
08-03-2012, 01:23 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
كم تخفى الطيبة من فاشية تحتها
وائل عبد الفتاح
إنه الموديل الجديد.
إنه البلكيمى… استطاع أن يجمع كل خصائص الغالبية العظمى من أعضاء مجلس الشعب.
هو تلخيص لنموذج من شخصيات دفعت دفعا لملء الفراغ السياسى.
شخصيات تجمع بين الطيبة والقدرة على التحايل المشهور به الفلاح المصرى القديم… فى مواجهة الطبيعة القاسية والحكام الذين كانوا كأقدار غاشمة، ولا يمكن تغييرها، رحيمة ولا يمكن الاطمئنان إليها.
البلكيمى صدمته أجواء المدينة وأدرك أن السياسة شىء أكبر مما تخيله أو تعامل به مع رفاق الدائرة الصغيرة… هل هى أضواء الإعلام؟ أم مزاج الجماعة الكبيرة، حيث يتحرر الشخص من ثقافته بالتدريج وفى السر. المشكلة ليست فى أن البلكيمى أجرى جراحة تجميل، لكنها فى أنه أخفاها، وصنع حكاية كاذبة تصور أنها ستمر لأن ابن اللعب فى المنطقة المحدودة، لم يكن يعرف أن الطبيب سينزعج لأن حكاية البلكيمى ستهز الثقة فى الداخلية.
ولم يكن يعرف أن السر سيُكشف ويتحول إلى فضيحة لا تكشف فقط عن السذاجة المتناهية، ولكنها تكشف ترهل فكرة الاضطهاد التى يعيش عليها الإسلاميون. البلكيمى عندما اخترع حكاية محاولة الاغتيال، خرج مصدر من حزبه يقول «إنها حلقة فى سلسلة استهداف الإسلاميين..».
وعندما انكشف الخداع وهاجت الدنيا على البلكيمى، لم يجد سوى أن يسير فى حماية أسطورة الاضطهاد، وقال «.. لقد هاجمنى الإعلام لأننى من التيار الإسلامى..».
ويبدو أن العودة إلى أسطورة الاضطهاد هى الأسلوب الوحيد لمواجهة صدمات «الديمقراطية».. التى عاد عبد المنعم الشحات من كهفه ليعاود الهجوم عليها، معتبرا أنها «ضد الإسلام..».
لا يكمل الشحات الجملة طبعا… لنعرف أن «الديمقراطية ضد الإسلام كما يراه…».
ما زال الشحات (وغالبا هو شخص طيب آخر) يعيش فى أجواء الصدمة الأولى بين الإسلام والحداثة… تلك التى كانت تسبب فزع قطاعات من سكان كان يسقط الموت عليهم من قاذفات المدافع.. ومعه الحضارة الجديدة. اختلط الموت بالحضارة… والاحتلال بالتحديث… وهنا ظهر مفكرون ومجددون من رفاعة الطهطاوى إلى محمد عبده وجمال الدين الأفغانى وعبد الرحمن الكواكبى وقاسم أمين ومصطفى عبد الرازق وطه حسين… صنعوا جسورا وكتبوا وصفات تخفف آلام الصدمة، وتستنهض سكان هذه المنطقة التى أظلمتها الخلافة العثمانية، للتحرر والدخول فى العصر الجديد.
ليس الإسلام إذن ضد الديمقراطية.
ولكن نوعا من المسلمين ما زالوا عند الصدمة الأولى. الشحات من هذا النوع الذى يريد أن يعطى لصدمته ملمح النبل والنقاء، ليبدو وحده حاملا للنظرة الصحيحة، ومضطهدا لأنه حاملها، وهنا تطل الفاشية من خلف الطيبة والسذاجة.
البلكيمى… ليس الشحات، ولكنه نسخته القادرة على التكيف أكثر مع صدمته.
خجل البلكيمى من رغبة «التجميل».. الخجل دفعه لارتكاب خطيئة سياسية… أراد أن يصنع من الخجل بطولة، ولم يجد فى عقله إلا سيرة المضطهد.. الضحية.. المستهدف… واخترع حكاية الاعتداء عليه وسرقة أموال سيارته الجديدة.
إنها محاولة غشيمة فى التعامل مع الصدمة… دفع ثمنها كاملا من سمعته النيابية.. ربما ظل كما هو طيبا، لكنه أظهر ما فى الطيبة من فاشية أحيانا.
الضحية تتحول إلى فاشية عندما تجد حولها قوة ما، إما قوة السلاح أو الحشد أو السمع والطاعة.
تعود البلكيمى على قيادة الحشد من الجامع إلى الحزب… ملأ فراغ السياسة عندما كانت ممنوعة ومحرمة والسياسى مطاردا… ومقرات الأحزاب ملعونة.
لم يكن لدى الجموع إلا الجامع، ومن يعتلى المنبر، وليسوا جميعا مؤهلين ليكونوا صناع رأى عام أو قادة بالمعنى السياسى، وليس كما نراه يتكرر فى نواب لا يفرقون بين خطبة الجماعة والكلام فى البرلمان ولا بين منصة السياسة ومنبر الجامع.
البلكيمى ضحية… منذ أن أفشى الطبيب سره… ولم يعلمه أحد أن السياسة ليست نفخة عروق ولا حنجرة انتهكت من كثرة استخدامها فى النفاق والتهليل.
صور البلكيمى تلخص حالته، بداية من دفاعه العصبى عن مصطفى بكرى إلى تغطية أنفه بالضمادات… وإلى أن نراه فى الصورة القادمة سيظل رمزا لمرحلة صعود نوع من السلفيين إلى قمة مؤسسات الدولة.
البلكيمى قال إنه استقال. وقادة حزبه قالوا إنهم أسقطوا عضويته. وهذا نوع من ارتباك، سيُعلِّم من يستطيع التعلم فقط.. وسيخلصهم من الصدمة الأولى. وسيظل أنف البلكيمى محشورا فى كل تغيير، لأنه سيصبح مقياس التغيير فى أداء هذا الموديل من النواب.
__________________
|