عرض مشاركة واحدة
  #47  
قديم 16-03-2012, 01:29 AM
الصورة الرمزية AbOnOrA
AbOnOrA AbOnOrA غير متواجد حالياً
Aِِbo(Nora&Islam&Judy)
Wael Magdy Salah
من انا؟: ابو نورا واسلام
التخصص العملى: IT Consultant
هواياتي: Computers, Automotives
 
تاريخ التسجيل: May 2008
الموقع: ام الدنيا مصر
المشاركات: 17,066
AbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond repute
افتراضي رد: عسكر متأمرون



الوثائق السرية البريطانية ـ 1977 عام الســادات العاصف: جديد هذه الوثائق المثير * 1976: السادات فوق رمال متحركة.. بتجربة المنابر والوضع الإقتصادي والسخط الشعبي مصريا: بانتفاضة يناير .. والطلاق مع موسكو .. والعدوان على ليبيا.. وزيارة القدس وظهور التكفير والهجرة: * السفير ويلي موريس في قراءة توقعت معظم ما حدث لمصر:










فوز كارتر كان مفاجاة للرئيس المصري الراحل السادات وحافظ الاسد

كثيرة هي الأحداث التي كان فيها الرئيس المصري محمد أنور السادات بطلها الرئيسي، فمن حرب أكتوبر 1973 والى كامب ديفيد 1978، والى اغتياله في حادث المنصة عام 1981، شغلت مصر السادات كل العالم.
والى ذلك، كان الظن لدينا ونحن نقلب وثائق 1977 السرية البريطانية، والتي أفرج عنها مطلع يناير الحالي، بأن زيارته التاريخية للقدس في 19 نوفمبر 1977 ستكون صيدنا الثمين، لنتفرغ بعدها لدول عربية أخرى كان فيها ذلك العام أيضا محوريا مثلما دأبنا على ذلك في هذه الصحيفة كل عام .
ولكنا وبمراجعة ملفات مصر، على كثرتها، وجدنا أن سفير بريطانيا السير وليام موريس (يوقع رسائله بـ ويلي موريس) وقد تقلد مهامه فيها عام 1975 ليغادرها في 1979، وجد ذلك السفير مستصحبا تجربة الأستاذ الجامعي والاقتصادي الضليع (كانت آخر مناصبه بعد تقاعده مدير بنك للويد العالمي)، وجد ويلي موريس في أحداث 1977، من انتفاضة 18/19 يناير، والى صدور قانون الأحزاب، والمعارك العسكرية مع ليبيا، واغتيال الشيخ الذهبي وانفتاح أفق للتطرف الديني، وزيارة القدس، مادة، بدا واضحا أنه تعشقها وعايشها فكتب فيها لوزير الخارجية بتفاصيل غريبة مصحوبة بخيال ينم عن حس أدبي رفيع.

كل ذلك أحدث انقلابا دراماتيكيا في تفكيرنا قاد إلى أن نولي هذا العام، بهذه الحزمة الكثيفة من الأحداث، أكبر مساحة ممكنة خاصة أن كتابات موريس، وباستطلاع أثرها حتى على الذين قدموا الى هذه الحياة مع تلك الأحداث، وهم الآن، رجالا ونساء، في كامل رشدهم، يمكن أن تثري عقولهم ومنظورهم بأبرز ملامح ذلك العام، وربما كل حقبة السادات، لأن كتابات موريس تتسم بالشمول والاسترجاع على طريقة (الفلاش باك).

نحن لا نقول إن كتابات موريس هي الحقيقة المطلقة، فذلك مستحيل، معه ومع غيره، ولا نقول إن تاريخا بمعنى المصطلح الدقيق، ولكنا نقول إنها قراءة للتاريخ، ويجيء أبسط حكم منا عليها أنها قراءة جيدة تفوق فيها على زملائه البريطانيين في تل أبيب وطرابلس باعتبار أن معظم أحداث العام كانت قد ألقت بظلالها هناك أيضا، ومع ذلك نختتم بأن حكمنا وجب أن لا يكون نهائيا، لأن الحكم النهائي يبقى دائما وأبدا حقا مطلقا للقارئ الكريم.


* وثيقة رقم:111/77
* التاريخ: 14 يناير 1977
* من: ويلي موريس، السفير، القاهرة.
- الى: وزير الخارجية، لندن، سري للغاية.
الموضوع: التقرير السنوي عن مصر 1976


* سيدي:
1/ ربما يقول حتى المتشائم إن عام 1976 كان عاما طبيعيا لمصر داخليا وخارجيا.
2/ فعلى مستوى الشؤون الخارجيـــة ظلت الحكومــة المصرية تنظر بنافد الصبر كل العام لتنجلي لها الانتخابات الأميركية، فيما أنهت العام نفسه وهي تعيش الانتظار لما ستنجلي عنه الانتخابات الإسرائيلية. وفي يناير كان السوريون والفلسطينيون في أعلى حالات الصراخ ضد توقيع مصر لاتفاقية سيناء الثانية، فيما قاد تدخل سورية لمساندة المسيحيين في لبنان الى توحيد المصريين والفلسطينيين ضد السوريين. وآخر أكبر أحداث السنة كان المصالحة، لصالح الفلسطينين، بين الرئيسين السادات والأسد في اجتماع بالقاهرة، في مثال قديم لـ «أشتم اليوم وقم بالتقبيل غدا».

3/في الداخل، أعيد انتخاب الفرعون الهائج لخمس سنوات بنسبة 97.7 من الذين أدلوا بأصواتهم، وقدم خطابات كثيرة، توسع فيها باستمرار في نصر أكتوبر واعدا بسنوات رخاء تعقب السنوات الصعبة. الخطط أعلنت وأعيد إعلانها لجهة مدن جديدة، ومترو أنفاق للقاهرة وتنمية الصحارى الغربية وسيناء. في غضون ذلك، وعلى صعيد الحياة الحقيقة، انضم مليون مصري، من دون الأموات، الى تعداد السكان، وتسارع إيقاع التضخم، وازداد (الأغنياء الجدد)، وهم في الغالب الأغنياء القدامى ثراء والفقراء ازدادوا فقرا، وفي القاهرة اقتربت أنظمة المجاري والتلفونات من الانهيار. وفي الخريف كان لا بد من إيجاد نصف مليار دولار كعون طارئ لتجاوز فجوة ميزان المدفوعات الذي هدد بترك مصر من دون وسائل لمواجهة دفع الواردات الضرورية مع نهاية العام.

الرئيس 4/ هذا أمر يدعو للريبة. فقد بقي الرئيس السادات أفضل رئيس منظور في الأفق لمصر، وبالنسبة لمصالح العالم الخارجي (وبالتأكيد العالم الغربي)، فقد رأى دفع تسوية عربية ـ إسرائيلية عن طريق التفاوض كأكبر حاجة مصرية، ولهذه الحاجة وحاجيات مصر الأخرى، لا بد له من الحصول على دعم الغرب والعرب، وليس فقط، وإنما بالضرورة على دعم الأغنياء منهم، وأن عليه أن يبقى في السلطة. وإذا كان معظم الذي قدمه في 1976 بدا مدى زمنيا قصيرا، أو مناورات تكتيكية وعرض للشخصية، فلا يعني ذلك أن هذه هي مزاياه البارزة. فعليه أن يبدو دمث المعشر دون أن يقدم حشوا. والمؤهلات التكتيكية لا بد أن تعود بعائدها على الاقتصاد والضعف العسكري لتأكيد البقاء على المدى الزمني القصير والذي من دونه يصبح هدف المدى الزمني مستعصي الحصول.

5/ المهارات في معظمها كانت مبرهنة، فهو لا يزال يصنع كل القرارات الهامة، ويواصل حشد الجماعات الصغيرة من الشخصيات الأساسية حوله. ظل الموجه والمدير لإيقاع وشكل التطور نحو مؤسسات برلمانية ديمقراطية، وعلى غير المتوقع ظل الإيقاع سريعا، فيما أحدث ذلك تقوية واسعة لموقعه أكثر من تشكيل تحد له. ولم تصبح المشاكل الاقتصادية تحديا سياسيا له بعد، فيما، وبالطبع، يكون السخط منه داخل القوات المسلحة، هو الذي يجعل المرء يبدو أكثر قلقا، ولديهم هنا أسباب مهنية وبنفس القدر الأسباب الاقتصادية العامة كدوافع للسخط. وقد حول تدهور العلاقة مع الروس، وتسليم الأسلحة الأميركية لإسرائيل ميزان القدرة العسكرية ضد مصر، ولكن لا خطر مرئيا للرئيس قد تطور من هذا الاتجاه، برغم الإشاعات المتقطعة عن السخط..


6/ ولذلك يبقى الرئيس السادات الرئيس لمصر بلا جدال، كقائم بعمله، ومتسم بالثقة، وبسيطا وحصيفا كما هو، وليست هناك شكوك جديدة حول صحته.

داخليا: الاقتصاد 7/هذه هي منطقة الخذلان الكبرى حيث لم تسعف فقدان السادات للمعرفة والمصلحة الدائمة أي معاونين قادرين أو فعالين، ومن المبكر جدا القول ما إذا كان أن فريق الاقتصاديين الجديد، الذين تم تعيينهم في نوفمبر سيقدم ما هو أفضل..


8/ مضى كل العام تقريبا في مفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ومع نهاية العام، بدا من الواضح أن الصندوق على استعداد للقبول (مع بعض التجاوب الأميركي)، جدلية الحكومة المصرية بأن استقرار النظام سيتهدد إذا تم دفعهم إلى أي تطبيق مزعج لتوصيات صندوق النقد الدولي، مع طوق النجاة القائم على الاعتماد على استمرار المساعدات الخارجية. وكان هذا نجاحا تكتيكيا للحكومة، وإذا ما كان لهم أن يصلوا الآن إلى اتفاقية مرضية مع الصندوق فستقوي من قبضتهم في التفاوض لجهة دعم عربي مالي أكثر.


9/ ليس هناك أفق فوري لدخل جديد من الصادرات، إذ لم تحدث الزيادات من مداخيل النفط وقناة السويس والسياحة أي تأثير كبير، وقد قال الرئيس السادات مرارا أنه يحتاج الى 12 مليار دولار للوصول بمصر إلى مرحلة الانطلاق عام 1980 فيما أنتجت رحلته الخليجية في فبراير ملياري دولار فقط. وأظهرت الدفعيات العربية أنها ستبقي على قبضة اليد الدقيقة على كيس المال.


10/ وعلى كل، فلم يكن هو فقدان الفلوس الذي أعاق التنمية، سواء مع البنية النحتية، أو القدرات الإنتاجية، لأن هناك موارد عون موجودة ولكنها غير مستخدمة. إنها آلة حكومية مرهقة تفرض أولا تأخيرات غير عادية في صناعة القرارات ومن بعد في تطبيقها، ليظل عامل الثقة مانعا من الاستثمار الخارجي الخاص، فيما لا تشجع نفس الصعوبات الإدارية الأرواح الشجاعة القليلة التي حاولت المرور عبر سياسات (الباب المفتوح).


11/ علق مصري بالقول: فشلنا في رفع الإنتاجية في الزراعة، وفشل التصنيع، وربما سننجح فقط بتحولنا الى اقتصاد خدمي متزايد، ساعيا نحو «هيمنة عربية» للسيّاح، تعليم الطلاب العرب في مؤسساتنا التعليمية، وتصدير العمالة والعقول.(وربما كان عليه أن يضيف: وأن نجلب الخدمات السياسية العالمية كعائد للجائزة المالية).


الداخل السياسي 12/ ما لم يحدث داخليا مثير للاهتمام. اتسعت الشكوك والنقد لسياسات الحكومة، وهناك قدر مبرر للسخط الاقتصادي، ومستوى (فساد) الحياة للغالبية العظمى استمر في التدهور، ولكن ليس هناك اضطرابات داخلية بمستوى في جدية أحداث يناير 1977، وكان هناك إضراب لعمال المواصلات في سبتمبر، وطفوحات طلابية في أوقات مختلفة، وحوادث أمنية معزولة، أكثرها خلال الحملات الانتخابية، كعادة مصرية قديمة.


13/ ذهبت الانتقادات السياسية إلى أن تجربة السادات في الديمقراطية البرلمانية خدعة زائفة تتم قيادتها من أعلى. كانت خدعة أم لم تكن، فهي ناجحة في إبقاء الانطباع بمنبر أو مشهد وتوصيل طاقات كثيرين من الناشطين سياسيا، وهذا في جزء منه أمر يعود الى عمل السادات في الإبقاء على المبادرة. ففي مارس أعلن أن ثلاثة (منظمات) سيسمح لها بأن تدخل حملات ضد بعضها البعض، ومبدئيا كأحزاب سياسية مستقلة، لانتخابات أكتوبر، وحينما اجتمع مجلس الشعب في نوفمبر أدهش السادات المنتقدين والانتقادات بإعلانه أن تلك المنظمات ستصبح أحزابا سياسية مستقلة، وبين يوم وليلة، فقد الاتحاد الاشتراكي العربي ما تبقى من بريقه. ومن قبل أن تتمكن الانتقادات من استقلال وقف التنظيم على ثلاثة أحزاب، أعلن السادات في ديسمبر بأن تشريعا سيتم تقديمه للسماح بتكوين أحزاب أكثر. وحتى ومن قبل الانتخابات، أتيح قدر أكبر لنقد سياسات الحكومة في المجلس القديم، وظهر الوزراء لتلقي النقد وأخذه بجدية فيما نشرت الصحف النقاش، وكل ذلك لم يكن مجرد زخرفة، فالانتخابات حين جرت سمحت بحرية أكثر للمرشحين في الجملات وللناخبين في الاختيار أكثر مما عرفه المصريون على مدى جيل.


14/ ومع ذلك فالتجربة ظلت تحت الإدارة، فرئيس مجلس الشعب سيد مرعي، قاد المجلس الجديد، كما قاد القديم، نحو مناقشة القضايا الاجتماعية والاقتصادية وأسعار المواد الغذائية والمواصلات العامة. وقد أعطت الانتخابات حزب الوسط الحكومي أغلبية ساحقة. وإذا كانت حرية الصحافة بدت شاردة خلف الحدود المقبولة، فتوبيخ من السادات سريعا ما يعيدها، فيما ظل رؤساء التحرير يحتفظون بمواقعهم برضاء منه. وقد أخبرني رئيس مجلس الشعب والأمين الأول للاتحاد الاشتراكي العربي بصراحة أن المعارضة السياسية الحقيقية للنظام هي من الإخوان المسلمين والشيوعيين، وليست ممن يسمون بحزبي «الاشتراكيين الأحرار» (يمين)، و «الاتحاديين القوميين التقدميين» (يسار). ولذلك فالحكومة لن تسمح لورثة حركة الإخوان المسلمين القديمة أو الشيوعيين بتنظيم أنفسهم علنا وقانونيا، وسيقصيهم التشريع الجديد بخرق وحجة الأمة بتأسيس أنفسهم على الدين أو التقسيمات الطبقية.

الشؤون الخارجية 15/ «استراتيجية سالزبيرغ» المتفق عليها بين السادات وفورد هي أن يكون عام 1976 علامة زمنية فاصلة وإعدادا لجهد كلي في 1977 لتسوية عربية إسرائيلية عامة. وقد انشطرت هذه الاستراتيجية لسببين: الأول: رد الفعل العربي تجاه اتفاقية سيناء كان عدائيا أكثر مما توقعه السادات، فيما تمكنت الحكومة السورية لبعض الوقت من عزل مصر دبلوماسيا وقدمت مناقصة لتحل مكانها في قيادة العالم العربي. والثاني: الاستراتيجية تستطيع فقط إلزام الحكومة الأميركية فقط إذا نجح فريق فورد ـ كيسنجر أن ينجح في الانتخابات، فلم تفعل.

16/ وحينما قاد فشل وساطة الأسد لإنهاء الحرب اللبنانية في فبراير، إلى أن يأخذ المخاطرة بتدخل عسكري ضد الجناح اليساري المسلم ومنظمة التحرير الفلسطينية، رأت الحكومة المصرية أن هذه فرصة للهروب من العزلة، وأن تعيد روابطها مع منظمة التحرير الفلسطينية، وأن تربك الحكومة السورية وأن تسعى لهزيمتها بإلقاء مصر لثقلها على الجانب الآخر. وحققت الدبلوماسية المصرية نجاحا محدودا، وانتهت عزلة مصر، وأعيدت علاقات مصر ومنظمة التحرير الفلسطينية، وحل الارتباك بسورية. ولكن، ومع مرور الأشهر، أصبح من الواضح أن حلفاء مصر قد انهزموا.

17/ ظهرت نوعية المطاط الهندي في الدبلوماسية المصرية بإظهارها الفشل كنجاح، واستخدامه كمنصة انطلاق نحو هجمة سلام مصرية، ففي اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة تم مرة أخرى قبول القيادة المصرية من العرب، فانتشرت بالاعتدال والمهارة، وطاف نائب الرئيس ووزير الخارجية العواصم العربية الشرقية لحشد الدعم، فأنشأ السادات والأسد في قمة القاهرة قيادة سياسية مشتركة. وباحترام مهذب لحالات الفشل السابقة، أصبحت دقة التنظيم المألوفة وصور الأداء في حالة مبهمة.


18/ أصبح الموقف العربي مع نهاية 1976 تجاه سياسة السادات نحو تسوية عن طريق التفاوض أكثر مساندة عما كان عليه من قبل، فيما عوقب الفلسطينيون، وفقد متطرفوهم مكانتهم، لتحاول حكومتا مصر وسورية جمعهما معا مع الحكومة الأردنية.


19/ لم يتزحزح السادات قط عن قناعته بأن مفتاح التسوية يقع في يد الحكومة الأميركية،وكان رد فعله على هزيمة الرئيس فورد سلسلة تحركات مصممة لوضع ضغوط على الإدارة الجديدة للوفاء بدورها تجاه الآلية السابقة وبسرعة. ومن الناحية الرسمية طالبت هجمة السلام المصرية هذه دكتور فالدهايم أن يقدم تقريرا لمجلس الأمن حول الترتيبات لإعادة عقد مؤتمر جنيف بحلول شهر مارس، أن يحفزا معا القوى العظمى والآخرين على التعاون. وبصورة خاصة، انتظر الرئيس السادات بصبر نافد من إدارة كارتر أن تنظم نفسها وأن تقدم بديل هنري كيسنجر، لأن منهج كيسنجر لا يزال يروق له.

20/ أساء السادات الحساب مع لبنان، ولكنها علاقاته مع السوفيات فقط هي التي تجاوزت مجرد سوء الحساب، فقد كان إلغاء معاهدة الصداقة المصرية ـ السوفيتية في مارس إيماءة عدائية، وبعدها تجمدت جهود وزير الخارجية في نوفمبر لبدء عملية تطبيع للعلاقات بعد اجتماع كئيب مع غروميكو في صوفيا، فيما لم يسعف الموقف نشر السادات لمذكراته التي أعلن فيها عدم ثقته في الروس.


21/ واصل الرئيس السادات اهتمامه بأوروبا بزيارات لألمانيا الغربية وفرنسا وإيطاليا والنمسا ويوغسلافيا، وهو يبحث بالطبع عن مساعدات اقتصادية، ولكنه فوق ذلك يحاول أن يقدم دليلا حيا بأن سياساته قد أكسبت مصر صداقة ودعما.
العلاقات الثنائية 22/ نحن نقوم بعمل جيد في تسويقنا في مصر، فمبيعاتنا في 1976 بلغت بالتقريب 170 مليون جنيه استرليني في مقابل 108 ملايين في العام الذي سبقه، وقد حصلنا على مبيعات دفاع مفيدة بما فيها عقد تركيب وإعادة تسليح قوارب روسية للبحرية المصرية بحوالي 50 مليون جنيه رغم أن مشاريع الدفاع الكبرى الأخرى تظل سرابا، فيما واصل المناخ العام لعلاقتنا في المجالات الثقافية والتجارية وفي مجال العون، عكسه للفورة التي أحدثتها زيارة السادات لبريطانيا العام الماضي. في المجال السياسي الضيق، وبخاصة مع وزيرالخارجية، وأولئك الذين من حوله، هناك على أية حال جمود، وهذا يعود في جزء منه الى جفاف الاتصالات الوزارية الشخصية، والتي تناقضها كثافة من الفرنسيين والألمان الغربيين والآخرين، ولكن أيضا بسبب شكوك بأن بريطانيا وهولندا تضعان كابحة موالية لإسرائيل في سياسة السوق الأوروبية تحول دون اتجاهها نحو اتجاه موال للعرب. ولدي أمل، بأن التبادل الحميم للرسائل، في نهاية العام، بينك سيدي، وإسماعيل فهمي سيضع بداية لتحسن، ولكن أداء رئاستنا في السوق الأوروبية المشتركة سيتم رصده بعناية هنا.


نظرة أعمق 23/ يكمن ما تحقق للدولة المصرية والجموع المصرية في القدرة على العيش والبقاء بدون وسائل مرئية للمساعدة، وأتوقع أن النظام سيستطيع الإبقاء على السخط من الاقتصاد محدودا عام 1977. أنا لا أصدق أن القادة المصريين واثقون، كما هم من الأسباب التكتيكية التي يملكونها، للاعتراف بأن الإدارة الأميركية ستقدم على معجزة مختارة لهم للحصول على تسوية عربية إسرائيلية، ولكنهم، ومعهم العرب المعتدلون، أصبحوا ملتزمين بصورة ثقيلة بالتصريحات المعلنة. وإذا لم يحدث شيء مع الجزء الأخير من العام، كما يجب على المرء أن يتوقع الأمر بواقعية، لإظهار ما تحمله التصريحات، فوقتها، ولأن الخيار العسكري غير وارد، فسنسمع حديثا عن فشل الغرب في التجاوب مع سياسات العرب المعتدلة، تاركا لا خيار أمامهم غير مراجعة تلك السياسات، بما في ذلك العلاقات الاقتصادية، ونشهد تجديدا لطيف المقاطعة النفطية، مهما كان لحديث كهذا أن يكون كارثيا على آمال الرئيس السادات في إعادة بناء الاقتصاد بمساعدة من الغرب.


24/ أرسلت نسخا من هذه الرسالة لممثلي جلالة الملكة في واشنطن، موسكو، جدة، الكويت، عمان، دمشق، بيروت، تل أبيب، والسوق الأوروبية المشتركة.
* توقيع ويلي موريس : السفير ـ القاهرة

__________________



اخر موضوعاتى
قريباً تقرير وتجربة اداء دايهاتسو تريوس * تويوتا راش

رد مع اقتباس