
06-03-2012, 12:04 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
متى يتوقف المرشحون المحتملون عن الثرثرة «الرئاسية»؟

ابراهيم عيسى
حتى الآن لم يتقدم أى مرشح للرئاسة ببرنامج انتخابى إلى المواطنين، تؤيده على أساسه أو ترفضه، طبقا لما جاء فيه أو تحاسبه عليه إن نجح، ورغم أن معظم هؤلاء المرشحين طرحوا أنفسهم وبدؤوا جولاتهم الانتخابية منذ أحد عشر شهرا تقريبا، فإنه حتى الآن لم يظهر لهم برنامج، ومعظم هؤلاء كذلك قرروا أن يرشحوا أنفسهم مستقلين، مما يعنى أن أمامهم أحد طريقين، إما جمع ثلاثين ألف توقيع من مواطنين فى خمس عشرة محافظة وإما تزكية ثلاثين عضوا فى «الشعب» و«الشورى»، ولا أفهم كيف سيطلبون من مواطن أو نائب أن يوقِّع لهم أو يزكِّيهم دون أن يعرف ما الذى سيقدمه هذا المرشح ودون أن يطلع على برنامجه للسنوات الأربع، ثم نحن أمام حملة رئاسية أقل من ثلاثة أشهر تقريبا (المفترض أن مدة الدعاية لن تتجاوز ثلاثة أسابيع أصلا)، فهل هذه المدة كافية لكتابة برنامج (مطلوب منه أن يكون مشروعا لمصر المستقبل)، ثم عرضه ومناقشته على الملايين؟
الأمر كله يقودنا إلى حالة غرائبية من الترشح دون برامج، والاعتماد الكامل تقريبا على المؤتمرات والبرامج التليفزيونية، والحقيقة أن أغلب ما يتكلم به فيها المرشحون هو كلام فضفاض ومطاط (هناك مرشح كبير يقول كلاما متناقضا آخر الأسبوع عن كلام قاله فى أول الأسبوع!)، ثم إن المتابع الدقيق لحجم الثرثرة الرئاسية التى أمطرت الفضائيات والمؤتمرات لا يكاد يلحظ اختلافات بالعين المجردة بين هؤلاء المرشحين للرئاسة، فالتصريحات متشابهة والوعود واحدة، وحتى تحليل الوضع الراهن وتشخيص الأزمة الحالية يتكرران بذات الألفاظ بين المرشحين. صحيح أن درجة الاختلاف مع المجلس العسكرى وأدائه تتباين بدرجات أكثر اتساعا، لكن يضيق هذا الاختلاف تماما حين ينتقل الكلام إلى وضع القوات المسلحة فيما لو فاز هذا المرشح بالرئاسة، بل لا يوجد واحد من المرشحين مثلا جرؤ على أن يقول إننى لو نجحت سوف أشكر المشير حسين طنطاوى وأقيله من وزارة الدفاع مثلا، أو جرؤ على العكس بأن يقول إن المشير سيظل معى سنواتى الأربع. لم يقل أيهم: هل سيترك الجيش يخوض فى البيزنس والاقتصاد أم سيوقف هذا البند تماما؟! دعنى هنا أفتح قوسا، ظنى أنه مهم، «فليس صحيحا أن ميزانية الجيش سر، فهى معروفة بالرقم وبالنسبة فى الموازنة العامة للدولة ويعرفها وزير المالية وموظفوه ويعرفها نواب البرلمان أيضا، دون تفاصيل طبعا، لكن على الناحية الأخرى فإن ميزانية الجيش وما يملكه من شركات ومصانع ومن أموال بالمليم يعرفها رئيس الجمهورية ويطّلع عليها يوميا لو أراد عبر جهاز كمبيوتر فى مكتبه، سأغلق القوس لأؤكد فقط أهمية أن نعرف حقيقة الرئيس القادم، ثم أهمية أن نعرف موقفه من هذه النقاط». عموما يبقى أن مساحات الغموض لدى المرشحين للرئاسة أكثر من مساحات الوضوح، رغم هذا الإلحاح اليومى فى الظهور، وأكاد أجزم أن معدل إدلاء المرشحين بمقابلات تليفزيونية يتجاوز أى معدل طبيعى فى أى مكان فى العالم، لكن يبدو أن حداثة التجربة مؤثرة بشدة على الارتجال المفرط فى الأداء الإعلامى.
كذلك مما يبدو مدهشا بالفعل أن أحدا من المرشحين لم يقدم شعارا لحملته حتى الآن، والأمر ليس شكليا إطلاقا، بل شعار المرشح جزء أصيل من فهم رسالته ومن مضمون مشروعه، وهو يختصر مسافات للوصول بفكرته إلى الناس وينير طريقا بهذا الشعار لمعرفة مرشحنا وغاياته وأهدافه، وهو ما يسوقنا أيضا إلى التساؤل عن سر عدم تعلق الجمهور بأى جملة قالها مرشح كل هذه الفترة الماضية، فلم يلتقط له أحد جملة مهمة ملخصة ومعبرة وموحية، تصير كأنها علامته السياسية وختم شخصيته، مما يثبت لنا بعضا من فَقْر البلاغة لدى مرشحينا!
أحد أدلتى على أن هذا الغياب للبرنامج وللشعار تعبير عن العشوائية والارتجال هو أننى أجد مثقفين وسياسيين يساريين مثلا يؤيدون مرشحا يمينيا (رجعيا بالمعنى الواسع)، وأجد مؤيدين لمرشح ناصرى لا يجدون مشكلة فى أن يكون مرشحهم نائبا لمرشح إخوانى، وتكاد تتعثر فى كثير من الشباب الليبراليين يعتزمون التصويت لمرشح سلفى، لأنه خشن ضد «العسكرى»، ونرى إخوانا يرفضون مرشحا يعلن كل ساعة أنه عضو بالإخوان ومؤمن بفكر الجماعة، وتشهد شخصيات تبدو عاقلة وطبيعية وهم يزعمون أن المرشح الأمثل للرئاسة هو رجل قال إنه لا يفهم فى السياسة وإنه تكنوقراط، وإذا لم نسلِّم بأن هذا كله هرتلة وعبث، فالواجب أن نحجز للمجتمع موعدا مستعجلا عند أى طبيب نفسى!
__________________
|