عرض مشاركة واحدة
  #1218  
قديم 16-03-2012, 05:05 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

الخُبُؤّ «4»


نوارة نجم



إذا ما ضربت المشرط فى الخُرّاج فعليك أن لا تغلق الجرح حتى تتأكد تماما من تطهير كل ما به من صديد، وعليك أن تتحمل كل القرف الناتج عن هذه العملية. ماحبّش أنا الراجل الخبؤ الذى يتجاسر ويضرب المشرط وما إن يرى الدماء حتى يفرفر ويقول: مش لاعب. إذا كان الحريم يتحملون نتائج إقدامهن على الرشق فى الحائط، فما بال الخبؤات خبؤات كده؟
وبما إننى فتحت جرح الخبؤ، فسأكون خبؤة إذا لم أكمل حتى الوصول إلى منبت القيح.
وصفنا من لا تثور ثائرته لما حدث لسميرة إبراهيم ورفيقاتها بالخبؤ، ولم نعرف مَن الخبؤ.
الخبؤ، هو الذى يرى الناس تنزل إلى الشوارع مطالبة بإسقاط النظام، فيسفّههم، ويظل طوال فترة اعتصامهم يئنّ، ويقُرّ، ويزنّ، بينما هو يقبع فى منزله، طب إنت إيه اللى مضايقك إن الناس فى الشارع؟ ما انت فى البيت.. حد نزّلك بالعافية؟ ثم يبكى رحمة لسفّاح يقول: سأعيش وأموت فى وطنى، ولا يتذكر فى تلك اللحظة أن الرجل قتل أكثر من ألف شاب فى 24 ساعة. وحين تنتصر الثورة ينزل ليحتفل هاتفا: ارفع راسك فوق إنت مصرى.
الخبؤ، هو الذى يتردد فى مساندة الثورة، ويقول إنه نازل بس مش نازل، حتى يتأكد من نزول الجميع، فيقول إنه نازل، ثم يترك قدما فى الميدان، وقدما يسير بها للتفاوض مع النظام، وحين تهجم الجمال على الميدان، يتصل بعناصر تنظيمه ليُخْلُوا الميدان، وحين ترفض العناصر وينتصر الميدان يقول: إحنا اللى حمينا الميدان. وهو الذى يخلع قدمه من الميدان بمجرد أن يحظى بوعود من المجلس العسكرى، وهو ذاته الذى يترك الناس تُنحر فى محمد محمود ليهرول إلى الانتخابات وهو يَعِدُ من يقتل: موت أنت بس وأنا لما أوصل للبرلمان حاجيب لك حقك. وما إن يصل إلى البرلمان حتى يتحدث عن هيبة الداخلية، ويبكى شهداء سوريا وغزة وهو يتهم شهداء وطنه بالبلطجة، لما حيكرّهونا فى غزة وسوريا والناس غلابة وماعملولناش حاجة.
الخبؤ، هو الذى يبدأ ثورة، ثم يشعر بالملل فى منتصفها ويقول: خلصونا بقى أنا سايب المحل لوحده. إحنا نخلّصك؟ نعمل إيه يعنى؟ إيدنا على كتفك على فكرة، يا ريت نخلص، بس ماخلصناش.
الخبؤ، هو الذى يشعر فى البداية بالألم لآلام الأمهات الثكالى والأطفال اليتامى، وربما يشعر بالذنب لأنه لم يقم بواجبه نحوهم، ثم يبذل قصارى جهده… ليتأقلم مع الدماء المراقة، والأعراض المنتهكة، ومع نذالته فى إسعاف من خذلهم.
الخبؤ هو الذى يفتى بحرمة الخروج على الحاكم وحرمة المظاهرات، وما إن تنجح الثورة حتى يفتى بأن من كانوا خرجوا على الحاكم دول ناس زى الفل، ويبرر تضارب الفتاوى بأنه أفتى بحرمة الخروج على الحاكم حين كان يظن أن التظاهرات لن تنجح، أما وقد نجحت فتبقى حلال! إيه يا عم فقه العلوم السيريالية ده؟ إنت بتقول إيه؟
الخبؤ هو ذلك المعارض الأليف، الذى لا يعارض سوى بامتداح رأس النظام، سواء كان مبارك أو المجلس العسكرى، ولا يسب إلا أحمد نظيف، ودلوقت بيشتم البرادعى كأن البرادعى ده اتجوز أمه، ولو أصبح البرادعى رئيسا للجمهورية فى تمام الساعة العاشرة مساء اليوم لقدم إليه فروض الولاء والطاعة فى تمام الساعة العاشرة إلا الربع… معارض بقى.
الخبؤ، هو ذلك الذى يضرب صفحا عن دماء ما يقرب من مئتى شهيد ويمسك بخناق النائب أبو لسان طويل اللى قال على المشير حمار. يا عم إحنا ناس قللات الأدب وماتربيناش، ما تبقاش تناسبنا… اللى ماتوا دول دمهم فى رقبة مين؟
الخبؤ، هو ذلك الذى يجبن عن مناصرة الثوار، فيتهمهم بالعمالة، ويخوض فى أعراض نسائهم، ولم يطلب منه أحد أن يتجاسر وينزل إلى الشارع ليحمل روحه على كفه كما يفعل الثوار، كل ما يُطلب منه هو أن يصدق عينيه، يرى الجثة تُسحب فى المزابل، ويتهمها بالعمالة، وهو يعلم أنه لم يُخلق على وجه الأرض ثمن يضاهى الروح المزهَق، والعين التى تُفقأ، يرى الحرائر يُنتهكن من الجيش المصرى، ويخوض فى أعراضهن، وهو يعلم أن اللى بتمشى بطّال فى بلدنا دى مابتتسحبش فى الشارع ولا بتتعرى ولا تتعرّض لكشف العذرية ولا تجول المحاكم بحثا عن حقها… دى بيتقال لها يا هانم وإيديها بتتباس، ورجلها على رقابينا كلنا، وخلّينا ساكتين بقى.
الخبؤ، هو الذى يتفرغ لتقديم البلاغات فى الأحرار، ويترك القتلة، بل ويتملقهم.
الخبؤات ملت البلد… عضو رابطة «أنا مش خُبُؤّ»: اثبت مكانك.
__________________

رد مع اقتباس