عرض مشاركة واحدة
  #1035  
قديم 09-03-2012, 03:01 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

صوت المرأة… ثورة


وائل عبد الفتاح



أعجبنى التعبير الذى كتبه أحد الأصدقاء على صفحته فى «فيسبوك».
وقد بدأت اليوم بالأديب محمد عبد النبى وهو يقول «صباح الورد لسالى زهران».. شهيدة الثورة فى أيامها الأولى.
إنها المرأة…
ليس لأن هذا يومها فى العالم (لم أحب أبدا التمييز من هذا النوع)… ولكن لأنها قوة الحياة فى مصر…
قوة الثورة فى بلد ثقافته محافِظة… وعاش سنوات شيزوفرينيا… بفعل هبو ثقافة التحريم والرغبة فى الاعتذار عن حياتنا الحديثة.
المرأة هى الهدف الرئيسى من الاعتذار، أو بتعبير أدق هى لوحة الإعلانات التى أرادت بها هذه الثقافة الإعلان عن وجودها.
لم يدخل الإسلام مصر مع ظهور الإخوان المسلمين… ولا مع غيرها من جماعات رأت فى مصر مجتمع الجاهلية الجديد.
هل لم يكن هناك مسلمون مصريون قبل الشيخ حسن البنا؟
هل الحياة فى ظل مجتمع حديث تعنى مغادرة الإيمان إلى الكفر…؟
هذه الثقافة لعبت على التناقضات التى خرجت بعد هزيمة موديل الضباط.. وتتحرك على أرض صنعها الوهم الساحر وغذتها فكرة الإحساس بالذنب لدى الكتلة العريضة التى تجد نفسها فى مواجهة إلحاح كبير يفسر الأوضاع الحالية على أنها نتيجة «الابتعاد عن الدين». وبدا أن الحركات الأصولية «الإسلامية» (بداية من «الإخوان المسلمين» حتى «الجهاد» وما بينهما من تنظيمات استفادت من الهوجة) استغلت الهزيمة (العسكرية فى يونيو 1967 وما تلاها من الانفتاح والحلم الأمريكى فى السبعينيات) وسحبت المجتمع إلى مملكة «الوهم» حيث التفسير المريح لكل مشكلاتنا السياسية والاجتماعية بأنها «عقاب إلهى».. ليدخل المجتمع فى حالة نادرة من الشعور بالعار من كل ما حلم به (الدولة الحديثة القوية – العدالة الاجتماعية – المساواة على أساس المواطنة) ولتترجم تنظيمات الأصولية هذا الشعور إلى حسابات جارية فى بنك الصراع السياسى حتى تصل إلى إعادة صياغة المجتمع على هواها من الأفكار والعلاقات إلى الأزياء وشكل الوجوه.
المرأة هى الإعلان المتحرك عن هذا الشعور بالعار من الحداثة… لا بد أن تعود إلى الحجاب الذى خلعته هدى شعراوى فى محطة القطار لحظة عودتها من روما رمزا لتحرر المرأة وخروجها من كهف القرون الوسطى.
ولا بد أن تعاد صياغة الحياة كلها فى مصر لتعيد إنتاح الحياة فى الجزيرة العربية على أنها الموديل الوحيد للحياة أو أنها تعليمات الإسلام الذى تميز بقدرته على التفاعل مع الثقافات ونظم الحياة بدرجة جعلته يخترق حواجز اللغة وتركيبة المجتمع.
لم تكن أمهاتنا خارج الإسلام حين كِنّ يرتدين ملابس عصرية… وليست السيدة المحجبة الآن خارج العصر.
هذه التناقضات تتكشف الآن كما لم يكن من قبل.. لم يعُد الحجاب حاجزا عن التفكير الحر الحديث أو معبرا عن تلك الجماعات، وهذا انتصار على ثقافة القبيلة التى أرادت العودة بنا إلى الوقوع فى أسر فتاوى تحت الطلب الذكورى.
المشكلة ليست فيه أو فى الموديل الذى تختاره امرأة من موديلاته الحديثة.
لكن فى أن يكون الموديل الوحيد.
أن يكون علامة الإيمان الوحيدة. علامة الفصل العنصرى بين المسلمين والمسيحيين.. أو بين المسلمين المنصاعين لرأى المجموع والمسلمين الخارجين عن الطوابير والكتل العمياء.
الحجاب مشكلة إذا تحول إلى رمز للإيمان، وهى لعبة سياسية تختبر قدرة الجماعات الأصولية وعلى رأسها الإخوان على التأثير وصناعة صورة سكان مصر على هواها.
كما أن الملابس العصرية ليست دليل تحرر المرأة أو حداثتها… قد تكون عبودية لموديل حر أو لإلهة الموضة فى أوروبا… حرية المرأة هى مقياس المجتمعات… ولهذا سعدت عندما فتحت عينى على من يقول إن «صوت المرأة ثورة».
__________________

رد مع اقتباس