كل اعتراض على سلوكهم السياسى هو نوع من الغيرة… يبررون بها السير فى الطريق الخاطئ إلى النهاية… ولهذا لن يسمعوا حقائق تقول: إن البرلمانات لا تكتب الدساتير… لأن البرلمان فى عرف الدول الديمقراطية أغلبية مؤقتة.. كما أن الدستور يبنى المؤسسات ولا تجيز الأعراف السياسية العكس.
ولا يستمعون أيضا إلى حقائق التاريخ التى كان الدستور فيها مجرد أوراق بلا معنى أو سلاح فى يد المستبد… عندما لا يمثل مصلحة للمجتمع كله.. بأقليته قبل أغلبيته… بالفرد قبل الجماعة… بالمستقبل قبل الحاضر.
إن لم يكتب دستور يمثل روح مصر الجديدة فسيلقى مصير أسلافه من دساتير ملعونة بالطغاة وترزية الدساتير والقوانين..
الدستور تعبير عن عقد اجتماعى جديد، تصل إليه الأمم والمجتمعات فى لحظة اعتراف جماعى بالحاجة إلى العبور إلى أفق مختلف.
يردد شطار الإخوان أنهم سيصنعون الدستور الذى يحلم به الشعب، وهذه كلمات رددها كل الطغاة ووكلاؤهم فى الشارع، وفى اللحظة التالية يدوس الطاغية على الشعب والدستور باعتبارات يسميها المصلحة العليا والحفاظ على الوطن.
الوطن هو الفرد وليس الكتيبة، أو تصور المجتمع على أنه كتائب تحت تصرف قائد يسكن الأعالى، ويقرر دخول الحروب ويغسل الأدمغة لتسير مغيبة إلى تسيير آلته الكبيرة…. ليبقى هو السيد وتستمر عبوديتهم.
الشعب لا يطلب اليوم تحسين شروط العبودية.
الشعب يريد الحرية.
يريد دولة محترمة لا تدار بالألاعيب ولا الفرص والصفقات… وهذا اختيار كان أمام الإخوان الذين أصروا على اختيار الطريق السهل واقتناص الفرصة.
لا يدرك الإخوان أن مبارك سقط بفعل الأنانية المفرطة.
الأنانية تملكت من الشطار الذين وصلوا إلى أذن مبارك واستطاعوا السيطرة عليه من خلالها.
إنها نفسية الفرصة والغنيمة التى أسقطت نظام مبارك وتدفع الإخوان دفعا إلى ارتكاب نفس الخطايا، لكن لصالح مَن؟
هل يعملون لصالح دولة الجنرالات السرية؟
الجنرالات حكموا مصر 58 سنة، حكام مصر كلهم حكموا بشرعية مستمدة فى الخفاء من مؤسسة تقيم فى المنطقة الغامضة: تتحكم ولا تحكم، تسيطر ولا تظهر أصابعها.
غموض يعطى قداسة، وحضور يشبه مؤسسات الكهانة، خصوصا مع انعدام الرؤية تماما فى التفاصيل، فالجيش مؤسسة يعرف المجرب قمعها للإرادة الشخصية، وقمعها للفردى بكل ما أوتيت مؤسسات القمع القديمة من عنف، وشراسة، أساليب ترويض تساقطت مع الحداثة، لكنها فاعلة، وطبيعية لمن يرى أن المؤسسة لا يمكن نقدها أو الاقتراب منها.
هل يلعب الإخوان لصالح إعادة بناء جمهورية يحكمها الكهنة من الغرف المغلقة؟
أم يداعبون أحلام جمهورهم بأنهم سيدخلون مصر المرحلة «الإسلامية»؟
أم أنهم يريدون أن يلعبوا دور حزب الوفد عندما كان نقطة ارتكاز بناء الدولة بعد ثورة 1919؟
لا إجابات غالبا لأن الإخوان تنظيم قديم، فقد كثيرا من حيويته مع القطاعات المنشقة عنه، فالخطاب الإخوانى الحديث هو خطاب عبد المنعم أبو الفتوح، المنفتح أكثر على الليبرالية، المتجه إلى تفكيك القداسة عن مؤسسات الدولة، لكن التنظيم القديم بلا مشروع سياسى كبير، ولا أفكار منفتحة على لحظة ما بعد الثورة.
وهنا تبدو أغلبية البرلمان ليست أكثر من مكافأة نهاية الخدمة… وستبدأ بعدها مرحلة أبو الفتوح فى الإخوان.
__________________
|