عرض مشاركة واحدة
  #1156  
قديم 13-03-2012, 02:02 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

الخبؤ !


نوارة نجم



بكت سميرة فى البداية وهى تروى تفاصيل الحادث المروع الذى مرت به، ألا وهو تعرضها لكشف العذرية على يد الطبيب المجند أحمد الموجى، فى حضور لفيف من الضباط والعساكر. قالت سميرة إنها ظلت تدعو الله أن يصيبها بالسكتة القلبية، لكن الله لم يستجب لسميرة، تماما كما لم يستجب لسيدة نساء العالمين مريم ابنة عمران حين قالت: «يا ليتنى مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا». إذ إن لسميرة دورا تاريخيا مرسوما لها، كى تنقذ نساء مصر من التعرض لكشف العذرية على يد مجندى الجيش المصرى. أكرر: الجيش المصرى. لا هو جيش الاحتلال الأمريكى بالعراق، ولا الجيش الصهيونى الاستيطانى فى فلسطين. هو الجيش المصرى الذى ننفق عليه من أموالنا، وندفع بحبات قلوبنا ليخدموا فيه، ظانين أنهم يقومون بعمل وطنى لحماية البلاد. لسميرة إبراهيم دور تاريخى مرسوم ومقدر لها قبل أن تولد، لفضح الحالة المزرية التى وصل إليها جيش العبور، الذى استبدل بصورة الجندى المتسلق لخط بارليف، والرافع لعلم مصر بعد أن مزق علم العدو، صورة جندى يحمل طفلا وكأنه داده أو مرضعة.
الأهم من ذلك كله، أن لسميرة إبراهيم دورا تاريخيا مرسوما ومقدرا، لفضح خبؤات المجتمع المصرى، والذين يبدو أنهم يشكلون السواد الأعظم من تعداد السكان، وازعلوا بقى ولّا اتفلقوا. من يرى فتاة تتعرى فى الشارع ويظل قابعا فى بيته يتساءل: هى إيه اللى نزلها؟ ما هو إلا خبؤ. من يرى دموع سميرة وهى تعبر عن خيبة أملها فى وكيل النيابة الذى تعدى عليها وتقول: كنت عشمانة فى وكيل النيابة إنه ينصفنى… طلع زيهم. ولا تتحرك إنسانيته، ما هو إلا خبؤ. من يسمع سميرة إبراهيم وهى تقول: أنا عشمى دلوقت فى الشعب المصرى… ويظل فاغرا فاه، يتحدث عن عجلة الإنتاج، والحال الواقف، وهلاوس تقسيم مصر، وخزعبلات التمويل الأجنبى فى بلد يعيش على التسول من كلاب السكك، ولا تجيش مشاعر النخوة والكرامة فى صدره، ما هو إلا خبؤ. من يشاهد ذلك الطبيب، وهو يخوض فى سيرة فتاة أطهر وأشرف من كل النساء اللاتى مررن فى حياته، بدءا من التى ولدته وربته ونَشّأته حتى يتحول إلى شخص عديم الدين والأخلاق والنخوة والرجولة، وانتهاء بأى امرأة تقابله ولا تبصق على وجهه، ثم يفكر فى كلامه، ويستمع إليه وكأنه بنى آدم زينا كده وينفع حد يسمعه، ما هو إلا خبؤ. من يجلس فى بيته منتظرا أن تمر أمه أو أخته أو ابنته أو زوجته بنفس التجربة، ولن يتحرك قبل ذلك، ما هو إلا خبؤ. من يترك القضية الأساسية، ويعيب على سميرة ومن يساندها بأنهم يستخدمون «أساليب غير مهذبة فى التعبير»، ما هو إلا خبؤ وحاجة تانية كمان ماينفعش تتكتب فى الجرايد. من ينام ليله وهو يعلم أن جيشه الذى كان من المفترض أن يعتز به تحول إلى داده وداية وبلانة ولا يقض ذلك مضجعه، ما هو إلا خبؤ. أنت خبؤ… أنت خبؤ يا سرحان.
الأمر هنا لا يتعلق بتيارات سياسية، وليس فيه مجال لاختلاف وجهات النظر، ولا «احترام الرأى والرأى الآخر» اللى كلهم ماسكين لى فيها، منك لله يا فيصل القاسم، البنى آدم من دول يقول كلام يعاقب عليه اللهُ والشرفُ والقانونُ ويقول لك: الرأى والرأى الآخر. يبرر الدعارة والدياثة والقتل، ويقول لك الرأى والرأى الآخر، ودى وجهة نظرى! هى دى الديمقراطية اللى بتقولوا عليها؟ طب على فكرة: القواد له وجهة نظر فى الحياة، والعاهرة لها وجهة نظر فى الحياة، واللص له وجهة نظر فى الحياة، وحضرتك أنا لا أحترم القواد ولا العاهرة ولا اللص ولا الخبؤات من أمثالك ولا وجهات نظركم فى الحياة جميعا.
لا أصدق نفسى وأنا أجدنى مضطرة إلى القول إن أعراض الناس وأرواحهم وسلامة أبدانهم لا تحتمل الخلاف فى وجهات النظر! أنا عايشة فين عشان أضطر أقول كده؟
ياخواتى «الغرب الكافر الليبرالى العلمانى الذى يزوج الشواذ» حين اعترف أمامه أحد قيادات القوات المسلحة بإجراء كشوفات العذرية، ثارت ثائرتهم، وكتبت صحفهم عن بشاعة الحادث، بل وتطوع بعضهم من الهيومان رايتس ووتش إلى الشهادة فى صف سميرة، بالرغم من أن مصلحة «الغرب الكافر الليبرالى العلمانى الذى يزوج الشواذ» مع المجلس العسكرى الذى يحمى مصالحه فى البلاد، وليست مع سميرة الفقيرة إلى الله، الضعيفة بين الخلق، القوية بالحق. طيب أين أبطال «عايز أختى كاميليا» الغيورون على دين الله وحرماته؟ لازم كشف العذرية يبقى اللى عملهولها قسيس عشان تتحركوا؟
__________________

رد مع اقتباس