
07-03-2012, 12:04 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
مراهق محتمَل
عمر طاهر
تدور معى ومع آخرين فى الدائرة نفسها منذ فترة طويلة، أرجوك شدّ حيلك لأن الرحلة ليست قصيرة فلا تتحدث عن الملل ولكن حاول أن تجدد نشاطك الذهنى ولو بألعاب تافهة، اسرق وقتا مع نفسك وأعد خلاله ترتيب فصوص مخك التى قد تتلف بفعل النمطية التى بتنا نعيش فيها، فالوجوه والأفكار والشكوى حتى الشتائم والاتهامات تعيد نفسها من حولك.
هل تريد أفكارا؟
طيب..
هات الريموت فى أثناء متابعتك برنامجا ما به الضيوف أنفسهم الذين حفظتهم خلال العام الماضى، اضغط ميوت لإلغاء الصوت تماما ثم أعد مشاهدة هذه الوجوه وهى منفعلة دون أن تعرف ما الذى يقولونه، تأمل انفعالاتهم وحركة أجسادهم وتعبيرات وجوههم ونظراتهم سادة من دون كلمات وصدقنى ستكتشفهم من جديد وستجد نفسك قادرا على النفاذ إلى أعماقهم أكثر من ذى قبل، للكلمات المنمقة والتعبيرات الساخنة والحكمة سابقة التجهيز سطوة.. احرمهم من هذه السطوة واستمتع بتأملهم عُراة من سحر الكلام الكبير.
أعد تقييم التكتلات السياسية من خلال أشخاص آخرين غير الذين ارتبطوا فى خيالك بهذه التكتلات، يعنى -مثلا- انسَ أحمد أبو بركة وقيِّم الإخوان من خلال محمد حبيب، انسَ الكاتب علاء الأسوانى وقيِّم الثوار من خلال الكاتب وائل جمال فى «الشروق»، انسَ نادر بكار والبلكيمى وقيِّم السلفيين من خلال «سلفيو كوستا»، انسَ محمد أبو حامد وقيِّم النواب من خلال أبو العز الحريرى أو سعد عبود، الفكرة أن تأخذ إجازة من النماذج التى ترسخت فى الوجدان كل واحدة دالَّة على فكرة بعينها، اكتشف نماذجك أنت وتابعها ومعها ستتجدد نظرتك إلى الأفكار التى قد تعتقد أنك قد اتخذت فيها قرارات نهائية وستكتشف أن كل فكرة عبارة عن مربع كنت تنظر إلى وجه واحد منه بينما هو أكثر ثراءً من ذلك.
لا تفكر فى المرشحين المحتملين للرئاسة (مبدئيا فلنتخلَّ عن ترديد كلمة «المحتمل» فهى من الكلمات التى تضفى سماجةً ما على تفاصيل حياتنا اليومية).. القصد لا تفكر فى مستقبل مرشحى الرئاسة فى حال نجاحهم ولكن فكِّر فى ماضى كل واحد منهم، ولا أقصد الماضى القريب.. لا.. الماضى البعيد.. تخيل كيف كانت فترة مراهقة كل واحد منهم، بداخل كل واحد منهم مراهق محتمل ما زال يشكِّل جزءا كبيرا من شخصيته مثلنا جميعا، فالخواص التى اكتسبناها فى المراهقة ما زالت تظهر فى تفاصيلنا ونحن كبار، لكى تفهم المرشح أكثر حاول أن تتخيل كيف كانت فترة مراهقته.. حبه الأول.. أى نوع من الطلبة كان؟ علاقته بأمه وأبيه.. مطربه المفضل.. كيف كان يبدو فى ماتشات الكرة؟ كيف كان يتشاجر مع أصدقائه؟ هل كان فى شلته المراهق الحكيم أم الفشار أم الصامت أم الـ(يووه أهو جه ابن الكئيبة)؟، امسكهم واحدا واحدا، وتخيله مراهقا وافتح لنفسك أفقا جديدا يساعدك فى اكتشافهم.
جرب المشاهير فى مهن أخرى وتخيل كيف كانوا سيديرون الأمر، تخيل مانويل جوزيه رئيس تحرير جريدة.. أى واحدة تليق به وكيف كان سيكتب؟، تخيل توفيق عكاشة لاعب كرة وفكِّر فى المركز الذى يليق بمهاراته، ومن فى اللاعبين الذين تعرفهم يلعب كرة قدم تشبه طريقة عكاشة؟، تخيل سعد الكتاتنى مدرس ابتدائى.. ما المادة التى تحب أن يدرسها لك وكيف سيؤدى فى هذه المهمة الجديدة؟، تخيل كمال الجنزورى مخترعا.. ما الاختراع الذى يشبه طريقته فى إدارة حكومته؟ وضعية كل شخصية عامة فى مهنة جديدة سترج الصورة الثابتة وستجعلك ترى هذه الشخصيات من جديد بما لا يغير شيئا فيهم ولكن يغير علاقتك الذهنية الثابتة بهم، وعندما تراهم من جديد بعد ذلك، ابقى افتكرنى.
فكر فى الأخطاء المشتركة بين التيار الذى تحبه وبين التيارات الأخرى، ضع نفسك بين صفوف من تنتقدهم وفكر بطريقتهم، اختر شخصية لا تحبها والتمس لها الأعذار، فكِّر فى شخصيات عامة شتمتها منذ عام ولن أقول لك سامحها لكن على الأقل فكر لها فى شتائم جديدة.
دعك من الانفلات الأمنى والاحتياطى النقدى واللجنة التأسيسية وانهيار السياحة فكلها أمور ليس لك دخل بها بحكم قدراتك المحدودة كمواطن أعزل، ولكن اهتم بدماغك وحاول أن تنجو بها من هلاك النمطية والدوائر المفرغة، امنح دماغك كل فترة جلسات كهرباء وفخِّخ الأفكار الراقدة فى قاع المخ وامنحها فرصة أن تتشكل من جديد، ساعتها فقط سيبدأ تغيير ما.
(بالمناسبة لو الألعاب عجبت حضرتك ووصلت لنتائج ظريفة ابعتهالى وأنا إن شاء الله هانشر ملخص لأفضل الأفكار التى ستصلنى).
__________________
|