عرض مشاركة واحدة
  #1238  
قديم 18-03-2012, 02:28 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

المدفعية والمشاة وإعادة البناء



د.عز الدين شكرى فشير



أفترض، ومعى الكثيرون من الحالمين والخائفين ومدعى العقل، أن ما شهدته مصر خلال الخمسة عشر شهرا الماضية هو عاصفة مبدئية، تتفاعل الآن مع بقية عناصر المناخ المصرى وتتحول إلى عاصفة كاملة آتية. من يختلف مع هذا التقييم عليه أن لا يضيع وقته فى قراءة بقية المقال، ويمكنه الانصراف إلى حياته مطمئنا لاستمرار الهدوء الحالى، ولاستقرار الأمر لتحالف المقطم والعباسية ولاظوغلى وماسبيرو.
أما من يتفق معى فى التقدير فيسأل سؤالا مهما: ماذا سيحدث عندما تهب العاصفة الكاملة التى نتوقعها؟ وماذا سنفعل؟ هل يمكن أن نعد أنفسنا لها وأن نتبين سبيلا لتفادى آثارها المدمرة وللاستفادة من قوتها العارمة لنقل البلد إلى الأمام؟
حين قامت الثورة الإيرانية عام 1979 كتب محمد حسنين هيكل كتابا بعنوان «مدافع آية الله»، قال فيه إن الجميع رأى مدافع الثورة الإيرانية التى دكت حصون الشاه ونظامه حتى أسقطته، لكن لا أحد رأى بعد -وقتها- «مشاة آية الله»، هؤلاء الذين يتقدمون فى الحروب بعد موجات القصف كى يحتلوا المواقع ويحكموا سيطرتهم عليها. ويمكن بشكل ما أن نقول نفس الشىء عن الموجة الأولى من الثورة المصرية، حيث رأينا مدافعها -فى شكل المليونيات الحاشدة- التى أسقطت أو تصورت أنها أسقطت النظام، ثم لم نر لها مشاة يتقدمون لاحتلال المواقع والسيطرة عليها.
لكن الحرب تطورت كثيرا منذ عام 1979، ولم تعد متطلبات النصر قاصرة على قصف المدفعية وتقدم المشاة، بل أصبح الشق الأهم، خصوصا منذ حرب العراق فى 2003، هو ماذا سيفعل المشاة بعد تقدمهم لاحتلال المواقع؟ هل سيجلسون فوق الخرائب التى أحدثها القصف العنيف ثم يغرقون فى هذا الخراب تدريجيا حتى يبتلعهم؟ أم سيزيلون الخرائب ويعيدون بناء البلاد التى دمروها فى أثناء الاستيلاء عليها؟ ومن هنا أصبح من متطلبات النصر وجود فرق لإعادة البناء، تمد شبكات الكهرباء لتحل محل تلك التى دمرت، توصل المياه، تهدئ روع السكان وتحميهم من البلطجية والمجرمين وأشاوس النظام القديم، تعيد تنظيم مؤسسات الدولة وهيئاتها، إلى آخر القائمة المعروفة.
المطلوب إذن لمن يريد لهذا البلد أن ينهض، وأن لا تتحول عاصفته القادمة إلى حلقة جديدة من الغضب والانتقام والتفكيك والفوضى، أن يعد العدة منذ الآن ليس فقط بتجهيز مشاته للتقدم فى العاصفة والسيطرة على المواقع، بل بإعداد خطط عملية وتفصيلية لإعادة بناء قطاعات الدولة المختلفة فى أثناء وبعد العاصفة المتوقعة. ويعنى ذلك أن تكون قوى الثورة جاهزة بخطط للتعامل مع الفوضى السياسية التى ستنجم ولا ريب عن هذه العاصفة، ولإعادة هيكلة الأمن والقضاء والإعلام، وللتعامل مع مطالب الملايين من الموظفين والعمال الذين دمر العقم الإدارى حياتهم ومؤسساتهم، ولانتشال السوق والاقتصاد من الهوة المتجه إليها، ولتفادى الصدام مع الجيران والأقارب أو الوقوع ضحية مؤامراتهم.
ولا يتم ذلك بوضع تصورات عامة فى وقت الفراغ، بل بانكباب خبراء على وضع خطط تفصيلية لكل هذه الأمور، وأن تكون هذه الخطط قابلة للتنفيذ غدا إن أتيحت الفرصة. قد يبدو الأمر ترفا أو خيالا فى حال تعانى فيه قوى الثورة من التهميش والمطاردة، وهو الأمر الذى يدفعها إلى تركيز جهدها كله على تقوية مدفعيتها الثورة كى يمكنها هدم بقايا النظام القديم، أو حتى إعداد مشاتها كى تتقدم وتحتل المواقع التى تسقط من هذا النظام. وهذا كله ضرورى لانتصار الثورة، لكنه لا ينفى الأهمية الكبرى للإعداد من الآن لعملية إعادة البناء.
مؤيدو الثورة كثيرون، ولا يجب عليهم أن ينخرطوا جميعا فى سلاحى المدفعية والمشاة، بل يمكن -وفى الحقيقة يجب- أن ينخرط بعضهم فى سلاح إعادة البناء، وحتى لو بدا جهدهم الآن عبثيا، سيأتى يوم ويلتفت الناس بحثا عن حل فورى لمصيبة قائمة، فإما يجدون ما أعده هؤلاء، وإما لا يجدون شيئا. ولنتذكر أنه لو لم يكن سيدنا نوح قد بنى سفينته على اليابسة، لغرق ومن معه حين جاءهم الطوفان.
__________________

رد مع اقتباس