
14-03-2012, 05:19 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
مشروع الثورة
د.عز الدين شكرى فشير
منذ 28 يناير 2011 وهناك من يرى الثورة كأنها مشروع، له أصحاب، وخط سير، وتكلفة وأرباح وخسائر. وكأى مشروع يمكن أن يتوقف أو يستمر، بدرجات متفاوتة. هذه الرؤية لها تنويعات مختلفة. أولها يرى فى الإخوان المسلمين أصحاب المشروع، حيث قرروا التحرك لاستلام الحكم بعد طول انتظار وبعد أن نجحوا فى بناء القاعدة الاجتماعية والفكرية والسياسية التى تمكنهم من الحكم بشكل مستقر. وهم يفعلون ذلك بعد محاولة أولى فاشلة عام 1952. وبدلا من الاعتماد على تنظيم عسكرى كالضباط الأحرار، يعتمدون هذه المرة على جموع الشعب بشكل ذكى، يدفعون بالجماهير الغاضبة والمكبوتة والمحرومة فى مواجهة النظام وأجهزته القمعية، ثم يحصدون هم ثمرة الحكم من خلف الجماهير الهادرة، سواء بالانتخابات أو بمساومة مؤسسات النظام وهى تحت ضغط شديد لا يترك لها مساحة كبيرة للمعارضة.
وهناك تنويعة أخرى لرؤية المشروع، ترى فى الثورة خطة لإسقاط الدولة، مؤسسة خلف الأخرى، من جانب جهات مختلفة: تارة تكون قوى الإسلام الجهادى العالمية، وتارة تكون إسرائيل وأمريكا، وعادة يكون لإيران وقطر دور. الهدف هنا ليس استيلاء الإسلاميين على السلطة مثلما هى الحال فى المشروع الأول، وإنما «تركيع مصر» وحرمانها من القدرة على التحرك بشكل مستقل وقوى، ومن فرصة استعادة قوتها والوقوف على قدميها كقوة إقليمية، وصولا إلى تقسيمها فعليا أو إغراقها فى صراعات طائفية أو مذهبية سياسية حادة.
وهناك تنويعة ثالثة تقوم أيضا على فكرة الثورة كمشروع، ترى الثورة كمشروع أمريكى يهدف لأمركة مصر، من خلال غسل دماغ شبابها وتحويلهم إلى أمريكان صغار، بلا هوية ولا انتماء عربى، وبلا مطالب الاستقلال ومعاداة الاستعمار وإسرائيل التى يتبناها الجيل الأكبر، محبون لاقتصاد السوق ومستعدون للاندماج فى العولمة. ويتم غسيل الدماغ هذا من خلال برامج دعم الديمقراطية التى تزايدت كثافتها خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، دون ضجيج أيديولوجى أو سياسى، وإنما من خلال نقل ناعم لقيم المجتمع الأمريكى إلى أذهان ونفوس هؤلاء الشباب، عادة فى معسكرات ودورات تجرى فى أماكن لطيفة ومتقدمة تربط فى عقولهم بين الأفكار التى يتلقونها وبين التقدم والبيئة الإيجابية التى يتلقونها فيها، ثم توجيه هؤلاء الشباب بعد ذلك للثورة بشكل متدرج، وهو ما حدث منذ عام 2005، ليس من قبل أمريكان بل من خلال أقلية مصرية نشطة ومدربة، مثل حركة 6 أبريل.
وهناك رؤية مغايرة تماما من الناحية السياسية ولكنها تظل جزءا من رؤية الثورة كمشروع، وهى تلك التى يتبناها بعض «شباب الثورة» الذين يعتقدون أنهم هم من أطلق ثورة يناير. هذه الرؤية ترى فى الثورة مشروعا لتخليص مصر من قبضة الاستبداد والتخلف السياسى والاجتماعى، بناه هذا الشباب الثورى من خلال العمل على الأرض فى الجامعات ووسط العمال والموظفين، ابتداء من المحلة الكبرى فى 2005 وحتى الحركات الاحتجاجية الخلاقة التى ملأت فضاء مصر السياسى عبر السنوات الست الماضية، ومستفيدين من تصاعد وتيرة العمل الحقوقى وكشف انتهاكات حقوق المواطنين وتزايد فشل النظام فى إدارة شؤون البلاد. وبدعم من قوى سياسية ورموز للعمل العام ظهرت خلال نفس الفترة، من حركة كفاية، إلى حركة استقلال القضاء، إلى ظهور الدكتور البرادعى على الساحة السياسية وتبلور النقاط السبع للتغيير وحملة التوقيعات. هذا المشروع الثورى المتراكم اكتسب زخما إضافيا من ثورة تونس وفرار بن على، ثم انفجر نجاحه فى يوم 25 يناير.
والحقيقة أنى أختلف مع رؤية الثورة كمشروع بكل تنويعاتها. لكنى بداية أقر بأن تحليل الأحداث المعاصرة به دوما قدر من المخاطرة والتخمين، فلا أحد يرى الصورة الكاملة لما يحدث، وهناك دائما اتفاقات وتربيطات ومؤامرات تحت المناضد، وأشياء لا يلاحظها المتابع مهما بلغ حرصه. وهناك أيضا قراءات مختلفة ممكنة لنفس الحدث ونفس العمل. ولذا فإنى لا أزعم أن هذه رؤيتى للثورة وتفسيرها هى الرؤية الحقيقية وما عداها باطل. وإنما هى قراءة مختلفة أعتقد أنها تفسر ما يحدث بشكل أفضل من التفسيرات التى تقدمها تنويعات رؤى «المشروع». هذه الرؤية الأخرى ترى الثورة بطريقة أقرب إلى الظاهرة المعروفة باسم العاصفة الكاملة.
__________________
|