
09-03-2012, 03:08 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
أنف وثلاثة عجول.. على الأقل !!
جمال فهمي
** فى نهاية القرن التاسع عشر (تحديدا سنة 1880) أطلق الصحفى والروائى الإيطالى كارلو كلودى شخصية الطفل الشقى «بينوكيو» الذى هو فى الأصل دمية خشبية صنعها نجار طيب فقير من خشب الصنوبر، ولأنه رجل عقيم محروم من الأبوة فقد نسج علاقة عاطفية مع دميته الخشبية ورفض أن يبيعها، وراح يتخيلها طفلا حقيقيا يسعى حوله فى الدنيا عبثا ونزقا وشقاوة ويدخل فى مغامرات ومآزق لا تنتهى، وقد صور له عقله الصغير أن الوسيلة الوحيدة للخروج من أى مأزق أن يتوسل بالكذب الذى سرعان ما ينكشف وينفضح، ليس بسبب أنه كذب من النوع الطفولى الساذج وإنما لأن أنف «بينوكيو» يتميز بحساسية شديدة للأكاذيب، فبمجرد أن يشرع فى قول كذبة يبدأ منخاره يتمدد ويطول وهو لا يدرى، بينما الذى يسمعه يرى على وجهه الحقيقة واضحة جليّة.
«مغامرات بينوكيو» الطفل الكذاب شاعت وطبّقت شهرتها الآفاق وعبرت الحدود، خصوصا بعدما اقتبسها المخرج والرسام الأمريكى ذائع الصيت والت ديزنى وأنتج منها الاستوديو الذى يحمل اسمه سلسلة من أفلام الرسوم المتحركة ابتداء من عام 1940، ومن هذا التاريخ صارت شخصية «بينوكيو» رمزا فلكلوريا قويا (غربيا ثم إنسانيا) للكذابين الخايبين المفضوحين.
أما مشكلة «بينوكيو» وربما محنته التى جعلت منه أمثولة تشهيرية خالدة عابرة للحدود والأزمان فهى ليست مشكلة واحدة، ولكن ثلاث مشكلات على الأقل، أُولاها أنه وُلد قبل قرن وثلث القرن فى مخيلة مبدع طليانى على هيئة دمية قُدّت من خشب الصنوبر، ومن ثم لم يكن مؤهلا للفوز بعضوية حزب النور السلفى المصرى (بسبب عدم وجود شجر صنوبر فى مصر) الذى تأسس ورخص له لكى يربى أهل هذا البلد ويعلمهم الأدب وقواعد الأخلاق الحميدة، ومن هنا تتفرع وتنبت مشكلة «بينوكيو» الثانية إذ فاتت هذا الولد سيئ الحظ فرصة أن يشب ويكبر وتعلو مراتبه دون أى مناسبة حتى يصبح عضوا موقرا متمتعا بالحصانة فى مجلس برلمانى فخم متهم بأنه «برلمان الثورة» زورا وكذبا.
كما أن «بينوكيو» خُلق وعاش كل هذه السنين طفلا خشبيا مسكينا يرعاه نجار غلبان لا يملك من حطام الدنيا شيئا ولا يستطيع أن يمنح دميته الكذابة مبلغ 100 ألف جنيه تشبرق بها على نفسها ولا أن يدبر لها سيارة تمتطيها وتتصعلك بها فى الدروب وعلى الطرق السريعة والبطيئة ثم تكذب وتدعى أن عصابة أشرار اعترضتها بالليل والدنيا ضلمة وضربتها يا عينى وحطمت مناخيرها وأخذت منها الفلوس.
وثالثة مشكلات بينوكيو أنه والأديب الذى ابتكره والنجار الذى صنعه ووالت ديزنى الذى رسمه هم جميعا لم يعرفوا ولم يتصل بعلمهم أن فى حى العجوزة الواقع غرب العاصمة المصرية يوجد مستشفى يُدعى «سلمى» متخصص فى عمليات التجميل واللعب فى أصل خلقة ربنا وقص وتهذيب الأنوف النافرة للموقرين الثوريين الكذابين بالذات، ولو كان آل بينوكيو يعرفون هذه المعلومة القيمة لكانوا جعلوا كذابهم الصغير كلما فقع كذبة واستطال أنفه بسببها ذهب إلى «سلمى» ودفع لها 8 آلاف جنيه مقابل أن تقطع منخاره الطويل وتقيّفه وتألوظه بحيث يصير منظره عاديا جدا ولا يمكن تمييزه عن أنوف أصحاب الفضيلة السلفيين وأصحاب المعالى نواب برلمان الثورة المصرية!
__________________
|